أكد هشام عز العرب.. رئيس مجلس إدارة
البنك التجارى الدولى – مصر «CIB»
ورئيس اتحاد بنوك مصر، أن استخدام تكنولوجيا المعلومات كانت سبباً رئيسياً فى
النقلة الهائلة التى حققها البنك، والتى استندت منذ البداية إلى رؤية واضحة.
وأضاف عز العرب أن مصرفه يعمل دوماً
على تعديل رؤيته وفقا للتغير التكنولوجى وتطور الأحداث، وهذا التطور التكنولوجى
يسرع من وتيرة التقدم، إلا أننا لا نستهدف تحقيق نتائج سريعة، فدائما ما تكون تلك
النتائج لها تأثير سلبى على المدى الطويل، لكن لابد أن نتحلى بالصبر، وهو ما أصبح
ثقافة داخل البنك.
وقال: «هناك طريقتين للإدارة، إما أن
تستخدم مع موظفيك أسلوب الترهيب والأمر، وفى النهاية يعمل فى ظل بيئة من الخوف
والرهبة، وعندما تتوقف عن ذلك ينقلب الأمر، والطريقة الثانية هى أشبه بنحت قطعة
فنية وهى الطريقة التى نتبناها بالفعل».
وفيما يتعلق بشكوى احد العملاء، أوضح
هشام عز العرب أن معاملات العميل صاحب الشكوى الأخيرة بوجود تباين فى قيمة حسابه
لازالت مستمرة فى البنك بشكل طبيعى، ولن تتأثر بسبب ما حدث مؤخراً، مضيفاً أن هناك
العديد من الإشاعات المناقضة للحقيقة تداولت حول هذا الأمر، نتيجة للتفاعل بين
الأفراد على مواقع التواصل الاجتماعى.
وتابع: «إذا كان للعميل حقوق، فالتأكيد
كان سيحصل عليها كاملة، وذلك يضمنه الاتفاقية التى يعقدها البنك للتأمين ضد حوادث
خيانة الأمانة والاختلاس»، موضحاً أن المشكلة كانت تقع مع أحد موظفى خدمة العملاء
وليس مدير فرع البنك بمدينة الإسكندرية كما ترددت بعض الإشاعات.
وأكد عز العرب، خلال لقاء مع الإعلامى
أسامة كمال على قناة DMC،
أنه تم الإبلاغ عن كل من أساء للبنك التجارى الدولى، حيث إن البعض قام بشن حملة
موجهة ضد التجارى الدولى بغرض تشويه صورته، وهز الثقة التى يحظى بها عند عملائه،
باعتباره البنك الرائد فى تقديم الخدمات المالية الرقمية، وأفضل بنك فى الأسواق
الناشئة على مستوى العالم.
وأضاف أن البنك لا يفرق بين شكوى
العميل حول مبلغ 100 جنيه، أو شكواه حول مبلغ 100 مليون جنيه، ويتخذ نفس الإجراءات
فى كلتا الحالتين، موضحاً أن البنك فى انتظار الموظف صاحب المشكلة لمواجهة العميل
لتبين الحقائق، مشيراً إلى أن انقطاعه عن العمل قد يعرضه للمسائلة نظرًا لقواعد
وقوانين العمل المطبقة.
وأوضح أن المبالغة فى وضع القيود
المنظمة تقضى على الإبداع، وتبطئ مسيرة التقدم، مشيراً إلى أنه بالرغم من ذلك
يلتزم «التجارى الدولى» بالإجراءات والتعليمات التى يفرضها البنك المركزى المصرى،
حتى لا يصبح عرضة لأى أزمات محتملة.
وأضاف أن البنوك التقليدية ستختفى
قريبا، والدليل على ذلك أن «بنك أوف أمريكا» انخفضت أعداد فروعه بشكل كبير، إلا أن
أرباحه لا تزال تنمو بصورة ملحوظة، موضحاً أنه فيما يتعلق بالبنية التحتية، فإن
«التجارى الدولى» على تمام الاستعداد للتحول بكافة المعاملات إلى الصورة الرقمية،
ولكن لابد أن يحصل على موافقات «المركزى» فى هذا الشأن.
