جيف بيزوس أغني رجل على الكوكب، ويقود واحدة من أنجح الشركات على الإطلاق، شركة أمازون.
ولن نبالغ إذا قلنا أنه ربما لولا جهود بيزوس لما تمكنت أمازون من إنجاز رحلة تطورها المذهلة من مكتبة مقرها في كراج منزل إلى شركة تكنولوجيا متعددة الجنسيات.
ويحتاج "التحول من متجر يبيع كل شيء إلى شركة تبيع كل شيء" إلى عقلية تتسم بالتخطيط والمخاطرة والطموح والابتكار وتتجاوز الحدود، كما يقول الصحفي ديفيد بيكر في برنامج وثائقي بعنوان "داخل عقل جيف بيزوس" على إذاعة بي بي سي راديو فور.
ولكن كيف تمكن بيزوس من الوصول بأمازون إلى هذا النجاح؟ فيما يلي عشرة مبادئ تلخص نجاح جيف بيزوس.
1. كل مشكلة لها حل من خلال التفكير والابتكار
آمن بيزوس في سن مبكرة بقوة الابتكار. واعتاد قضاء الصيف مع جده في مزرعته الصغيرة بولاية تكساس، وكانا يصلحان بنفسيهما كل شيء يحتاج لإصلاح، بما في ذلك تنفيذ مشاريع ضخمة كإعادة بناء جرار قديم. وقد دفع جده ذات مرة الثمن الباهظ للابتكار حين فقد ابهامه في حادث سيارة، ثم خضع لجراحة لزراعة إبهام بديل باستخدام جلد من الأرداف. وهي قصة مازال بيزوس يرويها حتى يومنا هذا.
2. الزبون دائماً على حق
من خلال تجربته في العمل المصرفي ثم في تغليف الكتب بيديه، يظل العميل هو المحور الرئيسي بالنسبة لبيزوس.
يصف توم ألبيرغ المدير السابق لأمازون بيزوس بأنه "مولود بجين العميل"، مضيفاً أنه " يريد أن يحدث اختلافاً في العالم، وأن هذا يُترجم في ذهنه إلى إرضاء العميل. وإذا كسبت المال، يمكنك القيام بالمزيد".
وتصف ناتالي بيرغ محللة البيع بالتجزئة كيف يعمل هذا الهوس كـ" العجلة" في الممارسة الفعلية، مع "التركيز الدؤوب على العملاء الذين يجتذبون المزيد من العملاء للموقع، مما يؤدي لاجتذاب المزيد من البائعين، الأمر الذي يؤدي بدوره لاجتذاب عدد أكبر من العملاء ويعزز تجربة العميل. وهكذا تستمر العجلة في الدوران".
3. العودة إلى الوراء والتوسع إلى الأمام
يصف سونيل جوبتا أستاذ الاقتصاد في كلية هارفرد للأعمال خلق أمازون لمنتجات وخدمات جديدة بأنها عملية من "العودة إلى الوراء والتوسع إلى الأمام"، في إشارة إلى العودة إلى البدايات لبحث أسباب أي مشكلة تواجه الشركة ثم الانطلاق منها إلى الأمام.
ويعني ذلك أن أمازون تفكر فيما يريده العملاء وتعمل من هناك لتحدد كيف يمكنها تقديمه. وإذا كانت الشركة لا تمتلك الإمكانيات اللازمة لذلك، تقوم ببنائها. وفي نفس الوقت يعني التوسع للأمام " معرفة كيفية الاستفادة من هذه الإمكانيات للدخول في عمل تجاري جديد تماما".
4. إنه دائماً اليوم الأول
يتضمن كل تقرير سنوي لأمازون نسخة من خطاب بيزوس الأصلي للمساهمين. ويؤكد ذلك الخطاب على أهمية التفكير في اليوم على أنه "اليوم الأول" للشركة، بمعنى الإبقاء على التعطش للابتكار والنجاح على سبيل المثال.
أما تفكير اليوم الثاني فليس خياراً أمام بيزوس. "اليوم الثاني ركود يتبعه غياب الاهتمام، يليه تراجع مؤلم، يليه موت. ولهذا فاليوم دائماً هو اليوم الأول"، كما يقول.
