على ما يبدو أن
ظاهرة الأشخاص «النرجسيين»، انتشرت بشكل كبير وملحوظ في الآونة الأخيرة، وخصوصا
بعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وتقدم التكنولوجيا، الأمر الذي كشف حقيقة تلك
الأشخاص من خلال منشوراتهم على وسائل التواصل أو طريقة تعاملهم مع الآخرين، وتتعدد
مصطلحات النرجسية ومسمياتها، ولكن في كل الأحيان تعني الإفراط في حب الذات
والتضخيم الفرد من أهميته وقدرته، وصفت تلك الظاهرة بـ «الظاهرة السامة» ويبقى
السؤال من هم الأشخاص النرجسيين؟
وبحسب موقع «بي
بي سي»، تبين أنه يتم ترقية
هؤلاء الأشخاص في أماكن عملهم بشكل أسرع عن غيرهم، الأمر الذي حير الباحثين.
وطرح الموقع في
هذا الشأن العديد من الأسئلة، منها: ما الذي يجعل الغطرسة والنرجسية يساعدان بشكل
فعال على ترقية شخص ما، بحيث يكون من المرجح أن يصل إلى القمة أكثر من الشخص
العادي؟ وكيف يمكن التعامل معهم؟
وضح بعض
الباحثين الإيطاليين، كيف أن الطرق التي تختار بها الشركات موظفيها وتكافئهم قد
يكون لها أثر خطير في هذه القضية، مشيرون إلى أن هناك العديد من الأسباب التي تجعل
النرجسيين قد يتقدمون بسرعة أكبر من زملائهم، من ضمنها القدرة على الترويج لذاتهم
وتضخيم ما قاموا به حتى لو كانوا لا يستحقون الحصول على مثل هذا التقدير العالي.
أكدت على ذلك
دراسة أجريت عام 2017، والتي أشارت إلى أن تقييم النرجسيين العالي لأدائهم لا
يتطابق مع المقاييس الموضوعية لإنجازاتهم الفعلية – والتي ليست أكثر من رائعة عن
الأشخاص من حولهم.
ويضيف الموقع
أن نظرتهم المتضخمة لأنفسهم تجعلهم يقدمون خططا أكثر طموحا للمستقبل، مما يمكن أن
تثير إعجاب رؤسائهم، حتى يصلوا في النهاية للوظيفة العليا.
كيف تتعامل
مع شخص نرجسي؟
سلحفاء نشيطة
أفضل من أرنب كسول، كما في حكاية «أيسوب»، فبتلك الطريقة يمكن للموظفين الأكثر
تواضعا التغلب على الشخص النرجسي، التي ليس لها أساس من الصحة، وسيُعرفون
بعملهم الشاق الحقيقي.
يقول روفيلي،
باحث إيطالي، أنه يمكن التقليل من تأثير النرجسيين على مكان العمل بخطوات علمية
بسيطة. وتكون بداية تلك الخطوات من مرحله التوظيف واختيار أشخاص لديهم ميول
إشكالية سليمه، قبل أن يصل إلى أي منصب يمكن أن يتسبب فيه بالضرر، ومن خلال متابعه
أعمالهم.
كما يمكنك
معرفه الشخص النرجسي من خلال معاملاته، على الرغم من أنه قادر على التكيف مع أي
وضع، إلا أنه يميل بعد ذلك إلى معاملة الأشخاص الذين يرونه على أنه في مكانة أقل
بشكل مختلف تمامًا.
بشكل عام، يؤكد
ماكراي، باحث إيطالي، بأن المنظمات يمكنها إيقاف الميول النرجسية من خلال مكافأة
السلوك الأخلاقي بشكل واضح، وإنشاء نظام من شأنه أن يجذب بشكل طبيعي شعور
النرجسيين بالمنافسة.
يقول الباحث:
«إذا كان النظام يكافئ السلوك الاجتماعي الإيجابي ولا يتسامح مع السلوك المعادي
للمجتمع، مثل التنمر أو النميمة وغيرها، فإن النرجسيين سيستخدمون الاستراتيجيات
التي يرون أنها فعالة لتسلق السلم».