أهم تطورات الأسواق العالمية وفقا للأسعار والمؤشرات المعلنة خلال الفترة من 18 الى 25 فبراير 2022


الخميس 03 مارس 2022 | 02:00 صباحاً

سيطرت التوترات الجيوسياسية على الأسواق خلال الأسبوع، إذ بلغت التوترات ذروتها عندما شنت روسيا غزوًا واسع النطاق على أوكرانيا يوم الخميس، وهاجمت عدة مدن أوكرانية من بينها العاصمة كييف. وفرضت العديد من الدول، من بينها الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، والدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، عقوبات اقتصادية على روسيا، كما قدمت معونات مالية وعسكرية لأوكرانيا. وسيطرت حالة من القلق حيال معدلات إنتاج النفط، وارتفاع التضخم على عمليات التداول. كما ارتفعت أسعار البترول لتكسر حاجز الـ 100 دولارًا للبرميل خلال هذا الأسبوع. وتراجعت الأسهم الأمريكية في البداية إلا أنها تمكنت من الانتعاش مرة أخرى، بينما ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية بسبب وجود مخاوف نتيجة ارتفاع التضخم، الى جانب تزايد التوقعات ببدء دورة حادة لرفع أسعار الفائدة، مع تسطح منحنى العائد على خلفية وجود مخاوف حيال التضخم المصحوب بركود.

تحركات الأسواق

سوق السندات

خسرت سندات الخزانة الأمريكية على مستوى جميع فترات الاستحقاق، لاسيما سندات الخزانة قصيرة الأجل على خلفية وجود مخاوف حيال ارتفاع التضخم، ومع استمرار تزايد توقعات المستثمرين بحدوث دورة حادة من تشديد للسياسة النقدية، وذلك في ظل وصول أسعار النفط إلى أعلى مستوى لها منذ 2014، ووصول مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي - إلى أعلى مستوى له منذ 1982. وعلى الرغم من تصاعد التوترات الجيوسياسية هذا الأسبوع، تراجعت أصول الملاذ الآمن بسبب المخاوف حيال ارتفاع التضخم.

وفيما يتعلق بالعائدات، أنهت معظم عوائد سندات الخزانة، باستثناء عوائد سندات الخزانة أجل 30 عامًا، وعلى صعيد عوائد سندات الخزانة قصيرة الأجل، ارتفعت عوائد السندات أجل عامين بمقدار 10.3 نقطة أساس لتصل إلى 1.572%، بينما ارتفعت عوائد السندات أجل 5 سنوات بمقدار 4.5 نقطة أساس لتصل إلى 1.867%. وعلى مستوى الآجال الأطول، ارتفعت عوائد السندات أجل 10 سنوات بمقدار 3.3 نقطة أساس لتصل إلى 1.964%، منهية بذلك الأسبوع قرب مستوى 2%، بينما ارتفعت عوائد السندات أجل 30 عامًا بمقدار 3.2 نقطة أساس لتنهي الأسبوع عند 2.276%.

العملات 

كان أسبوع التداول قصير حيث وافق يوم الاثنين عطلة في الولايات المتحدة، ويوم الأربعاء عطلة في اليابان، تركز الاهتمام الرئيسي لسوق العملات على التصعيد الجيوسياسي بين أوكرانيا وروسيا. ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.60%، حيث ازداد الطلب على عملة الملاذ الآمن بعد غزو أوكرانيا، مما دفع بالدولار إلى أعلى مستوى له في شهر. وانخفض اليورو بنسبة 0.48% ليصل إلى أدنى مستوى له في خمسة أسابيع بسبب المخاوف المتزايدة من أن تؤدي الحرب في أوروبا إلى عرقلة النمو الاقتصادي، كما انخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 1.32% ليصل إلى أدنى مستوى له في خمسة أسابيع بعد سلسلة مكاسب استمرت على مدى ثلاثة أسابيع بسبب تصاعد التوترات الجيوسياسية. وتراجع الين الياباني بنسبة 0.47% أمام الدولار الأمريكي القوي ليصل إلى أدنى مستوى له في سبعة أسابيع.

