كشف الدكتور علاء النهري نائب رئيس المركز الإقليمي لعلوم وتكنولوجيا الفضاء في الأمم المتحدة، مفاجأة عن الصورة الملتقطة لـ"جذع شجرة" على كوكب المريخ، قائلا: "نعم توجد أشجار قديمة متحجرة على سطح المريخ كالتي توجد على الأرض، فبيئة سطح المريخ القديمة كانت تحتوي على الماء وربما كانت صالحة لعيش البكتيريا"، مؤكدا أنها "حقيقة" لأنه "كانت هناك مقومات للحياة على هذا الكوكب".
وأضاف النهري في تصريحات خاصة لـRT، أن "الأبحاث العلمية بدأت بغرض التعرف على أدلة للحياة في القرن التاسع عشر وما زالت مستمرة حتى يومنا هذا من خلال التلسكوبات والمسبارات الفضائية المنتشرة في مدار الكوكب أو على سطحه".
وتابع أن "البحث ركز على المياه، والبصمات الحيوية في التربة والصخور على سطح الكوكب، والدلائل الحيوية في الغلاف الجوي"، مشيرا إلى أنها "تعبر بشكل عام على مؤشر قابل للقياس لإحدى الحالات أو الظروف الحيوية".
ولفت إلى أن "مصطلح الدلائل الحيوية يستخدم أيضا للإشارة إلى مادة يدل وجودها على وجود كائن حي".
وأردف قوله: "بالبحث عن مواد كيميائية فريدة كالحمض النووي (DNA) في البيئة المحيطة كدليل على وجود الحياة، أفادت وكالة "ناسا" في 22 نوفمبر 2016 بأنها عثرت على كمية كبيرة من الجليد تحت السطح في منطقة "يوتوبيا بلانيتيا" على كوكب المريخ، تعادل كمية المياه التي عثر عليها في بحيرة "سوبيريور"، وهي أكبر البحيرات الخمس العظمى في أمريكا الشمالية وأكبر بحيرة للمياه العذبة في العالم من حيث المساحة، وثالث أكبر بحيرة للمياه العذبة من حيث الحجم".
وتابع أنه "في يونيو 2018 أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" أن الجوالة كوريوستي وجدت دليل لمركّبات عضوية معقدة من صخور طينية Mudstone يعود عمرها لحوالي ثلاثة ونصف المليار سنة، حيث تم أخذ العينات من موقعين مختلفين في بحيرة جافة".
وأوضح أن "عينات الصخور هذه، أظهرت بعد تحليلها حراريا ، بواسطة أداة تحليل عينات كوكب المريخ المتواجدة على عربة "كوريوستي" الجوالة، مجموعة من الجزيئات العضوية تشمل الثيوفين المحتوي على الكبريت وهو مركب عضوي له الصيغة S4H4C ، وهو من المركّبات العطرية الحلقية غير المتجانسة، ومركّبات عطرية مثل البنزين والتولوين ومركبات أليفاتية مثل البروبين والبيوتين".
وأشار إلى أنه "تبين أن تركيز المركبات العضوية أعلى بمائة مرة من القياسات السابقة، ويعتقد أن تواجد الكبريت قد ساعد في عملية حفظ هذه المركبات".
ولفت إلى أن نواتج المركبات تلك المأخوذة من تجزئة الكيروجين وهو الخليط العضوي الذي سبق، يشبه النفط والغاز الطبيعي على الأرض".
وتابع: "هبط المسباران "تشورونغ" الصيني و"بيرسيفيرانس" الأمريكي على الكوكب الأحمر في فبراير 2021، وكان واحدا من أهدافهما دراسة وجود آثار حياة ميكروبية قديمة على كوكب المريخ، كما هدف مسبار "الأمل" الإماراتي الذي يحلق في مدار المريخ الى دراسة اسباب هروب الأكسيجين والهيدروجين، مكوني الماء، من الغلاف الجوى للمريخ".
وأردف قوله: "إذا احتمالية وجود حياة قديمة على المريخ عاليه جدا وموثقة بالدلائل والبراهين التي سبق الإشارة إلى بعض منها".
وتابع أن "المسبار الروسي الأوروبي (TGO) التقط مؤخرا صورة لحفرة دائرية غريبة على سطح المريخ، تشبه إلى حد كبير جذع شجرة عملاق والدوائر التي تحدد عمر الشجر متحدة المركز".
وقال: "حسب بيان صدر عن وكالة الفضاء الأوروبية، فإن العلماء يؤكدون أن الحفرة ناتجة عن اصطدام كبير حصل على سطح المريخ، أما "الحلقات" فهي عبارة عن الرواسب الغنية بالجليد والتي ظهرت في وقت مبكر جدا من تاريخ الكوكب، إلا أنه لدي رأي آخر حول صور لأشجار متحجرة على سطح المريخ، فمع توافر مقومات الحياة قديما من مياه وحياة مكروبية ومع العلم بأن هناك تأكيدا من العلماء بهروب مكوني الماء (الأكسيجين والهيدروجين) ووجود ثاني أكسيد الكربون ولو بنسبة كبيرة جدا نتيجة لهروب مكونات الهواء الغازية الأخرى من الغلاف الجوي للمريخ، فإنني أرجح بأن تلك الصور الملتقطة من جوال كيريوسيتى هي لأشجار تحجرت بفعل الطبيعة وهي تشبه لحد كبير الأشجار المتحجرة المنتشره فى الصحراء الغربية لمصر وبعض الدول في الصحراء الكبرى".
وختم" "بمقارنة الوضع التشريحي لشجرة المريخ وشجرة حقيقية، نستطيع أن نثبت بأن شجرة المريخ هي من الأشجار التي تحجرت منذ ملايين السنين، ونستطيع تأكيد وجود حياة قديمة على المريخ، وإن كانت بدائية".