مازالت ذكرى حادث "تشيرنوبل" النووية تطارد الأوكرانيين والعالم،
والتي اعتبرها العالم "الأسوأ" على مدار التاريخ، ولكم لم يشفع ذلك
للقوات الروسية عدم الاقتراب منها، خلال العملية العسكرية على الأراضي الأوكرانية، والتي بدات فجر الخميس 24 فبراير الماضي.
انقطاع للكهرباء يثير ذعر العالم
انقطاع للكهرباء بالمحطة النووية منذ أيام، أثار ذعر العالم، وذلك بعد
تحذير أطلقته الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من أن الأنظمة التي تتيح إجراء عمليات مراقبة عن بُعد للمواد النووية،
القريبة من كييف، توقّفت عن إرسال البيانات إليها.
وأصدرت الوكالة الدولية بيانًا تحذيريًا للعالم، أكدت خلاله أن أن الإرسال عن بُعد للبيانات من أنظمة مراقبة الضمانات المُثبّتة في محطة
تشيرنوبل للطاقة النووية انقطع؟
ووفقًا لتقرير أعدته فضائية "العربية"، فإن كلمة
"الضمانات" هو مصطلح تستخدمه الوكالة الذرية لوصف الإجراءات التقنية
التي تطبّقها على المواد والأنشطة النووية، بهدف ردع انتشار الأسلحة النووية، من
خلال الكشف المُبكر عن أي إساءة استخدام لهذه المواد.
احتجاز أكثر من 200 عامل داخل المحطة
وكشفت الوكالة في بيانها، عن احتجاز القوات الروسية ما
يقرب من 200 فني وحارس عالقين في الموقع، وهم يعملون منذ 13 يومًا متواصلًا تحت
المراقبة الروسية.
وطالبت الوكالة من روسيا، السماح لهؤلاء بالعمل بالتناوب
وبالخلود للراحة، وبالعمل لعدد محدد من الساعات، مُعتبرة هذه الشروط ضرورية لضمان
سلامة الموقع.
ماذا يحدث إذا فقدت المحطة النووية الطاقة؟
يقول
أوليكسي باسويك خبير في شؤون الطاقة النووية بأوكرانيا، إن الأمر لا يحتاج إلى
استهداف المفاعل بشكل مباشر لتحدث مشكلة، ولكن يمكن أن يتسبب انقطاع إمدادات
الطاقة بالمحطة في حدوث مشكلات خطيرة.
وأكد
أنه لا يمكن إيقاف تشغيل المفاعلات مثل إمدادات الطاقة التقليدية، يجب تبريدها
ببطء لأكثر من 30 ساعة، الأمر الذي يتطلب إمدادًا ثابتًا بالكهرباء للمحطة، ويمكن
أن يؤدي انقطاع إمدادات الطاقة، وبالتالي عملية التبريد، إلى تسرب الإشعاع.
ولفت
إلى حدوث "كارثة" في حال تجاوز الوقود النووي درجة انصهاره، واخترقت
المواد الُمشعة مرافق الاحتواء.
مخاوف من تكرار السيناريو "الأسوأ"
وقالت البروفيسور كلير كوركهيل خبيرة المواد
النووية، إن أسوأ سيناريو سيكون فقدان تبريد، مُشابه لما حدث في محطة فوكوشيما
اليابانية، في أعقاب كارثة تسونامي عام 2011.
وفي هذه الحالة، أدى فقدان الطاقة إلى فقدان
التبريد، مما تسبب في انهيار ثلاثة من مفاعلاتها النووية.
ما مدى خطورة الوضع؟
وفي
تقرير أعدته "BBC"، كشف خبراء طاقة
نووية، عن مدى صعوبة الهجوم، وأنه خلق وضعًا محفوفًا بالمخاطر، مؤكدين أنه في حالة
تلف المفاعل، الجهاز الذي يولّد الطاقة في محطة للطاقة النووية، والمبنى الذي
يحتوي عليه، فقد يتسبب ذلك في ارتفاع درجة حرارة المفاعل وانصهار قلبه، كما يمكن
أن يتسرب الإشعاع بعد ذلك إلى البيئة المُحيطة.
وأوضح
الخبراء أنه في حال تعرض الناس لهذا الإشعاع، فقد يتسبب ذلك في آثار صحية شديدة
فورية وطويلة المدى ،بما في ذلك السرطان، كما حدث في عام 1986 في هذه المحطة، ووقع
أسوأ حادث نووي في التاريخ.
كارثة
تشيرنوبل عام 1986
وتُعد
كارثة تشيرنوبل هي حادثة نووية إشعاعية كارثية، وقعت في المفاعل رقم 4 من محطة
تشيرنوبل للطاقة النووية، في يوم السبت 26 أبريل من عام 1986، قرب مدينة بريبيات
في شمال أوكرانيا.
وتُعد
حادثة تشيرنوبل هي أكبر كارثة نووية شهدها العالم، والتي حدثت عندما كان ما يقرب
من 200 موظف يعملون في مفاعل الطاقة النووي "1,2,3" بينما كان يتم إجراء
عملية محاكاة وتجربة في الوحدة الرابعة، التي وقع فيها الانفجار، كما ساهم عامل
بنية المفاعل في الانفجار؛ حيث أن التحكم في العملية النووية كان يتم بأعمدة من
الجرافيت.
وعقب
الانفجار أعلنت السلطات في أوكرانيا أن منطقة تشرنوبل "منطقة منكوبة"،
والتي تشمل مدينة بربيات التي أنشأت عام 1970 لإقامة العاملين في المفاعل، وتم
إجلاء أكثر من 100 ألف شخص من المناطق المحيطة بالمفاعل.
وبعد
حدوث الانفجار بدأت عمليات دفن وتغليف المفاعل بالخرسانة المسلحة لمنع تسرب
الإشعاع الناجم عنه، والذي أدى إلى وفاة عدد كبير في السنوات اللاحقة متأثرين
بالإشعاع، وخاصة أمراض سرطان الغدة الدرقية.