يبدو أن جهود الباحثين حول العالم للقضاء على فيروس كورونا لم تنتهِ، خاصة بعد ظهور سلالة جديدة للفيروس، التي انتشرت بشكل سريع في بريطانيا، إذ تعددت التساؤلات حول مدى تأثير فاعلية اللقاحات الحالية على هذه السلالة، بعد أن بدأت العديد من دول العالم في طرح حملات التطعيم للسكان.
ووفقا لموقع «ميديكال إكسبريس»، تشير عينات السلالة الجديدة إلى أنها في تزايد خلال الأشهر الثلاثة الماضية، كما أنها أكثر قابلية للانتقال من الفيروس الأصلي، حيث قدر الباحثون أن السلالة الجديدة قد تكون قابلية للانتقال بنسبة 70% من الفيروس القديم، ويرجع ذلك بسبب الطفرات في بروتين السنبلة الذي يسمح له بالارتباط بشكل أكثر إحكامًا بمستقبلات "ACE2"، والتي توفر بوابة للفيروس لدخول الخلايا البشرية.
ويوضح الباحثون، أن اللقاحات المكتشفة ضد فيروس كورونا، مثل لقاحات فايزر وموديرنا، قد تصبح أقل فعالية مما هو متوقع في حالة انتشار هذه السلالة الجديدة على نطاق واسع، حيث تعمل اللقاحات من خلال تدريب أجهزتنا المناعية على التعرف على نسخة معينة من بروتين سبايك الفيروسي، وتم تصميم نسخة بروتين سبايك المستخدمة في اللقاحات لتتناسب مع الفيروس القديم، وليس السلالة الجديدة.
كما يؤكد الباحثون، أن ظهور السلالة الجديدة يجعل الأمر أكثر أهمية لتطعيم الأشخاص في أسرع وقت ممكن، ويشيرون إلى أنه حتى لو كانت الطفرة الجديدة للفيروس أكثر قابلية للانتشار، فمن الضروري سرعة تلقي الأشخاص للقاحات لزيادة المناعة وبالتالي السيطرة على الوباء، ومنعه من التطور وظهور سلالات جديدة له.
ويشير الباحثون إلى إن طفرات فيروس كورونا تؤثر على بروتين السنبلة، الذي يمكن الفيروس من غزو الخلايا البشرية، وهو هدف رئيسي للاستجابة المناعية، سواء في مكافحة الفيروس أثناء الإصابة أو في الحماية من المرض بعد التطعيم بلقاح فايزر ومودرنا.