الذهب

تراجعت أسعار الذهب بنسبة 0.48% لتستقر عند 1889.34 دولار للأوقية في ظل ارتفاع سعر الدولار. وبدأ الذهب تداولات الأسبوع على ارتفاع، حيث أدت التوترات الجيوسياسية إلى زيادة الطلب على المعدن الأصفر، بينما تراجعت أسعار الذهب في نهاية الأسبوع بعد أن ذكرت بعض التقارير الإعلامية إمكانية إجراء محادثات بين روسيا وأوكرانيا.

عملات الأسواق الناشئة

على صعيد الأسواق الناشئة، كان الغزو الروسي سبباً في خسارة عملات الأسواق الناشئة، حيث أنهى مؤشر مورجان ستانلي لعملات الأسواق الناشئة MSCI EM تداولات الأسبوع على انخفاض بنسبة 0.5%، بينما تراجع المؤشر يوم الخميس، حيث انخفض بنسبة (-0.96%) بعد أن شن الرئيس بوتين عملية عسكرية على أوكرانيا "لنزع السلاح عن البلاد". ومن الجدير بالذكر أن جميع عملات الأسواق الناشئة التي يتتبعها مؤشر بلومبرج قد انخفضت يوم الخميس بقيادة الروبل الروسي (-4.9%)، ومع ذلك ارتفعت 22 عملة من أصل 24 يوم الجمعة مع حدوث انتعاش واسع النطاق لأصول الأسواق الناشئة، وهدأت يوم الجمعة عمليات البيع التي قام بها المستثمرون في أصول الأسواق الناشئة وسط توقعات بأن هذه الأزمة لن تستمر لفترة طويلة، كما صرح بايدن يوم الخميس أن القوات العسكرية الأمريكية "لن تشارك" في هذا الصراع، مما أدى إلى استقرار الأسواق العالمية، حيث تمكن مؤشر مورجان ستانلي للأسواق الناشئة MSCI EM من تعويض جزءًا من خسائره بنسبة 0.41% يوم الجمعة.

خلال هذا الأسبوع، خسرت غالبية عملات الأسواق الناشئة التي يتتبعها مؤشر بلومبرج 

كان البيزو الكولومبي الأفضل أداءً هذا الأسبوع، حيث ارتفع بنسبة (+0.45%) على خلفية زيادة أسعار البترول وجاءت عملة السول البيروفية في المركز الثاني، حيث ارتفعت بنسبة (+0.21%) وأظهرت العملة ثباتًا في الأداء من خلال تحقيق مكاسب للأسبوع الرابع على التوالي على الرغم من عدم الاستقرار العالمي. والجدير بالذكر أن العملة قد سجلت معظم مكاسبها الأسبوعية مع حالة الانتعاش التي شهدتها الأصول العالمية يوم الجمعة. ومن ناحية أخرى، كان الروبل الروسي الأسوأ أداءً خلال الأسبوع، حيث تراجع بنسبة (-6.18%)، إذ انهارت العملة بعد أن شن بوتين حربًا على أوكرانيا، كما أثرت العقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب على قيمة العملة، حيث وصلت العملة إلى أسوأ مستوى مٌسجل لها على الإطلاق يوم الخميس لتصل إلى 85.32 روبلًا للدولار الأمريكي، كما سجلت أكبر خسارة أسبوعية لها منذ مارس 2020. وعوضت العملة جزءًا من الخسائر في يوم الجمعة، حيث ارتفعت بنسبة 2.75% بعد أن لم يظهر الغرب أي نية للاشتراك في الاشتباكات العسكرية. وكان الفورنت المجري ثاني أسوأ العملات أداءً هذا الأسبوع، حيث تراجع بنسبة (-2.78%) متأثرًا بعدم الاستقرار الإقليمي المخيم حول الأزمات الأوكرانية الحالية. 

أسواق الأسهم

تراجعت معظم مؤشرات الأسهم العالمية خلال تداولات هذا الأسبوع مع تصدر غزو روسيا لأوكرانيا كل العناوين الرئيسية. بدأت المؤشرات في الهبوط في بداية الأسبوع على خلفية حالة القلق المخيمة على الأسواق إزاء الغزو الوشيك، ولكن تمكنت بعض المؤشرات من تعويض جزءاً من خسائرها قرب نهاية الأسبوع. وتجدر الإشارة إلى ترحيب المستثمرين بالعقوبات الغربية التي تم فرضها على روسيا، والتي استهدفت المصارف الروسية، بينما لم تمتد بشكل كبير لتمس بقطاع الطاقة.