وأوضح أن الاتفاقية الموقعة بين كينيا
واثيوبيا، حول تفعيل تطبيق «M-Pesa»
فى إثيوبيا، قد لفتت انتباهة بشكل كبير، حيث إن جميع معاملات هذا التطبيق تتم بشكل
رقمى، مؤكداً أن مصر لابد أن تتخلى عن الأوراق التى تعطل سرعة إتمام المعاملات،
والحكومة بدأت بالفعل فى تنفيذ ذلك، حيث إنها أصدرت قرارًا بإلغاء التعامل
بالشيكات، وتحصيل الفواتير الحكومية بشكل إلكترونى.
وأضاف انه إذا تغيرت كافة المعاملات
بصورة رقمية، سينعدم الاعتماد على «الكاش»، ونحن فى مصر فى أمس الحاجه لتقليل
استخدام «الكاش»، حتى يندمج الاقتصاد الموازى داخل الاقتصاد الحقيقى، ودورنا هو
تقديم اقتراحات لصانعى القرار، الذى يتمثل فى المجلس الأعلى للمدفوعات.
وقال عز العرب: «يجب البدء من حيث
انتهى الآخرون بدلاً من بذل جهد كبير فى أشياء سبق أن تم اختراعها من قبل، والفترة
القادمة ستعتمد على البيانات بشكل كبير، وليس الأوراق والإجراءات الروتينية».
وتابع رئيس مجلس إدارة البنك التجارى
الدولى: «مصرفنا يسعى لاستخدام تكنولوجيا المعلومات لفهم سلوكيات العملاء، وقام
بتطبيق ذلك لفهم أسباب تكدس الفروع، ووجدنا أن المشكلة الرئيسية هى أوزان الوظائف
لكل فرع، فهناك فروع تحتاج لموظفى خدمة عملاء أكثر، وهناك فروع تحتاج لموظفى خزانة
أكثر».
وأضاف أنه نتيجة لهذا التحليل انخفض
التكدس فى الفروع بحوالى ٪30، ومن ثم بدأت الفروع فى تغيير أوزان الوظائف بداخلها،
وأيضا ساعدت تلك البيانات على توزيع الفروع جغرافيا بطرق أكثر كفاءة.
وأشار إلى إن صندوق النقد الدولى دائما
ما يقيّم الاقتصاد بنظرة كلية وليس نظرة جزئية، موضحاً أن هناك عدة قطاعات داخل
الاقتصاد المصرى شهدت تحسناً ملحوظاً كقطاع السياحة، والذى حقق إيرادات ضخمة، كما
أن قطاع الصناعة ما زال يتعايش، وذلك نظرا لانخفاض طاقته الإنتاجية نتيجة لنقص
الطلب، بسبب زيادة التكاليف ومن ثم ارتفاع الأسعار.
وأضاف أن إجراءات صندوق النقد الدولى
كان من الممكن تنفيذها على فترات زمنية أطول، حتى يمكن تخفيف حدة قرارات الإصلاح
على المواطنين، إلا أن تلك القرارات ضرورية لوضع الاقتصاد المصرى على مساره
الصحيح.
وحول إمكانية تطبيق تجربة التجارى
الدولى ، اكد هشام عز العرب أن مصرفه سيسهم فى مساعدة البنوك العاملة فى السوق
المصرية على تطبيق تجربته، حتى وإن كانت بنوكا منافسة له، إيماناً منه بأن التنافس
مع الضعفاء لن يسفر إلا عن تراجع البنك، وحتى يصبح البنك أقوى لابد أن يكون له
منافسون أقوياء، وكلما كان المنافس قويا كلما أصبحت التجربة أكثر نجاحا.