ألمانيا تدخل «حقبة جديدة» بتعديلها أسس سياستيها الخارجية والدفاعية


الاحد 27 فبراير 2022 | 02:00 صباحاً

أعلن المستشار أولاف شولتس الأحد، عن تحوّل كبير في سياسة ألمانيا الخارجية والدفاعية، في وقت يدفع الغزو الروسي لأوكرانيا أكبر قوة اقتصادية في أوروبا إلى التخلي عن نهج تتّبعه منذ عقود يقضي بالتريّث في تعزيز قدراتها العسكرية، إذ أن ألمانيا التي يطاردها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية شعور الذنب، لطالما كان أداؤها على الساحة الدولية خجولا وهادئا في ما يتعلّق بالنزاعات.

لكن في جلسة برلمانية طارئة عُقدت الأحد، قال شولتس الذي اتُّهم بالتلكؤ في التعامل مع أزمة أوكرانيا، "مع غزو أوكرانيا أصبحنا في حقبة جديدة".

وبعد ساعات على رفع ألمانيا حظرها على تصدير الأسلحة الفتاكة إلى مناطق النزاع بإعلانها تصدير شحنات عسكرية كبيرة إلى أوكرانيا، أعلن شولتس رصد استثمارات بمئة مليار يورو في الجيش الألماني للعام 2022.

وشدد على ضرورة إدراج بند الاستثمار في تعزيز قدرات الجيش الألماني في دستور البلاد.

وقال المستشار الألماني إن بلاده "ستستثمر من الآن وصاعدا وعاما بعد عام أكثر من اثنين في المئة من إجمالي ناتجها المحلي في قطاعنا الدفاعي".

ويتخطّى التعهّد نسبة اثنين في المئة التي يحددها حلف شمال الأطلسي هدفا لدوله الأعضاء للاستثمار في القطاع الدفاعي، ويشكّل قطيعة مع نهج اتّبعته برلين منذ سنوات باستثمار نسبة أدنى بكثير من اثنين بالمئة في قطاعها الدفاعي، أدى إلى تعكير العلاقات بينها وبين حلفائها.

وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد وجّه انتقادات حادة للمستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل على خلفية عدم تقيّد ألمانيا بالنسبة التي يحدّدها حلف شمال الأطلسي للاستثمار في القطاع الدفاعي، مما عكّر لسنوات العلاقات بين ضفتي الأطلسي، لكن شولتس اعتبر أنه مع الهجوم الذي يشنّه الرئيس فلاديمير بوتين بات من الواضح أنه "يتعيّن على ألمانيا أن تستثمر أكثر في أمن بلادنا".