أعلنت حكومة المغرب تكثيف تدابير المراقبة الصحية على الحدود البرية والبحرية والجوية، وذلك تأهبًا لأي طارئ يرتبط بالمرض الفيروسي "جدري القردة" المنتشر حديثاً في بعض بلدان العالم، لاسيما مع تسجيل الجارة الشمالية للمغرب إسبانيا ودول أوروبية أخرى إصابات مؤكدة بهذا الفيروس.
وظهرت الإصابات بفيروس جدري القردة، الأسبوع الماضي، على أكثر من 100 شخصاً في العديد من الدول الغربية، مثل إسبانيا والبرتغال وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والسويد وبلجيكا وإيطاليا وهولندا، إضافة لكندا والولايات المتحدة وأستراليا، وفقاً لموقع "ميل أون لاين" البريطاني.
إجراءات احترازية من وزارة الصحة المغربية
اتخذت وزارة الصحة المغربية، كل الاحتياطات اللازمة على مستوى المطارات والموانئ والمنافذ البرية، بهدف منع تسلل المصابين بهذا المرض الفيروسي الجديد ودخولهم المملكة.
وتحاول المغرب تنفيذ خطة استباقية من خلال مراقبة حدودها بشكل دوري، الكشف عن الحالات الحاملة للمرض قبل دخولها البلاد، ولم يتم رصد أي حالة إصابة بفيروس "جدري القرود"، الذي يعتبر من الأمراض النادرة التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان، وبين البشر أثناء العلاقات الحميمية، أو التلامس الجلدي، أو عن طريق جزيئات الجهاز التنفسي.
ويتابع المركز الوطني لعمليات الطوارئ الصحية بوزارة الصحة المغربية، الوضع الوبائي العالمي لهذا الفيروس، ويواصل بدقة انتظام إصدار التوصيات من منظمة الصحة العالمية وآخر المستجدات في مختلف دول العالم مع اتخاذ المحاذير؛ بالرغم من عدم تسجيل أي حالة إصابة في المملكة.
وتجري منظمة الصحة العالمية تحقيقات على عشرات الحالات التي يشتبه بأن تكون مصابة بفيروس جدري القرود، بعد أن تأكدت من ظهور إصابات بالمرض في 9 دول أوروبية مع الولايات المتحدة وكندا وأستراليا، غير أن هذا المرض المعدي أكثر انتشاراً في مناطق نائية بوسط وغرب أفريقيا.
هل يحمي لقاح الجدري العادي من جدري القردة؟
رغم أنه لا يوجد لقاح محدد ضد جدري القرود، إلا أن جرعة من لقاح الجدري العادي توفر نسبة حماية تصل إلى 85 %، وذلك بفضل التشابه الكبير بين الفيروسين المسببين للجدري العادي وجدري القردة.
واشترت السلطات الصحية البريطانية، كميات من لقاح الجدري وبدأت بإعطائه لأولئك الأشخاص المعرضين بمستويات عالية للإصابة بمرض جدري القرود، كما اشترت السلطات الصحية في إسبانيا آلاف الجرعات من لقاح الجدري العادي، من أجل التعامل مع حالات انتشار المرض، بينما أعلنت هيئة الصحة في ولاية فيكتوريا الأسترالية أن أولى حالات الإصابة بالمرض في أستراليا اكتشفت لدى رجل شعر بالأعراض بعد عودته من رحلة إلى بريطانيا.
وأكد مصطفى الناجي، مدير مختبر علوم الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن المغرب معرض لانتقال هذا المرض، خصوصاً بعد رصد حالات مؤكدة لدى الجارة الشمالية إسبانيا، ولذلك يجب اتخاذ جميع التدابير الاستباقية من قبل السلطات المختصة لرصد أي حالة لمنع انتشار عدوى "جدري القردة" في البلاد.
الشذوذ الجنسي وعلاقته بتفشي الفيروس
ترى منظمة الصحة العالمية، أن الإصابات بفيروس جدري القردة ينتشر خصوصاً في مجتمع المثليين، رغم أنه مرض نادر وتتراوح أعراضه من الحمى وآلام العضلات إلى تضخم الغدد اللمفاوية، وحتى ظهور طفح جلدي وبثور ودمامل على اليدين والوجه والظهر والصدر، وأحياناً بقية جلد الجسم.
وأوضحت السلطات الصحية في العديد من الدول عبر تغريدات على "تويتر"، أن انتقال الفيروس يحدث عادة عن طريق الجهاز التنفسي، لكن هناك حالات عديدة حاليا أوضحت أن الانتقال حدث عبر الأغشية المخاطية أثناء العلاقات الجنسية والاتصالات الحميمية.
كيف ومتى جاءت أولى حالات جدري القردة؟
يعد جدري القردة مشابه بحد كبير لجدري البشر، وأن أول حالات إصابة به كانت في جمهورية الكونغو الديموقراطية بالسبعينات، ومن ثم انتشر في غرب إفريقيا بشكل ملحوظ خلال العقد الماضي.
وتشمل أعراض المرض الحمى والصداع والطفح الجلدي، الذي يبدأ على الوجه وينتشر إلى باقي أجزاء الجسم.
وتعد القوارض، هي المستودع الرئيسي للفيروس، لكن يمكن أن يصاب البشر بجدري القرود من خلال الاتصال الوثيق مع المصابين، وعادة ما تكون العدوى خفيفة ويتعافى معظم الناس في غضون أسابيع قليلة.
انطلاق التفشي خارج إفريقيا
وصلت أنباء لمنظمة الصحة العالمية بخريف 2003، عن ظهور حالات مؤكدة من جدري القردة في غرب الولايات المتحدة الأمريكية، وهي تعد أولى الحالات المُسجلة خارج إفريقيا.
ووفقا لوسائل إعلام، فإن هؤلاء المصابين كانوا مخالطين لكلاب البراري الأليفة بشكل قريب.