اجرى المعايشة : عادل جمال الدين
رغم صعوبة تضاريس التربة بالعاصمة الإدارية الجديدة إلا أنك ترى عمال الشركات المصرية العملاقة مثل (طلعت مصطفى – المقاولون العرب – أبناء علام – كونكورد – أوراسكوم ) يعملون بجهد ونشاط لتسليم العمل بأعلى معدلات الجودة، فتجدهم يتحدون الصعاب بروح المصرية القتالية الذى ستفاجأ العالم ببناء أكبر مدينة عالمية في مصر.
وأجرت "العقارية" معايشة مع عمال اليومية في العاصمة الإدارية بمختلف الشركات التى تعمل بكافة المشروعات بدءً من الحى السكنى ثم مرورًا بمنطقة الوزرات و البرلمان وحى المال والأعمال، حيث رصدت رحلتهم التي تحمل جهدهم وومأكلهم ومعيشتهم من الفجر حتى غروب الشمس ليحصلوا في النهاية على كامل حقوقهم لتحقيق حياة كريمة لهم ولأسرهم وذويهم.
الأجر الشهري10 ألاف جنيه
"الجهد والمثابرة أساس الرزق".. شعار يبدأون به رحلتهم اليومية داخل ساحات العمل ليحصلوا على رزقهم، أتوا من كل مكان (الفيوم الصعيد والدلتا والشرقية) سعيًا وراء الرزق الحلال ولقمة العيش ليجدوها في أكبر مدينة عالمية جديدة.
"العمل في العاصمة الإدارية مربح وأفضل من الغربة".. بهذه الكلمات بدأ محمد مصطفي بيومي، عامل بناء، كلامه مؤكدا أنه جاء من الفيوم هو وأخيه بحثًا عن فرصة عمل جيدة بعد أن نصحه بعد الأشخاص أن يعمل في العاصمة الإدارية الجديدة لأن فرص العمل بها كثيرة ومربحة، موضحًا أن يوميته تتجاوز أحيانًا 300 جنيهًا.
وأوضح "بيومي"، أنه يعمل في مجال البناء هو وأخيه منذ الصغر حيث شارك في بناء مساكن في عدة مدن كالشيخ زايد وأكتوبر وحدائق الأهرام ولكن بالمقارنة بالعاصمة فأكد أن العمل بها أفضل بكثير لأنه كلما جد في العمل وأنجزه لاقى مردوده سريعًا، مضيفًا أن العمل بالإنتاج شئ مريح بالنسبة له.
وعن المأكل والمعيشة، قال إن الشركات المتعاقدة معهم توفر لهم أتوبيسات خاصة للتنقل من وإلى العاصمة يوميًا بالإضافة إلى توفير وجبات لهم وأماكن وأكشاك لبيع المشروبات والأكل السريع، مؤكدًا أنه يتمنى استمرار العمل بالعاصمة حتى يتثني له تحضير متطلبات زواجه هو وأخيه.
أما سيد عبد الوهاب، صنايعي كهرباء، فيقول: "بعد حصولي علي الدبلوم منذ أكثر من 10 سنوات توجهت إلي العمالة اليومية في المدن الجديدة، بعد أن نصحني بعض الأصدقاء أن أتوجه للعمل في العاصمة الإدارية لكثرة الفرص بها"، موضحًا أن يوميته تقدر بـ250 جنيه وتحسب اليومية بحسب الخبرة فهي تتراوح ما بين 150 إلى 300 جنيه وبحسب تخصص كل شخص.
وتابع "عبد الوهاب": "أسكن أنا وزوجتي وأولادي في الجيزة، واستيقظ يوميًا في الفجر حيث تأتي أتوبيسات الشركة في الساعة الـ5 صباحًا تنقلنا من رمسيس إلى العاصمة الإدارية وبعد الإنتهاء من العمل تأتي لتوصيلنا مرة أخرى"، مؤكدًا وجود سيارات مخصصه لهم في حالة حدوث أي أزمات لنقلهم سريعًا خارج الموقع.
وأضاف أنه يعمل منذ أكثر من 6 أشهر في العاصمة وأن مهندسي الموقع يشددون على سرعة الإنجاز والتسليم مع مراعاة الجودة المطلوبة، موضحًا أن تسليم العمل بجودة عالية يفتح له الباب للعمل بعد الانتهاء في مواقع أخرى بسبب السمعة الجيدة.
