صفقة الاستحواذ على « هيرميس» تحرك المياه الراكدة في سوق المال

الصفقة تفتح شهية المستثمرين لضح استثمارات جديدة 

«إتش سي»: نجيب ساويرس سبق وعرض الاستحواذ على «هيرميس» لكنها لم تتم

محمد ماهر: الصفقة تؤكد جاذبية السوق المصرية

حاتم جامع: دفعة إيجابية للاستثمار.. و«سوديك» خير مثال

أبو بكر الهواري: البنك الإماراتي يتمتع بملاءة مالية كبيرة.. والصفقة بمثابة قبلة الحياة للسوق المالي 

تقدم بنك أبوظبي الأول بعرض للاستحواذ على حصة حاكمة في شركة المجموعة المالية «هيرميس»، وهي الصفقة التي إذا تمت سوف تزيد من قبضة البنك الإماراتي على حصة معتبرة بالقطاع المصرفي المصري، ليحرك المياه الراكدة في سوق المال المصري، والذي يعاني من تدني معدلات التداول.

وأوضح خبراء الاقتصاد أن هذه الصفقة تُعد خطوة إيجابية نحو فتح الباب أمام العديد من المستثمرين لضخ استثماراتهم في السوق المصرية، خاصة أن المجموعة المالية «هيرميس» تتمتع بحصة سوقية كبرى في سوق تداول الأوراق المالية.

في السياق ذاته، أعلن بنك أبوظبي الأول نيته لتقديم عرض شراء إجباري للاستحواذ على نسبة أغلبية لا تقل عن 51%، من أسهم رأس مال المجموعة المالية «هيرميس» القابضة المقيدة لدى البورصة المصرية، مشيرة إلى أنه سيتم البدء في إجراءات الفحص المالي والقانوني النافي للجهالة في أقرب موعد، على أن يكون السعر المبدئي للسهم الواحد هو 19 جنيها مصريا، لحين الانتهاء من إجراءات الفحص النافي للجهالة.

وقام البنك بإخطار المجموعة المالية «هيرميس» في نفس وقت إخطار هيئة الرقابة المالية المصرية وكذلك البورصة المصرية بنية المجموعة تقديم عرض شراء إجباري.

ولفتت المجموعة المالية «هيرميس» إلى أن العرض يعكس السمعة الطيبة التي تتمتع بها في الأسواق الإقليمية والعالمية، موضحة أن العرض يكشف أيضًا قوة فريق الإدارة والمستوي العالي للحوكمة المتبعة، مضيفة أن العرض شدد على أن موظفي الشركة عنصر حيوي في قدرتها على النمو والمنافسة، كما نبهت المجموعة على ضرورة توخي صغار المستثمرين الحذر في تعاملاتهم.

في سياق متصل، قالت مونيت دوس محلل أول الاقتصاد الكلي وقطاع الخدمات المالية بشركة «اتش سي» أن السعر المعروض 19 جنيهاً مصرياً للسهم يعكس مضاعف ربحية متوقع ومضاعف قيمة دفترية متوقعين لعام 2021 عند 13.6 و1.25 بالترتيب، ويمثل زيادة بنسبة 12% تقريبا عن السعر المستهدف لدينا عند 17.0 جنيها للسهم و21٪ زيادة على سعر إغلاق قبل اعلان الصفقة البالغ 15.74 جنيهًا مصريًا/سهم.

أكدت: "نلاحظ أن المجموعة المالية هيرميس كانت هدف استحواذ لرجل الأعمال نجيب ساويرس في عام 2014، الذي قدم عرضًا للاستحواذ على 20٪ من أسهم الشركة بسعر 8.84 جنيهًا للسهم (تعديلًا للتغيير في عدد الأسهم من 2014 حتى الآن)، مما يعني مضاعف ربحية يبلغ 17.1 لعام 2014 ومضاعف قيمة دفترية 1.0 ، في ذلك الوقت، قام المستشار المالي المستقل للمجموعة المالية هيرميس (IFA) بتقييم السهم عند 12.7 جنيهًا مصريًا للسهم (تم تعديله أيضًا) أي بمضاعف ربحية للسهم  في 2014 يبلغ 24.4 ومضاعف قيمة دفترية 1.43  وبناءً على ذلك، نصحت إدارة الشركة المساهمين بعدم قبول العرض.

وقال محمد ماهر رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لتداول الأوراق المالية والرئيس التنفيذي لشركة برايم، إن الصفقة تمثل عاملا إيجابيا للاستثمار في السوق المصرية، مضيفًا أن العرض يمثل نقطة مضيئة ويؤكد جاذبية السوق المصرية للاستثمار، وأن الأمر لن يتم بين يوم وليلة، خاصة وأن مجموعة «هيرميس» تستحوذ على حصة سوقية مرتفعة في سوق الخدمات المالية.

