توقع خبراء وصناع الحديد والأسمنت فى السوق
المصرى حدوث ارتفاعات جديدة فى أسعار الحديد والأسمنت خلال أشهر صيف عام 2018
والتى ستشهد رفع الدعم عن الوقود والكهرباء فى شهر يونيو المقبل والذى سيؤدى إلى
ارتفاع أسعار النقل، هذا فضلا عن توقعات بارتفاع أسعار الخامات العالمية خاصة خام
البيليت، وأشاروا إلى أن أسعار الأسمنت ستعاود الانخفاض بعد انقضاء الصيف لتصل إلى
معدلاتها الطبيعية وهى 850 جنيها للطن خاصة مع دخول خطوط إنتاج.
فى البداية توقع الدكتور المهندس أحمد فاروق..
خبير قطاع البناء والتشييد، أن يتخطى سعر طن الأسمنت فى يونيو القادم عقب تطبيق
رفع الدعم عن الوقود حاجز الــ900 جنيه للطن وذلك بعد حساب تكلفة النقل والوصول
بسعر السولار إلى 5 جنيهات، مشيرا إلى أن ارتفاع سعر طن الأسمنت خلال الفترة
الماضية حيث وصل إلى 1200 جنيه للطن وذلك نتيجة توقف مصنعى العريش للأسمنت وسيناء
بسبب الحرب التى تقودها الدولة ضد أوكار الإرهاب فى سيناء، مؤكدا أن مصر لا تحتاج
إلى إنشاء مصانع جديدة للأسمنت حتى عام 2023، نظرا لوجود فائض ضخم فى الإنتاج،
ولكن من المتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة حدوث اندماجات بين بعض الشركات للاستحواذ
على حصة سوقية أكبر.
وأضاف أنه مع بداية شهر يوليو المقبل سيبدأ
الطلب الموسمى الصيفى على الأسمنت، ثم يحدث استقرار فى الأسعار، ثم يليه ارتفاع فى
صيف عام 2018 ويتبعه انخفاض خلال الربع الأخير من العام، ومع بداية عام 2019 ستزيد
المنافسة فى الإنتاج المحلى، وكذلك فى التصدير للخارج، مؤكدا أنه على المدى البعيد
بما أن هناك قدرات إنتاجية تغطى الطلب المحلى ويزيد فائض بهذه الكميات الضخمة فإن
الأسعار ستنخفض نتيجة المنافسة الموجودة بالسوق.
وفيما يخص الحديد قال فاروق إن ارتفاع أسعار
الحديد محليا يرتبط ارتباطا مباشرا بارتفاع أسعار خام «البيليت» عالميا، حيث إن
خام «البيليت» غير متوفر فى مصر ويتم استيراده من الخارج بالدولار، وبالتالى يتأثر
السوق المحلى بارتفاع وهبوط أسعار المادة الخام لإنتاج الحديد، موضحا أن سعر
الحديد ينخفض مع ارتفاع سعر الأسمنت والعكس صحيح، لافتا إلى أن تطبيق رفع الدعم عن
الوقود لا يؤثر بنسبة كبير على الحديد، وذلك يعود إلى انخفاض تكلفة النقل للحديد،
منوها إلى أن ارتفاع أسعار الحديد محليا خلال الفترة الماضية إلى 13 ألف جنيه للطن
كان بسبب تحرير سعر الصرف وانخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار، إضافة إلى ارتفاع
أسعار خام البليت عالميا، متوقعا أن يرتفع سعر الحديد خلال الفترة المقبلة، نظرا
لارتفاع سعر خام البليت.
من جانبه قال عبدالعزيز قاسم.. سكرتير شعبة
مواد البناء فى غرفة القاهرة التجارية، إن أسعار مواد البناء فى الفترة الحالية
تشهد حالة من الثبات عقب انخفاضها فى الأسبوع الماضى، متوقعا أن ترتفع أسعار مواد
البناء خلال يونيو القادم، مع ارتفاع تكلفة النقل خاصة المصانع التى تنقل لمسافات
طويلة، وذلك عقب تطبيق رفع الدعم عن الوقود بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الخامات
العالمية وارتفاع أسعار النقل والسولار.
واستبعد «قاسم» أن يشهد سعر طن الحديد ارتفاعا
كبيرا هذه الأيام لأنه مرتبط أكثر بسعر الكهرباء، مشيرا إلى أن صناعة الحديد تعتمد
على مدخلات جميعها مستوردة، وتمثل نحو 80٪ من تكاليف الإنتاج، وبسبب الأوضاع
العالمية المضطربة فى سوق الحديد ارتفعت أسعار المدخلات والخامات مثل الخردة
والبليت، بالإضافة إلى العديد من مستلزمات الإنتاج، وهذا الارتفاع لا يمكن أن
تتحمله ميزانيات الشركات المنتجة، خاصة مع الزيادات المتتالية فى أسعار الكهرباء
والغاز والعمالة والنقل مع التمويل (فوائد البنوك)، وكل لوازم التشغيل والنقل،
لذلك تقوم المصانع بإعادة حسابات التكاليف بشكل يومى للمواءمة بين تكاليف الإنتاج،
وتحمل الأسواق خاصة المستهلك النهائى، منوها إلى أن الارتفاعات قد تكون مقبولة،
وقد تؤدى إلى ركود المنتجات، وهو أمر أخطر من الخسارة فى البيع، حيث تتحمل
المنتجات الراكدة فوائد البنوك، بينما الخسائر محتملة للبيع بأقل من التكلفة
بدوره أكد أحمد الزينى.. رئيس شعبة مواد البناء
بغرفة القاهرة التجارية، أن انخفاض أسعار مواد البناء فى الفترة الحالية يعود إلى
إحجام المستهلكين عن الشراء منوها إلى أن قلة الطلب أجبرت كثير من أصحاب المصانع
على خفض الأسعار.
وتوقع «الزينى» ارتفاعات جديدة فى أسعار الحديد
والأسمنت خلال أشهر الصيف، الأمر الذى يعود إلى زيادة الطلب على مواد البناء فى
فترة الصيف وتطبيق قرارات رفع الدعم عن الوقود فى يونيو القادم، بالإضافة إلى
ارتفاع أسعار الخامات العالمية وارتفاع أسعار النقل والسولار على عكس أسعار
الأسمنت يعاود الارتفاع نتيجة تطبيق رفع الدعم من جديد إلى أن يعود إلى الانخفاض
بنهاية الربع الأخير من 2018 وذلك بعد البدء فى تشغيل مصنع العريش وضخ إنتاجه فى
السوق المصرى حيث إن المصنع يعمل بطاقة إنتاجية تصل إلى 20 ألف طن يوميا، وذلك من
خلال تشغيل 6 خطوط إنتاج، وتوفير 20 ألف فرصة عمل للشباب، متوقعين انخفاضاً آخر فى
الأسعار لتعود إلى معدلاتها الطبيعية وهى 850 جنيها للطن.