توظيف الأموال، أو ما يطلق عليها اسم «المستريح»، ظاهرة بدأت تعاود الانتشار بكثرة في أغلب محافظات مصر، ربما بسبب تأثير الأحوال الاقتصادية السيئة في العالم أجمع، يلجأ البعض إلى التفكير في «المكسب السريع»، آملين في تحقيق ثروة هائلة بسهولة وخلال مدة زمنية قصيرة نسبيًا، بعد أن تكون قد تشبعت عقولهم بالأوهام التي جعلهم أحد النصابين يصدقونها.
يلجأ النصاب، «المستريح»، في محاولته إسقاط ضحيته في فخ الطمع، إلى حيل قد تبدو للوهلة الأولى أنها متقنة للغاية، إلا أنها في حقيقة الأمر واهية وضعيفة، لا تستند إلى أدلة منطقية تقوي من موقفها.
وعود خادعة بثروات طائلة
لكنها تلك الآمال التي تتعلق بذهن الضحية، والأحلام حول ثروة طائلة وحياة رغيدة، بدون مشقة أو بذل أدنى مجهود، هي من تعمي بصيرته عن حيل النصاب، التي يرسم بها شرك «المكسب السريع» لتقع فيه الضحية بكل سهولة.
بعوائد مالية قليلة ومتقطعة، يجذب المحتال ضحيته رويدًا رويدًا إلى مكيدته، حتى يوقعه تماما في شركه وخداعه، ثم تكون الضربة الموجعة، حين يتفاجئ المواطن «ضحية الاحتيال»، بأنه كان فريسة لجشع وطمع أحدهم.
وشهد الأسبوع الأخير في مصر العديد من الحوادث والأخبار والحديث المتناقل، وحتى التفاعل الكبير على منصات التواصل الاجتماعي حول تلك الظاهرة، ونرصد لكم خلال تلك السطور آخر الأخبار حول ظاهرة المستريح.
ظاهرة المستريح خلال أسبوع
شهدت الإسكندرية الإثنين الماضي، تحرير محضر بشأن «مستريح البيتكوين»، الذي أنشأ شركة للتجارة الإلكترونية، ومقرها شارع جمال عبد الناصر بمنطقة المندرة بحي المنتزه ثان، واستدرج ضحاياه من خلال إعلانات لشركته على مواقع التواصل الاجتماعي والصحف.
ووعد «مستريح البيتكوين»، ضحاياه بأرباح تتراوح من 30 إلى 40% سنويًا من خلال توظيف الأموال في التجارة الإلكترونية «البيتكوين» والتداول في البورصة الأمريكية،وتعامل معهم لمدة 8 شهور بعد أن سلمهم أوراق رسمية للشركة، خدعهم بها.
والتزم المتهم بالاحتيال بصرف الأرباح لهم من خلال تحويلها على حساباتهم البنكية أو استلامها نقدًا من مقر الشركة، ثم بدأ في التنسل منهم لمدة شهرين، وتوقف عن صرف الأرباح أو حتى سداد أصل المبلغ.
أهالي أسوان الأكثر معاناة من «المستريحين»
وفي أسوان، كانت الأغلبية من حوادث «المستريح»، على مدار الأسبوع، ووصلت البلاغات التي رصدتها الشرطة إلى أكثر من 10 نصابين في أسوان اتهموا بالاستيلاء على أموال الأهالي، وأغلبهم كانوا يعملون في البداية مع نصاب المواشي الشهير «مصطفى البنك» الذي تفجرت هذه القضية ضده في البداية.
وكشف الضحايا من أهالي أسوان أن مصطفى البنك، نجح في النصب من خلال الاستثمار في مجال المواشي التي يمتلكها الأهالي في أسوان، وليس الأموال، وذلك عن طريق شرائها منهم، وتأجيل دفع المقابل المادي لمدة 21 يومًا، لتشغيلها ثم الحصول على ثمن المواشي والأرباح مضاعفة.
وأعلنت النيابة العامة مساء الجمعة، حبس المتهم مصطفى البدري وشهرته «مصطفى البنك» والذي عرف باسم «مستريح المواشي»، واثنين آخرين، 4 أيام احتياطيا على ذمة التحقيق، لاتهامهم بالاستيلاء بطرق احتيالية على أموال عدد كبير من المجني عليهم في أسوان، وتلقيها منهم بدعوى استثمارها بغير ترخيص.
وشهدت أيضًا أسوان بعض حوادث العنف، وأصيب 4 أشخاص، بطلق خرطوش خلال أحداث شغب فى نجع السايح بمركز إدفو بمحافظة أسوان، وذلك بقيام مجهولين بإطلاق النار عشوائي في محاولة للحصول على رؤوس الماشية الموجودة بحظائر المستريح «مصطفى البنك» المقبوض عليه.
ونقلت مديرية أمن أسوان رؤوس الماشية والجمال والتحفظ عليها بأحد المحاجر البيطرية، إلى أن عرضتها النيابة العامة في ستقوم مزاد علني لبيعها بكل شفافية ونزاهة، من أجل توجيه عوائدها المالية لتعويض المواطنين الذين تعرضوا للنصب، وتداول مغردون، صورا ومقاطع فيديو توضح حجم الدمار في منزل وممتلكات الحصاوي وسيارته التي تعرضت للإحراق، فضلا عن الإضرار بمنازل وممتلكات أقاربه.
واستمعت الشرطة للضحايا وتلقت بلاغات من العشرات منهم يتهمون فيها الحصاوي بالاستيلاء على أموالهم بدعوى تشغيلها في تجارة السيارات مقابل ربح مضاعف 3 مرات كل 15 يوما، كما استولى على مواشي العديد من الأهالي بالطريقة نفسها.
وتلقت الشرطة أيضًا بلاغات ضد شخص آخر مشهور بـ «مستريح الفلوس»، استولى على ملايين الجنيهات من الأهالي بقرية البصالي بمركز كوم أمبو بأسوان، بدعوى تشغيلها وكان يعدهم بأن الأموال سترد إليهم الضعف بعد 20 يومًا.
مستريحة الغردقة
ضبطت الأجهزة الأمنية إحدى السيدات لقيامها بالاستيلاء على قرابة 4 ملايين جنيه بدعوى توظيفها، ورصدت الداخلية تضرر مواطنين «محددين» من إحدى السيدات في الغردقة بمحافظة البحر الأحمر، لقيامها بالتحصل منهم على مبالغ مالية تصل إلى قرابة 4 مليون جنيه بدعوى تشغيلها في مجال تجارة الأجهزة الكهربائية والأدوات المنزلية.
وذلك مقابل أرباح شهرية والتوقيع لهم على إيصالات أمانة بتلك المبالغ، لكنها لم تفي بذلك، ولم ترد لهم المبالغ المالية، وعقب تقنين الإجراءات تمكن قطاع الأمن العام بالتنسيق مع مديرية أمن أسوان من ضبطها، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية وتولت النيابة التحقيق معها.