5. غامر
حين خرجت المواقع الإلكترونية عن السيطرة عام 2000 بعد انفجار فقاعتها، غامر بيزوس وفتح أمازون أمام البائعين الخارجيين. وكانت خطوة غير متوقعة، لكنها آتت أكلها.
أما مغامراته الأقل نجاحاً فكان من بينها دخوله مجال الهواتف المحمولة. غير أن إيمان بيزوس بالمخاطرة كان قويا، ولم يمانع في التخلي عن المشروع وإضافته لمخزون تجاربه.
ويشير جون روزمان المدير التنفيذي السابق لأمازون ومؤلف كتاب The Amazon Way (طريقة أمازون) إلى أن بيزوس لا يمانع في اتخاذ قرار " دون أن يعرف إلى أين سيقوده"، وتعد تكنولوجيا أليكسا مثلاً لذلك.
6. الفشل طريق النجاح
لا تكشف المشروعات التي لا تقدم أداء جيداً عن موقف بيزوس من المخاطرة فحسب، بل عن موقفه من الفشل كذلك.
يقول بيزوس: "لقد فشلنا مرات عديدة. اعتقد دائماً أننا مكان جيد للفشل، لأننا جيدون للغاية في ذلك، لدينا الكثير من الممارسة " في هذا المجال.
7. لن تندم أبداً على شيء قمت بتجربته
يسير عدم الخوف من الفشل جنباً إلى جنب مع النظرة الصحية للندم. وقد أوضح بيزوس موقفه من هذا الأمر في حديثه مع ماتياس دوبفنر الرئيس التنفيذي لشركة النشر أكسل سبرينغر.
"حين تفكر في الأشياء التي ستندم عليها حين تصل إلى عمر الثمانين، ستكون دائماً هي الأشياء التي لم نفعلها، نادراً ما نندم بسبب شيء فعلناه ولم ينجح".
8. عبر عن رأيك
في حين يرى براد ستون كاتب سيرة بيزوس الذاتية أن رئيس أمازون قد لا يكون ديمقراطياً حين يتعلق الأمر بالكلمة الأخيرة في مجلس الإدارة، يتوقع بيزوس وجود نقاش صريح.
ويعتقد جون روزمان أن أمازون تختلف عن غيرها من الشركات في هذا الصدد.
ويقول: "أغلب الشركات الأخرى لا تتناقش بصورة فعالة، والناس يتراجعون عن مواقفهم الحقيقية. إنهم لا يتحركون مدفوعين بهوس العملاء والبيانات، إنهم لا يحترمون صانع القرار. وحين يتم اتخاذ قرار، يكونون عادة سلبيين عدوانيين إذا كانوا لا يتفقون معه، وبالتالي لا يحرصون بصدق على إنجاحه".
9. نافس
يضفي بيزوس نزعة "تنافسية قوية" على عمله. ويقدم براد ستون تكنولوجيا أليكسا مثلاً على ذلك. فقد ظهرت في وقت كان لدى شركة أبل بالفعل تكنولوجيا سيري ولدي غوغل إمكانية تمييز الأصوات.
ويوضح: "لم تكن أمازون جديرة بأن تكون لها الريادة في هذا المجال، لكن جيف بيزوس كان مدير مشروع أليكسا، وفي غمضة عين كان أكثر من 10 آلاف شخص أو أكثر يعملون فيه، لأنه لا يريد التخلي عن هذه الساحة لصالح منافسي أمازون".
10. انظر إلى المدى البعيد
يعد التخطيط للمدى البعيد أمراً جوهرياً بالنسبة للكثير من نجاحات بيزوس وأمازون. ويشير جون روزمان إلى أن بيزوس "مستعد جداً لأن ينتظر 10 سنوات لكسب المال في مجال جديد" وأن يظل ملتزماً بشيء ما إذا تم إحراز تقدم.
ومن المؤكد أن بيزوس مستعد للمهام الشاقة حين يتعلق الأمر بتأسيس بنية تحتية لغزو الفضاء. ففي حديثه خلال إحدى فعاليات شركته الفضائية بلو اوريجين، أصر بيزوس على أن " الأرض محدودة، وفي حال استمر اقتصاد وسكان العالم في التوسع، فإن الفضاء هو السبيل الوحيد".