ما هي أصغر وحدة سكنية رأيتها في حياتك؟ بالتأكيد مساحتها ليست 14.5 متر فقط؛ لأن أصغر بيت في العالم يقع في بولندا، وهو منزل مُثبت في مساحة ضيقة بين مبنيين، في العاصمة وارسو.
يُعتبر هذا أضيق منزل في العالم، بعرض 36 بوصة في أضيق نقطة، و48 بوصة في أوسع نقطة في المنزل، فالمنزل بالكاد يكفي لحركة شخص واحد فقط.
اكتشاف المنزل
تم اكتشاف تلك الفجوة بين المبنيين منذ ما يقرب من 6 سنوات من قبل الكاتب إتغار كيريت؛ حيث أدرك أن غرفة واحدة فقط تكفي لتكون منزل خاص به، فقرر أن يبدأ في بناء ذلك المنزل النحيف.
لم يكن التصميم على صاحب المنزل صعبًا؛ حيث استعان بأحد المهندسين المعمارين المشهورين في بولندا، ولكن كانت الصعوبة في إجراءات نقل الملكية، نظرًا لتكلفتها العالية ولكنه تمكن من جمع مبلغ 80 الف دولار ليبدأ مشروعه بالتعاون مع مؤسسة الفن البولندية.
تحدي صعب
شكّل المنزل تحديًا صعبًا، خاصة في محاولة الاستفادة من أقصى حد للمساحة المحدودة؛ حيث قام بعمل نافذة واحدة في غرفة النوم ليدخل منها أشعة الشمس، وقد تم الانتهاء من بناء المنزل في أكتوبر عام 2012، والذي يتكون من طابقين، بمساحة أرضية تبلغ 46 متر مربع فقط.
تفاصيل المنزل
المنزل لا يبدو فخمًا جدًا، ولكنه يحتوي على وسائل الراحة الحديثة الكافية للعيش فيه، وتتكون غرفة النوم من سرير واحد مُثبت بين الجدران، وحمام المنزل يتكون من المرحاض مع دش أفقي فوق المرحاض تمامًا.
المطبخ الصغير للغاية يكاد يكفي لغسل وطهي الطعام، وما يتبقى من الطعام فليس له مكان؛ نظرًا أن الثلاجة لا تستوعب اكثر من إثنين من المشروبات الغازية، ولا يستطيع كيريت دعوة أصدقائه لتناول وجبة في منزله؛ فمائدة العشاء عبارة عن قطعة من الخشب مُثبتة في الحائط مع مقعدين مثبتين في الجدران.
علبة سردين!
يعترف "كيريت" أنه كان خائفًا؛ نظرًا لاعتقاده أن المنزل سوف يكون مظلما ويبدو وكأنه علبة سردين، ولكنه الآن يشعر براحة كبيرة في هذا المنزل؛ فهو مُصمم بحيث يدخل الكثير من الضوء إلى المنزل.
ويرى "كيريت" أن الناس يجب أن تعتاد العيش في المساحات الصغيرة؛ نظرًا أن الأبحاث توضح أن العالم مُقبل على كارثة اجتماعية، بسبب قلة المساحات الكافية للعيش فيه، ولذلك فإن بناء منازل صغيرة يُعتبر أفضل اجتماعيًا، بالإضافة إلى تكلفته المعقولة.