وأكد ماهر أن العديد من مراكز البحوث العاملة في السوق المصرية تؤكد أن القيمة العادلة للسهم أعلى من السعر المعروض للاستحواذ، ولكن في نفس الوقت فإن العرض في حد ذاته سيبعث رسائل طمأنة وإيجابية للسوق، مضيفًا أن تنفيذ الصفقة لن يتم إلا بعد عدد من الإجراءات المتعلقة بالفحص النافي للجهالة.

واستبعد ماهر إمكانية توقع ما سوف تسفر عنه الصفقة سواء من حيث سعر الاستحواذ أو حتى إتمامها من عدمه، لكن في كل الأحوال هذا أمر جيد للاقتصاد والاستثمار وسوق المال المصري، مضيفًأ أن السعر المعروض ليس بالقليل، لكن مشاورات الجانبين هى ما ستحدد ناتج هذه الصفقة، خاصة أن «هيرميس» قد لا تجد هذا العرض جذابًا.

وفي سياق متصل، قال دكتور حاتم جامع أحد كبار خبراء سوق المال، إن الصفقة تؤكد وتثبت مدى جاذبية السوق المصرية للاستثمار، مضيفًا أن السعر المعروض للاستحواذ يتعلق بكيفية رؤية الجانب المستحوذ أو المشتري للصفقة، مشيرًا إلى أن هذا العرض يذكرنا بصفقة استحواذ شركة «الدار» العقارية على شركة «سوديك»، حيث أن المفاوضات استمرت بين الجانبين لفترة حتى تمت الصفقة.

وأشار جامع، إلى أن السعر المبدئي للصفقة المعروضة من بنك أبوظبي لا يمكن مقارنته بسعر السهم في البورصة خلال تعاملات سابقة، والتي شهدت ارتفاعات لسعر السهم تخطت الـ30 جنيها، موضحا أن الأموال التي سيتم ضخها تدفع إلى تنشيط السوق.

ومن جانبه، أكد خبير أسواق المال أبو بكر الهواري، أن الإعلان عن نية بنك أبوظبي الأول الاستحواذ على حصة حاكمة في «هيرميس» القابضة، يعطي قبلة الحياة لسوق المال المصري، والذي شهد تدنيا في أسعار الأسهم وكذلك معدلات التداول خلال الفترة الماضية.

وأضاف الهواري أن الصفقة حال إتمامها ستمثل انتعاشة لسوق المال المصري والبورصة المصرية، والتي بلغت أسعار الأسهم بها لحدود القيعان، معربًا عن تحفظه على سعر السهم المعروض من بنك أبو ظبي الأول، لافتا إلى أن السعر العادل للسهم يفوق بكثير المعروض من البنك الإماراتي.

واستبعد خبير أسواق المال رفض «هيرميس» للصفقة، خاصة وأن الجانب الإماراتي يتمتع بملاءة مالية كبيرة تجعله قادرًا على تنفيذها بالسعر الذي يتم الاتفاق عليه، مؤكدًا أنه حال نجاح الصفقة سوف تنتقل البورصة المصرية نقلة إيجابية ستعود بالنفع على معدلات التداول وأسعار الأسهم.

 يشار إلى تأسست المجموعة المالية «هيرميس» في مصر عام 1984، ونجحت في ترسيخ ريادتها لتصبح أكبر مؤسسة خدمات مالية في الأسواق الناشئة والمبتدئة حول العالم، وتنفرد بتواجدها المباشر في 13 دولة عبر أربع قارات حول العالم، كما تغطي خدماتها 75 سوقًا من أسرع الأسواق نموًا وأكثرها جاذبية حول العالم.

وعن آخر عملياتها أعلنت المجموعة المالية «هيرميس»، الخميس الماضي، عن أن قطاع الترويج وتغطية الاكتتاب التابع للبنك قد نجح في تقديم الخدمات الاستشارية لصفقة الطرح العام الأولي لأسهم شركة «ماكرو جروب» للمستحضرات الطبية «ماكرو جروب» بقيمة 1.3 مليار جنيه بالبورصة المصرية – وهو أول عملية طرح عام لشركة متخصصة في مجال مستحضرات التجميل بالبورصة المصرية

ويمثل عام 2021 علامة فارقة في مسيرة قطاع الترويج وتغطية الاكتتاب بالمجموعة المالية هيرميس، وتحرص حيث قام بدور مدير الطرح في صفقة طرح أسهم شركة «فرتيجلوب» بقيمة 795 مليون دولار في سوق أبو ظبي للأوراق المالية، ومدير الطرح المشترك لعملية الطرح العام الأولي لشركة «أدنوك للحفر» في سوق أبو ظبي للأوراق المالية البالغ قيمتها 4.0 مليار دولار.