وقال جمال عبد التواب، صاحب "نصبة" شاي وقهوة، إنه جاء من الصعيد مع بداية مشروع العاصمة، واتفق مع الشركة المسئولة عن الموقع بتخصيص مكان له لخدمة العمال، مؤكدًا أن مكسبه شهريًا حوالي 7 الآف جنيه، موضحًا أنها فرصة ذهبية له ولأولاده حتى يضمن لهم معيشة كريمة.
وتابع "عبد التواب": " نصبة الشاي والقهوة كانت طاقة القدر بالنسبة لي، فاستطعت من خلالها تسديد كافة ديوني وإدخار مبلغ مالي يسد احتياجات ظروف معيشتي وتعليم أولادي".
ويقول محمد جمعة، نجار مسلح، من محافظة المنوفية، إنه يتقاضي في اليوم 250 جنيهًا بالإضافة إلى المكافأت التي تعطيها لهم الشركة عند إنجاز العمل بجودة عالية، مؤكدًا أنه يعمل في هذا المهنة منذ سنين ولكن أجره في العاصمة الإدارية مرتفع عن أجره في أي مدينة عمل بها قبل ذلك.
وأضاف جمعة، أنه استطاع العام الماضي أن يجهز ابنته وأن يشترى لها كافة الأشياء دون أن يستلف قرشا واحدًا، وتابع: "توجهت للعمل في العاصمة الإدارية بعد خطبة ابنتي ونصحني بعد الزملاء هنا أن اجتهد وأواصل العمل لكى استطيع تحمل نفقات زواجها ".
2500 عاملًا في جميع التخصصات
"ورديتان بالموقع حتي ينتهي المشروع".. هذا ما أكده رجل ستيني يدعى الحاج أحمد، ملاحظ عمال يعمل لدى شركة المقاولون العرب، موضحًا أنه تم تقسيم العمل لوردتين صباحا ومساءً حيث تبدأ الوردية الأولى من الساعة 7 ص وحتى الساعة 3م والثانية تبدأ من 3م حتى 11م ويتم توفير مساكن للبيات.
وأكد أنه يشعر بالفخر الشديد لعمله في مشروع قومي كهذا فهو لا يقل أهمية عن السد العالي الذي بناه عبد الناصر، مؤكدًا أن الزعماء الأقوياء دائمًا ما يشيدون مشروعات عملاقة يستفاد بها أجيال كثيرة مثل العاصمة الإدارية الجديدة.
وأكمل:"عملت فى مشروعات إسكان كثيرة في أغلب المحافظات وكانت العمالة لا تتخطى الـ1000 شخصًا، ولكن أرى هنا أكثر من 2500 عامل يعملون بجهد ونشاط وهذا يدل على كثرة فرص العمل".
بينما قال أيمن حسان، حداد، إنه يأتي كل يوم من محافظة القليوبية وأحيانًا بعد انتهاء الوردية لا يستطيع أن يستقل الأتوبيسات الخاصة بالشركة بسبب تأخيره، مطالبًا بصرف بدل مواصلات لأبناء المحافظات حتى يتثنى له التنقل بحرية دون المساس باليومية التي تقدر بـ200 جنيه.
وأكد حسان أنه يعمل فى حرفة الحدادة منذ 5 أعوام، والتحق بالعمل فى العاصمة الإدارية منذ 10 شهور وشارك فى وضع أساس العمارات السكنية وتجهيز حديد الأساسات للعمارات.
ويتحدث محمد ممدوح، رجل خمسيني من الدقهلية، ويعمل نجار مسلح: "أعمل فى مجال النجارة منذ 30 عامًا وجئت إلى العاصمة الإدارية مع أحد المقاولين الذي أعمل معه منذ سنوات، ورديتي 8 ساعات من 8 ص لـ4م، وأقيم في سكن خصصته لنا الشركة بداخل العمارات الجديدة الذي نبنيها وأجري 200 جنيه في اليوم ويصل راتبي الشهري بعد المكافأت إلى 8 ألاف جنيه، والشركة توفر لنا وجبات فطار وغذاء".
وتابع الرجل الخمسيني حديثه: "عملي هو الإشراف على الصنايعية الشباب وأحيانًا كثيرة أعمل بيدي فى الموقع، حيث أن الصنايعى الشاب يكون متهورًا وكل همه إنجاز العمل بسرعة، ولكن الأشخاص ذو الخبرة مثلي يدققون في كل صغيرة وكبيرة حتى يتم تسليم العمل بأعلى معدلات جودة "، مؤكدًا أنه سبق له العمل فى مدينة الشيخ زايد و6 أكتوبر والعاشر من رمضان ومدينة بدر وهو فخور بأنه ساهم فى بناء كل المدن الجديدة المشهورة التي أسكنت عدد كبير من الشباب".