جاءت تصريحات نائب رئيس الحكومة اللبنانية سعادة الشامي، بإفلاس مصرف لبنان المركزى، وإعلانه بتوزيع الخسائر على الدولة ومصرف لبنان والمصارف والمودعين، صادما للغاية، ويحمل فى ثناياه العديد من التسأولات، التى تطرحها الأذهان حول ما يعنى إفلاس لبنان وما اسباب وقوع ذلك فى ظل الوضع السياسى والاقتصادى المتردى على مدار العقود الماضية.
ونرصد خلال السطور التالية ماذا يعنى الإفلاس، لاسيما أن لبنان لم يكن البلد الوحيد الذى أعلن إفلاسه، ففى ديسمبر من عام 2001، أعلنت دولة الأرجنتين إفلاسها فى صدمة قوية بعد معدلات نمو قد ححقتها فى أعقاب الحرب العالمية الأولى، انتهت بإعلان إفلاسها بعد سياسية اقتصادية تدميريه اتبعها الرئيس "فرناندو دي لاروا"، الذى فر هاربا من الاحتجاجات الجماهيرية التى اجتاحت البلاد آنذاك، بسبب تدهور الظروف الاقتصادية.
ومن الأرجنتين إلى لبنان، تعددت الأسباب وكانت النتيجة الواحدة، إفلاس الدولة يحدث عندما تفشل فى سداد أقساط الديون والفائدة المقرر عليها، كما يعنى فشلها فى سداد الديون المستحقة للدائنين أو الديون الخارجية.
تعجز الدولة عن الوفاء بالديون المقررة عليها، نتيجة نقص فى السويلة للعملة الأجنبية، نتيجة هروب المستثمرين فى ظل تردى الأوضاع السياسية والاقتصادية، وبالتالى لم يشعر المستثمر، وقد يلجأ بسحب رؤوس أمواله، وبالتالى تراجع النمو الاقتصادى.
يأتى من بين الأسباب التى تهوى باقتصاد الدولة، زيادة الدين العام بشكل حاد، وتفشى البطالة، واتخاذ إجراءات تقشفية من أجل سداد تلك الديون.
فى هذه المرحلة وعند إعلان إفلاس الدولة، يتم اتخاذ إجراءات عاجلة للتعافى، مثلما فعلت الإرجنتين لتعود الى التعافى مرة اخرى، تقدم الدولة حينها لإصدار سندات للمستثمرين، من أجل توفير سيولة وتدفق نقدى، كما تتجه الدولة الى إعادة هيكلة الديون ومن ثم تستطيع حينها اللجوء الى الاقتراض من صندوق النقد الدولى، مثلما فعلت الأرجنتين وحصلت على أكبر قرض في تاريخ صندوق النقد الدولي عام 2018 بقيمة 57.1 مليار دولار، وكان مدته ثلاث سنوات، ونجحت فى رفع تصنيفها الائتمانى لدى مؤسسة إس أند بي جلوبال.