الخاسر والرابح من الحرب الروسية الأوكرانية


الخميس 14 ابريل 2022 | 02:00 صباحاً
مارلين عبدالملك

للحرب أوجه كثيرة فلم تقتصر الأزمة بين الدولتين المتنازعتان روسيا وأوكرانيا بل ضربت الصواريخ الروسية اقتصادات العالم كله وأصاب صدى صوتها الأسواق العالمية بارتباك، ولاسيما أسعار النفط فقد وصل سعر البرميل إلى أرقام قياسية لم يصل لها منذ سنوات، وترصد الجريدة العقارية أراء الخبراء لتحليل التداعيات الاقتصادية الناجمة عن الحرب من تردى الأوضاع وإفلاس من جهة وتحقيق أرباح طائلة من جهة آخري.

حافظ سلماوي: الدول المنتجة للغاز استفادت وباقي العالم خسران

فقال حافظ سلماوي أستاذ هندسة الطاقة بجامعة الزقازيق، أن الواضح للجميع أن الحرب الروسية الأوكرانية أثرت بالسلب على اقتصاديات العالم كافة، منوهًا بأن بعض البلاد حققت مكاسب إضافية من التداعيات الاقتصادية للنزاع بين روسيا وأوكرانيا. 

وأضاف سلماوي في تصريح خاص للجريدة العقارية، أنه على الرغم من الخسائر التي لحقت بروسيا نتيجة للعقوبات المفروضة عليها لكنها حققت أرباح إضافية تقارب لـ325 مليار دولار وفقًا لتقرير مؤسسة بلومبرج، موضحًا أن دول الخليج تعد أكبر المستفيدين من اندلاع الحرب وذلك لأنهم من أكبر الدول تصديرًا للوقود والبترول الذين زادت أسعارهم بمبالغ باهظة  منذ بدء الحرب وحتى الآن.  

وأشار إلى خسارة أغلب الدول الغربية نتيجة لارتفاع سعر الوقود وتوقف التعاملات مع روسيا، بالإضافة إلي تأثر طفيف للولايات المتحدة الأمريكية بسبب ارتفاع سعر البترول لكنها في المقابل بدأت في تصدير الغاز لأوروبا، منوهًا بتأثر اقتصاديات أغلب  الدول العربية  وخص بالذكر المغرب وتونس وسوريا ولبنان.

ولفت إلي إن الدول المستهلكة والمستوردة للبترول والغاز أخر الخاسرين من تداعيات الحرب الاقتصادية، فضلًا عن الدول المعتمدة في وارداتها  على روسيا وأوكرانيا، موضحًا أن  اضطراب سوق القمح ورفع تكلفته استيراده أثر بشكل كبير على عديد من الدول وعلى رأسها مصر. 

وأضاف سلماوي أنه في الآونة الأخيرة زاد الطلب على الغاز من دولتي العراق والجزائر مما سيؤثر بالإيجاب على اقتصادهما، موضحًا أن جميع الدول التي ميزانها سالب في استيراد الغاز والبترول و أن مصر من بين تلك الدول تأثرت تأثثرًا بالغ من العواقب الاقتصادية للحرب.

وذكر أستاذ هندسة الطاقة بجامعة الزقازيق، أن رفع سعر الفائدة في أمريكا وارتفاع قيمة الدولار سيكون عامل ضغط على الأموال الساخنة والبورصة العالمية، موضحًا أن مصر ما زالت هي الأعلى فائدة على الدولار، لكن أمريكا تتميز بانها سوق أكثر استقرارًا وأمانًا.

خبير طاقة: كل العالم خسران بلا استثناء ودول الخليج الأكثر تضرر مع استمرار الحرب 

قال خبير الطاقة مدحت يوسف، أن جميع دول العالم بلا استثناء لحقت بها خسائر جراء الحرب الروسية الأوكرانية، لافتًا إلى أنه برغم من المكاسب المادية التي حققتها دول الخليج من زيادة أسعار النفط على مستوى العالم إلا أنها ستكون أكبر الخاسرين من استمرار الحرب على المدى البعيد.

وأضاف يوسف خلال حديثه للجريدة العقارية، أن دول الخليج تطلع إلي انتهاء الحرب واستقرار أسعار النفط بالأسواق العالمية، موضحًا أنه في حالة مواصلة أسعار النفط في الارتفاع ستتجه أغلب دول العالم إلى بدائل الطاقة مما سيقلل الطلب على استيراد المواد البترولية وذلك سيصيب صادرات دول الخليج بكساد لم تمر به في تاريخها. 

ولفت إلى أن إيجاد بدائل الطاقة في ظل الهيمنة التكنولوجية ليست بالمهمة المستحيلة، وأنه أذا حدث ذلك  سيكون مصدر إزعاج للدول المنتجة للنفط على مستوى العالم، موكدًا أن المكاسب المادية التي حققتها جميع دول أوبك+ مكاسب لحظية وليست دائمة كما يعتقد البعض. 

وأشار إلى الخسائر التي لحقت بأغلب الدول العربية كمصر والسودان وتونس والمغرب، منوهًا بأن تداعيات الحرب الاقتصادية سبب رئيسي في إفلاس لبنان.

وأضاف خبير الطاقة أن لا توجد علاقة  مباشرة بين رفع سعر الفائدة بالفيدرالي الأمريكي وارتفاع أسعار النفط، موضحًا أن أسعار الفائدة ارتفعت للتصدي لموجة الارتفاع الحاد في معدلات التضخم، لكن في الأساس ارتفاع أسعار النفط  سبب من أسباب ارتفاع معدلات التضخم.