كيف سيتأثر السوق العقاري بانخفاض سعر الحديد؟.. خبراء يُجيبون


انخفاض أسعار الحديد سيؤثر على سوق العقار

الثلاثاء 24 مايو 2022 | 02:27 مساءً
الحديد
الحديد
مروة الفخراني

تشهد الفترة الحالية، حالة من الترقب مع استمرار أسعار الحديد والأسمنت في التراجع، حيث انخفض سعر طن الحديد بقيمة 1800 جنيه، وسعر طن الأسمنت بقيمة 100 جنيه، وهو ما سيؤثر بشكل كبير على حركة البيع والشراء بسوق العقار.

وفي سياق متصل، شهدت الأسواق العالمية انخفاض سعر خام الحديد بنسبة 10% ليصل السعر إلى 154 دولارا للطن، وانخفض سعر الخردة بمعدل 14% ليصل إلى 484 دولارا للطن، وهو ما انعكس بدوره على السوق المصري.

وتوقع الكثير من خبراء العقار تأثر السوق العقاري بالانخفاض في أسعار الحديد والأسمنت، نظرًا إلى أن انخفاض تكلفة الإنتاج سيؤدي بشكل مباشر لانخفاض سعر المنتج النهائي.

رواج في سوق العقار

وتوقع المهندس داكر عبد اللاه، عضو شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية وعضو لجنة التشييد بجمعية رجال الأعمال المصريين، استمرار تراجع أسعار الحديد ومستلزمات البناء خلال الفترة المقبلة، نظرًا لانخفاض أسعار تلك المدخلات بشكل عام على مستوى العالم.

وأوضح عبد الاه، في تصريح لـ "العقارية"، أن أي زيادة في سعر سوق مواد البناء تأخذ فترة معينة لتبدأ في التراجع، قائلاً: "خلال فترة زيادة أسعار الحديد لـ 21 ألف جنيه، ليصل في السوق السوداء لـ 23 ألف جنيه، كان السوق يسير بشكل هوجائي غير منظم، وهو ما دعا الحكومة إلى التحرك بشكل عاجل وعقد اجتماع مع عدد من كبار مُصنّعي الحديد والصلب والأسمنت، لوضع سعر عادل للحديد بعد الارتفاع القياسي".

ولفت عضو شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، إلى أن سوق مواد البناء مُجبر على خفض الأسعار تزامنًا مع السوق العالمي، مشيرًا إلى أنه في حالة حدوث انفلات وزيادة مبالغ فيها، سيقف الجميع في جه مصنعي الحديد والصلب وفي مقدمتهم الدولة المصرية.

وعن تأثير انخفاض أسعار الحديد على السوق العقاري، نوّه عبداللاه إلى أن ذلك من شأنه إحداث رواج في سوق العقار، بقوله: "لن يحدث ركود في سوق العقار، ولن تنخفض أسعاره، بل ستسير عجلة العمل بشكل كبير مع انخفاض أسعار مدخلات البناء"، لافتًا إلى أن أسعار العقارات قد تتأثر في حال إصدار شهادات جديدة بفائدة مرتفعة في البنوك فقط.

وتابع: "نحن ننتظر السعر العادل لأسعار الحديد، لأننا على دراية كاملة بأسعار السوق العالمي"، مطالبًا مصنعي الحديد والاسمنت كونهم شركاء في منظومة التنمية، بالوصول لسعر عادل لمواد البناء يحقق الاستقرار في السوق.

وحقق سعر حديد عز اليوم الثلاثاء، 19258 جنيهًا للطن، بتراجع 503 جنيهات، وسعر الحديد الاستثماري 19339 جنيهًا للطن، بتراجع 58 جنيهًا.

توقع باستمرار الانخفاض

من جانبه، قال الدكتور علي الإدريسي، أستاذ الاقتصاد والاستثمار بمدينة الثقافة والعلوم، إن الانخفاض الذي شهده سوق الحديد، دليل على التحسن التدريجي لسعر صرف الجنيه، كونه يساهم في خفض أسعار مدخلات الإنتاج خاصةً "الفلزات" التي تدخل في صناعة الحديد ويتم استيرادها من الخارج.

وأشار الإدريسي، في تصريح لـ«العقارية»، إلى أن اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي مع محموعه من مصنعي الحديد ومواد البناء، كان أحد العوامل التي ساعدت على خفض سعر الحديد.

وتابع : "بعد الاعلان عن الاجتماع توقع الكثيرين تراجع اسعار الحديد وهو ما تم بالفعل، فأغلب مصانع الحديد كانت متوقف عن عملية البيع رغم احتواء مخازنها بالحديد، ولذلك قلة المعروض أدى لارتفاع اسعار مواد البناء، علاوة على إقبال شركات المقاولات على الشراء رغم الاسعار المرتفعة كونها ملتزمة بجدول زمني للتنفيذ وتسليم الوحدات".

ونوّه أستاذ الاقتصاد والاستثمار بمدينة الثقافة والعلوم، أن اجتماع الحكومة بمصنعي مواد البناء أتى بثماره، "مصانع الحديد بدأت في بيع مخزونها من الحديد، وأصبح متوفر بشكل كبير فكان السبب في تراجع سعره تزامنًا مع انخفاض سعره العالمي".

فيما أكد أن الجزء الخاص بتوقعات المحللين بإنخفاض اسعار الحديد ومواد البناء، كان مؤشر ايجابي ساعد في تحقيق ذلك، "أدت تلك التوقعات الى منع بعض العاملين بهذا القطاع من تخزين الحديد واحتكاره".

وعن تأثير انخفاض أسعار الحديد على السوق العقاري، قال الإدريسي: "بالتأكيد سيؤثر على السوق العقاري، فكلما انخفضت تكلفه الانتاج أدى ذلك لانخفاض سعر المنتج النهائي".

وطالب أستاذ الاقتصاد، بمزيد من المبادرات الخاصة بالتمويل العقاري، و الحوافز والتسهيلات علاوة على ضرو وجود اسعار تنافسية بين القطاعات المختلفة لإنعاش السوق العقاري.