وصلت الولايات المتحدة طائرة تحمل ما يزيد عن 70 ألف رطل «32 طنا متريا» من حليب الأطفال، تمثل بداية لبرنامج طوارئ بهدف الحد من النقص الذي تشهده البلاد، وأدى إلى معاناة بعض الآباء من أجل إطعام أطفالهم.
وقال بريان ديس، كبير المستشارين الاقتصاديين للرئيس جو بايدن في البيت الأبيض، في برنامج "حالة الاتحاد" على شبكة "سي إن إن" (CNN)، أن المزيد من حليب الأطفال سيبدأ في الوصول إلى المتاجر "في وقت مبكر من الأسبوع الجاري"، وأن الطائرة التي هبطت في إنديانابوليس يوم الأحد تكفي "15% من إجمالي احتياجات البلاد".
في مواجهة ضغوط من جانب الجمهوريين والديمقراطيين لمعالجة الأزمة، أمر بايدن الأسبوع الماضي باستخدام الطائرات الحكومية لنقل حليب الأطفال إلى أغنى دولة في العالم، كما استخدام سلطته في حالة الطوارئ، بموجب قانون الإنتاج الدفاعي، لتحفيز التصنيع المحلي.
انطلقت طائرة الشحن التابعة للقوات الجوية الأمريكية من قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا حاملة 132 حاوية ألبات أطفال من نوع "ألفامينو" للرضع، و"ألفامينو" للصغار، من "نستله هيلث ساينس" (Nestlé Health Science).
قال وزير الزراعة توم فيلساك، الذي كان في استقبال الطائرة، إن الشحنة تساعد الأطفال الذين يحتاجون نوع معين من حليب الأطفال.
أزمة سلاسل التوريد تفاقم من الوضع
تحولت أزمات سلسلة التوريد التي حدّت من توافر حليب الأطفال الاصطناعي بكافة أنحاء الولايات المتحدة إلى أزمة كاملة في فبراير الماضي، عندما بدأت شركة "أبوت لابوراتوريز" (Abbott Laboratories)، أكبر مورد لحليب الأطفال المجفف، سحب منتجاتها بشكل طوعي من السوق وغلق مصنعها، بعد مرض 4 أطفال.
وكتب بايدن على تويتر يوم الأحد: "يعمل فريقنا على مدار الساعة للحصول على حليب أطفال آمن لكل من يحتاجه".
وأوضح كبير المستشارين الاقتصاديين أن النقص يعكس قلة عدد الشركات التي تصنع حليب الأطفال، وقال: "كيف انتهى بنا المطاف بسيطرة 3 شركات فقط على 90% من السوق؟" وتابع "ديس": "يدفعنا الوضع الحالي للتساؤل حول كيفية زيادة المنافسة في اقتصادنا، وإيجاد مزيد من مقدمي ذلك النوع من حليب الأطفال، حتى لا تمتلك شركة واحدة ذلك القدر من التحكم في سلاسل التوريد".
الكونجرس يلزم المصانع بحل الأزمة
أقر الكوجغرس الأسبوع الماضي مشروع قانون من الحزبين، بشأن توفير حليب الأطفال، حيث يلزم مصنعي حليب الأطفال الاستعداد لسد النقص في المستقبل والتغلب على التحديات التي تحول دون شراء العائلات لحليب الأطفال، ضمن برنامج التغذية التكميلية للنساء والرضع والأطفال (WIC).
واعتذر روبرت فورد، الرئيس التنفيذي لشركة "أبوت لابوراتوريز" في عمود بصحيفة "واشنطن بوست"، عن تفاقم النقص وقال إن الشركة ستقوم بضخ "استثمارات كبيرة" لمنع تكرار ذلك النقص، وإن البيانات المتاحة لم تثبت مسؤولية منتجات الشركة عن الأمراض.
تزامنا مع ذلك، يلجأ الآباء إلى الإنترنت بحثا عن بدائل، في الوقت الذي يحذر فيه الخبراء من مخاطر صحية جسيمة نتيجة تناول أنواع حليب الأطفال المصنوع في المنزل.