وفي الولايات المتحدة الأمريكية، صعد مؤشر ستاندرد أند بورز S&P 500  علي مدار الأسبوع، ليغلق مرتفعاً بنسبة 0.82%، وسجل مكاسب بقياس أسبوعي بعد سلسلة الخسائر التي دامت لأسبوعين، بينما ظل مؤشر داو جونز الصناعي Dow Jones كما هو دون تغيير تقريبًا خلال تعاملات هذا الأسبوع. وارتفع مؤشر ناسداك المركب Nasdaq بنسبة 1.08% في ظل انتعاش أسهم التكنولوجيا. وتراجعت أسهم شركات التكنولوجيا ذات رأس المال الضخم كشركة ميتا (فيسبوك سابقًا)، وأبل، وأمازون، ونتفليكس، وشركة جوجل التابعة لشركة ألفابت في بداية التداولات إلا أنهم تمكنوا من تعويض خسائرهم في وقت لاحق، لينهوا بذلك تعاملات هذا الأسبوع على ارتفاع. وعلى الرغم من ذلك، ارتفع مستوى التقلبات خلال تداولات الأسبوع إلا أنه تمكن من الاستقرار قرب نهاية هذا الأسبوع، حيث أنهى مؤشر VIX لقياس تقلبات الأسواق التداولات عند 27.75 نقطة، أي أعلى من متوسطه منذ بداية العام والذي يبلغ 24.28 نقطة.

وفي أوروبا، تراجعت معظم المؤشرات نتيجة حالة القلق المستمرة، والمخاوف المتواصلة حيال الأزمة الروسية الأوكرانية، حيث انخفض مؤشر STOXX 600 الأوروبي بنسبة 1.58%، ليسجل بذلك خسائر للأسبوع الثاني على التوالي. وتراجع المؤشر خلال معظم جلسات التداول هذا الأسبوع إلا أنه تمكن من تعويض جزءًا من خسائره الأسبوعية يوم الجمعة، وذلك مع الانتعاش القوي لأسهم التكنولوجيا، حيث ارتفع قطاع التكنولوجيا بنسبة 4% في اليوم التالي لانخفاض المؤشر - يوم الخميس- إلى أدنى مستوياته في 2022.

وبالمثل، سجلت مؤشرات FTSE 250 البريطاني (-2.13%)، وCAC 40 الفرنسي (-2.56%)، و DAX الألماني (-3.16%) خسائر خلال تداولات هذا الأسبوع، لترتفع بذلك خسائرهم المُسجلة منذ بداية العام.

وبالانتقال إلى الأسواق الناشئة، انخفض مؤشر مورجان ستانلي لأسهم الأسواق الناشئة MSCI EM بنسبة 4.853% على مدار الأسبوع، مدفوعًا بتأجج التوترات في أوكرانيا، الأمر الذي تسبب في انخفاض أصول الأسواق الناشئة على نطاق واسع. وظهرت موجة بيع مكثفة للأصول الخطرة في السوق، مما أدى إلى انخفاض معظم مؤشرات الأسواق الناشئة خلال تداولات هذا الأسبوع. ومن الجدير بالذكر أنه في يوم الخميس، وصل مؤشر MOEX الروسي إلى أدنى مستوى له منذ 2015 بعدما سجل انخفاضًا بنسبة 33.28%، وهو أكبر انخفاض يومي له منذ بدء العمل بالمؤشر. كما تجدر الإشارة إلى أن مؤشر هونج كونج الرئيسي "هانغ سنغ" أنهى تداولات هذا الأسبوع عند أدنى مستوى له منذ مارس 2020 على خلفية التوترات الجيوسياسية. 

البترول

ارتفعت أسعار النفط بنسبة 4.69% لتستقر عند 97.93 دولارًا للبرميل. وكسرت أسعار النفط مستوى 100 دولارًا للبرميل خلال تداولها اليومي، لتصل بذلك إلى أعلى مستوى لها منذ 2014، حيث كانت الأسواق متوترة بشأن اضطرابات النفط التي قد تنجم عن غزو روسيا لأوكرانيا. ومع ذلك، توقفت موجة المكاسب الأسبوعية التي شهدتها أسعار النفط، لتتراجع بنسبة 1.16% يوم الجمعة عندما أشارت الحكومة الأمريكية إلى أنها لن تفرض عقوبات على النفط الخام الروسي بسبب التأثير المحتمل للعقوبات على الأسعار.