أشاد المشاركون فى المؤتمر الخامس والثلاثين للاتحاد الإفريقي لتمويل الإسكان، والذى يعقد حاليا بجنوب أفريقيا تحت عنوان " توفير وحدات إسكان اجتماعي لمحدودي الدخل في أسواق الإسكان العالمي"، ببرنامج الإسكان الاجتماعى، الذى تنفذه الدولة المصرية حاليا.
ويضم المؤتمر خمس جلسات رئيسية، لمناقشة أهم التحديات التي تواجه طالبي الحصول علي السكن في القارة الأفريقية، و أهمها القدرة على تحمل تكاليف السكن، وهي ذات المشكلة التي تواجه اغلب دول العالم، والمؤتمر يتم عقده بالتعاون بين الاتحاد الإفريقي لتمويل الإسكان، والاتحاد العالمي لتمويل الإسكان، والذي يضم حالياً 47 عضوًا من 13 دولة، ويهدف المؤتمر إلي تبادل الخبرات بين الدول المشاركة، وكذلك الاطلاع علي آراء الخبراء من المؤسسات الدولية، كالبنك الدولي ومؤسسة التمويل الدولية، والبنك الأفريقي للتنمية، و شارك في الجلسة الاولى للمؤتمر كل من وزير قطاع المستوطنات البشرية في جنوب افريقيا، والرئيس التنفيذي للمأوي الافريقي، وعضو البرلمان لدورته الـ12 في كينيا، وبمشاركة للمرة الاولي من صندوق الإسكان الاجتماعي ودعم التمويل العقاري، بحضور مي عبد الحميد، الرئيس التنفيذي للصندوق، وقد رحب الاتحاد بمشاركة مصر في دورته العاشرة وتم تسليم مصر نسخة من الكتاب الصادر بمناسبة العيد العاشر لتأسيس الاتحاد.
وأكدت الرئيس التنفيذي لصندوق الإسكان الاجتماعي ودعم التمويل العقاري، علي اهتمام مصر المتزايد بالمشاركات الأفريقية، وعرضت في الجلسة الاولي تجربة صندوق الاسكان الاجتماعي ودعم التمويل العقاري في توفير وحدات إسكان اجتماعي لمحدودي الدخل من خلال تنفيذ برنامج الإسكان الاجتماعي - الذي قامت الحكومة المصرية بإطلاقه عام 2014 بهدف تنفيذ مليون وحدة سكنية لمحدودي الدخل - وإدارة الأراضي المخصصة لمشروعات الإسكان لذوي الدخل المحدود والمتوسط، وإصلاح السياسات التي تحول دون جذب الاستثمارات إلى قطاع الإسكان، وكذلك تنسيق جميع الجهود الرامية إلى تمكين القطاع من تحقيق إمكاناته.
وأوضحت مى عبدالحميد أن هدف البرنامج الرئيسي هو تحسين سبل الحصول علي وحدات سكنية ملائمة ومزودة بخدمات وبنية أساسية للمواطنين محدودي الدخل، وتقديم الدعم لجذب مشاركة القطاع الخاص عن طريق البحث والتطوير المستمر في سبل الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص، من أجل توفير وحدات سكنية لمحدودي الدخل، بالإضافة إلي تقوية مستويات الحوكمة والهيكل المؤسسي للصندوق، وتعزيز الشفافية والمساءلة في برامج الإسكان الاجتماعي، وحرص الصندوق على إشراك أكبر عدد ممكن من كيانات التمويل في مشروع الإسكان الاجتماعي.
واستعرضت "عبدالحميد" أهم مؤشرات البرنامج التي تعكس أهمية مساهمة المشروع في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، حيث لم يقتصر دور الصندوق علي توفير وحدات إسكان اجتماعي للمواطنين محدودي الدخل في جميع أقاليم الجمهورية، من أجل توفير مسكن ملائم للمواطنين والقضاء علي العشوائيات، إلا أنه يحرص علي تمكين المرأة ومنحها فرصاً متساوية للحصول علي وحدة سكنية تتمتع بحقوق ملكية كاملة، وإعطاء الأولوية للإناث الأكثر احتياجًا (أرملة أو أرملة وتعول، والمطلقات أو مطلقات وتعول) ويتضمن عقد الوحدة السكنية اسم كل من الزوج والزوجة لحماية المرأة إذا كانت تساهم ماليا في أقساط الوحدة السكنية جنبا إلى جنب مع أزواجهن، وقد قام البرنامج بدعم 55 ألف أسرة تعولها إناث، وتمثل نسبة الإناث المستفيدين 20.5% من إجمالي المستفيدين وهو ما يعد إنجازا في بلد ومنطقة يسود فيها ملكية الرجال للأصول العقارية، كما يركز البرنامج بصورة أساسية على فئة الشباب، إذ إن 70% من إجمالي المستفيدين دون سن الأربعين، بالإضافة إلي حرص الصندوق علي تزويد جميع الوحدات السكنية بالمرافق والخدمات الرئيسية كالمستشفيات والمدارس وغيرها.
وأشاد الحضور بحجم البرنامج، والتقدم الملحوظ الذي حققه الصندوق في الفترة الماضية، والذي يضع البرنامج في مقدمة البرامج المنفذة في القارة .
وقالت مى عبدالحميد: من ضمن توصيات المؤتمر المقترحة الاعتماد على الأساليب المبتكرة في التمويل طويلة الاجل، والاعتماد علي السوق الثانوية والسندات كما هو الحال في كينيا وجنوب أفريقيا.
ويشهد المؤتمر كل عام مزيدًا من التطور في أعداد البلاد المشاركة والمحتوي المقدم، وقد شهد المؤتمر هذا العام، والمنعقد بالتعاون مع الاتحاد العالمي لتمويل الإسكان، عرض تجارب للدول المشاركة وذلك خلال الفترة من 4-6 نوفمبر2019.