"بايدن" يُنهي قرارات ترامب السابقة المثيرة للجدل ويوقع سلسلة من المراسيم التنفيذية


الخميس 21 يناير 2021 | 02:00 صباحاً
عبدالله محمود

تحديث شامل في النهج الرئاسي الأمريكي منذ اللحظات الأولى لوصول الرئيس الديمقراطي جو بايدن إلى البيت الأبيض الأربعاء. اتخذ بايدن بعدما أصبح الأربعاء الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة سلسلة من القرارات التي تشكل قطيعة واضحة مع ولاية دونالد ترامب التي ساهمت في شرذمة الأمريكيين وهزّت العالم، بعدما دعا البلاد إلى "الوحدة".

ودخل الرئيس الديمقراطي البيت الأبيض بعدما أدّى القسم على عتبات الكابيتول الذي اجتاحه قبل أسبوعين ناشطون مؤيدون لترامب غاضبون من خسارته الانتخابات.

وفي واشنطن التي تحوّلت إلى حصن منيع بسبب الإجراءات الأمنية المتّخذة فيها ترجّل بايدن من سيارته الرسمية وقطع مشياً الأمتار القليلة التي تفصله عن مقرّ الرئاسة الأمريكية محاطاً بأفراد عائلته. وفي المكتب البيضوي، وقع بايدن سلسلة من المراسيم الرئاسية لمواجهة الأزمات العديدة والعميقة التي تمر بها الولايات المتحدة والعودة عن قرارات أساسية اتخذت في عهد ترامب ولا سيما عودة الولايات المتحدة إلى اتفاق باريس للمناخ وإلى عضوية منظمة الصحة العالمية.

القرارات العاجلة

قال بايدن "سنكافح التغير المناخي كما لم يسبق لنا وأن فعلنا". واعتباراً من الخميس سيمثّل عالم المناعة الشهير انتوني فاوتشي الولايات المتحدة في اجتماع لمنظمة الصحة العالمية. ووضع بايدن كذلك حدّاً لقرار منع دخول الولايات المتحدة يشمل مواطنين من دول غالبيتها مسلمة وهي من أولى الإجراءات المثيرة للجدل التي اتخذها سلفه الجمهوري.

حفل التنصيب

وقبل ساعات من وصول بايدن إلى البيت اللآبيض، أقسم الرئيس الأمريكي الـ 46 اليمين واضعاً يده على كتاب مقدّس عائد لعائلته وقد حملته زوجته جيل، واعداً بإنجاز مهام منصبه "بأمانة" مدافعاً عن دستور الولايات المتحدة.

كانت مراسم التنصيب هذه أمام الكابيتول مختلفة تماماً. فالأجواء كانت على طرفي نقيض من أعمال العنف التي شهدها المكان في السادس من كانون الثاني/يناير وأسفرت عن سقوط خمسة قتلى وأثارت شجباً عارماً فيما كان خطاب القسم جدّياً لكنّه مفعم بـ "الأمل" مقارنة بكلمة سلفه القاتمة التي اتّسمت بنبرة هجومية قبل أربع سنوات.

وكرّر بايدن الذي أصبح في سن الثامنة والسبعين أكبر رئيس للولايات المتحدة في مطلع ولايته، الدعوات إلى "الوحدة" لتجاوز "الشتاء القاتم"، بعد ساعات قليلة على مغادرة دونالد ترامب واشنطن من دون حضور هذه اللحظة التاريخية.

كامالا هاريس أول امرأة في منصب نائب الرئيس

أكّد الرئيس الديمقراطي وسط تصفيق المدعوّين القلائل الذين اختيروا بعناية بسبب الجائحة، "أعلم أنّ القوى التي تفرّقنا عميقة وحقيقية". وأكّد بايدن أنّه "رئيس كل الأمريكيين"، محذّراً من أن الولايات المتحدة ستدخل "المرحلة الأصعب والأكثر فتكاً" من جائحة كوفيد-19 التي أسفرت عن أكثر من 400 ألف وفاة في بلاده.

ماذا قال ترامب في رسالته "الشخصية" لبايدن؟

بعد أن رحل بها ترامب كيف سُلمت "الكرة النووية" إلى بايدن؟

الحسابات الرئاسية الرسمية لتويتر أصبحت لبايدن وفريقه

ودخلت الولايات المتحدة الأربعاء التاريخ بعد تنصيب للمرة الأولى امرأة رسمياً في منصب نائب الرئيس. فقد أدت السناتورة السابقة السوداء من أصول هدنية كامالا هاريس البالغة من العمر 56 عاماً القسم قبيل جو بايدن.

رسالة "ودية جدا" من ترامب

في خطوة لم تشهدها الولايات المتحدة منذ 150 عاماً، قرّر الرئيس المنتهية ولايته مقاطعة مراسم أداء القسم وغادر البيت الأبيض من دون لقاء خلفه. إلا أن ترامب ترك لبايدن رسالة "ودية جداً" على ما قال الرئيس الجديد الذي لم يكشف عن فحواها. واكتفى ترامب علناً بتمنّي "الحظ السعيد" للإدارة الجديدة من دون أن يلفظ باسم جو بايدن. ووعد بالعودة "بطريقة أو بأخرى" قبل وصوله إلى منتجعه السياحي مارالاغو في فلوريدا حيث سيبدأ الملياردير الأمريكي البالغ من العمر 74 عاما حياته في مرحلة ما بعد الرئاسة.

أما نائبه مايك بنس فقد شارك في مراسم أداء القسم في الصفوف الأمامية. وعانق جو بادين خلال مراسم التنصيب وهو يضع كمامة الرئيس السابق باراك اوباما الذي كان نائبا له خلال ولايتيه الرئاسيتين.

ووصل بايدن إلى الرئاسة بعد مسيرة سياسية متواصلة منذ نصف قرن مع نية معلنة ليكون في الجوهر والشكل مختلفا تماما عن ترامب. وبعد مراسم اداء القسم انتقل إلى ضريح الجندي المجهول في مقبرة ارلينغتون العسكرية مع الرؤساء السابقين باراك أوباما وجورج بوش وبيل كلنيتون.