حذر رئيس "بنك التسويات الدولية"، أوجستين كارستنز، من أن العالم سيواجه حقبة جديدة من ارتفاع التضخم ومعدلات الفائدة بينما يدفع تدهور الروابط بين الغرب وروسيا والصين وتداعيات جائحة كوفيد-19 العولمة إلى الوراء.
وأشار رئيس بنك التسويات الدولية، وهي مظلة البنوك المركزية بالعالم، الثلاثاء، إلى أن توقعات لخبراء اقتصاديين تشير إلى تضخم فوق 4.5% في الولايات المتحدة ومعظم أوروبا على مدار العامين القادمين وفوق 3.5% في اقتصادات متقدمة كثيرة أخرى.
وتابع رئيس بنك التسويات الدولية، "في الأغلب فإن هذا سيتطلب أن ترتفع معدلات الفائدة الحقيقية فوق المستويات الحيادية لبعض الوقت من أجل إبطاء وتيرة الطلب"، معترفًا بأن ذلك قد يجعلهم غير محبوبين.
أوضح كارستنز، أن الوضع يشير إلى أننا ربما نكون على أعتاب حقبة تضخمية جديدة، مضيفًا، "نحتاج للانفتاح على احتمال أن البيئة التضخمية تتغير بشكل جوهري، وأن هذه الأطروحة إذا كانت صحيحة، فستحتاج البنوك المركزية إلى تعديل سياستها".
وهذه الأطروحة تعني الارتفاع أكثر في أسعار الطاقة والسلع والغذاء الذي تضخمت بسبب الحرب في أوكرانيا، في ظل تضرر سلاسل التوريد بسبب الوباء والحروب التجارية، في حين أن ارتفاع تكاليف المعيشة يعني أن العمال يطالبون بأجور أعلى.
وحث كارستنز الحكومات، على مقاومة إغراء محاولة التعويض عن وطأة التضخم أو ارتفاع معدلات الفائدة، قائلاً، "المفتاح إلى نمو مستدام أعلى لا يمكن أن يكون سياسة نقدية أو مالية توسعية، وكثير من التحديات الاقتصادية التي نواجهها اليوم تنبع من تجاهل سياسات في جانب المعروض على مدار السنوات العشر الماضية أو أكثر."
وتشهد نحو 60% من الاقتصادات المتقدمة الآن تضخمًا سنويًا أعلى من 5%، وهي أكبر حصة منذ أواخر الثمانينيات، في حين أنها تزيد عن 7% في أكثر من نصف العالم النامي، بسبب ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء العالمية.
وفي حين أن الاقتصادات الكبرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وقطاعات من الاقتصادات الأقل تقدمًا ترفع الآن أسعار الفائدة من أدنى مستوياتها على الإطلاق، ستكون هناك حاجة إلى تسريع أكثر إذا حدث تحول جذري في التضخم.
كما أن هناك دلائل على أن توقعات المستهلكين والشركات والأسواق المالية بشأن مدى ارتفاع التضخم أصبحت "غير محصورة".
وتتفق تصريحات رئيس بنك التسويات الدولية مع ما قاله رئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة شركة بلاك روك، لاري فينك، وهي أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم، والذي صرح منذ أسبوعين بأن الحرب بين روسيا وأوكرانيا وضعت حدًا للعولمة التي شهدناها على مدى العقود الثلاثة الماضية.