سجل المعدن الأصفر الذي يعتبر ملاذًا آمنًا إلى أطول فترة انخفاض له منذ عام تقريبًا، وذلك بفضل ارتفاع عوائد سندات الخزانة مع زيادة التوقعات بالتعافي الاقتصادي العالمي السريع من فيروس كوفيد-19 ، حيث تراجعت أسعار الذهب خلال ألأيام الماضية عن أدنى مستوى لها في الجلسة السابقة في شهرين ونصف الشهر ، وهو أطول سلسلة من الخسائر منذ مارس، حيث أظهرت بيانات أمريكية ارتفاع مبيعات التجزئة وإنتاج المصانع أكثر من المتوقع في يناير، مما يشير إلى أن التعافي يجري على قدم وساق، وتأثر الطلب على الملاذ الآمن أيضا بسبب انتعاش طفيف في الدولار، بناء على التوقعات بأن المزيد من التحفيز وطرح أسرع للقاح فيروس كورونا سيشهد تفوق الاقتصاد الأمريكي على نظرائه.
وانخفض الذهب الذي سجل أكبر مكاسبه السنوية في عقد من الزمن العام الماضي، بنحو 6% في عام 2021 وسط تفاؤل بشأن النمو، تغذيه توقعات بإحراز تقدم في اللقاحات والمزيد من المساعدات الاقتصادية، وإن المكاسب في عوائد سندات الخزانة لمدة 10 سنوات تلقي بثقلها على الطلب على السبائك التي لا تحمل فائدة، وفي الوقت نفسه، شهدت الصناديق المتداولة في البورصة أكبر انخفاض لها منذ أكثر من شهر ، حيث وصلت التدفقات الخارجة السنوية إلى ما يقرب من مليون أوقية ، وهنا تجدر الاشارة إلى ان صناديق الاستثمار المتداولة كانت حاسمة في صعود الذهب إلى مستوى قياسي في أغسطس وأثبتت أنها داعمة منذ ذلك الحين ، قد تكون التدفقات الخارجة المستمرة بمثابة رياح معاكسة رئيسية لأداء السبائك.
قال جيفري جوندلاش الرئيس التنفيذي لشركة DoubleLine Capital LP ، الذي كان محايدا بشأن الذهب لأكثر من ستة أشهر ، أن البيتكوين قد تستفيد من موجات التحفيز بدلا من السبائك .
ويرى جيمس ستيل كبير محللي المعادن الثمينة في HSBC Securities ان الذهب قد يظل في موقع دفاعي على المدى القريب، وقد تتحول الأسعار حول 1800 دولار إلى مستوى مقاومة ثابت، وسيعتمد الكثير على الدولار الأمريكي، والذي قد يحصل على دعم من عوائد أعلى .
صرح إدوارد مويا، كبير محللي السوق في شركة أواندا لصحيفة بلوبيرغ : " تسبب الارتفاع الشديد في عائدات السندات العالمية في توجيه ضربة قاتلة للذهب ، ترتفع العوائد مع رهانات الانتعاش الاقتصادي، ويؤدي هذا إلى تفكيك العديد من صفقات الملاذ الآمن".
على الجانب الآخر، ارتفع سعر مؤشر الدولار، الذي يتحرك عادة في اتجاه عكسي مع الذهب .
وقال مويا من شركة أواندا: "قد لا نتنتهي هذه الحالة من انتعاش الدولار إذا استمرت عائدات السندات العالمية في الارتفاع... وقد يكون هذا هو محفز الهبوط الذي يرسل الذهب إلى مستوى 1,750 دولارًا".