زلزال دبلوماسي في مجلس الأمن.. تنديد دولي واسع بالاعتراف الإسرائيلي بـ «أرض الصومال»


الجريدة العقارية الاربعاء 31 ديسمبر 2025 | 09:45 صباحاً
زلزال دبلوماسي في مجلس الأمن.. تنديد دولي واسع بالاعتراف الإسرائيلي بـ «أرض الصومال»
زلزال دبلوماسي في مجلس الأمن.. تنديد دولي واسع بالاعتراف الإسرائيلي بـ «أرض الصومال»
مصطفى عبد الله

شهد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً عاصفاً تناول تداعيات إعلان إسرائيل المفاجئ في 26 ديسمبر الجاري الاعتراف بما يسمى "أرض الصومال" (Somaliland) كدولة مستقلة.

وقد أجمع غالبية الأعضاء والمنظمات الإقليمية على أن هذه الخطوة تشكل انتهاكاً صارخاً لسيادة الصومال وتهديداً مباشراً للسلم والأمن في القرن الأفريقي.

سيادة الصومال خط أحمر

في إحاطته أمام المجلس، جدد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، خالد خياري، التأكيد على موقف المنظمة الأممية الثابت باحترام وحدة الصومال وسلامة أراضيه.

ودعا خياري كافة الأطراف الصومالية إلى الانخراط في حوار بناء، محذراً من أن الإعلان الإسرائيلي أثار موجة من الرفض الإقليمي شملت قوى كبرى مثل مصر، والسعودية، وتركيا، والأردن، وجيبوتي.

تحالف أفريقي-عربي ضد الانتهاك الإسرائيلي

قاد مندوب الصومال جبهة دبلوماسية موحدة ضمت الجزائر، وسيراليون، وغانا، معلناً إدانة قوية لما وصفه بـ "الاعتداء الصارخ" على الوحدة الوطنية. وأبرز النقاط التي جاءت في البيان:

بطلان الاعتراف

التأكيد على أن الإقليم الشمالي الغربي لا يملك الأهلية القانونية للدخول في اتفاقات دولية.

مخططات التهجير

كشف البيان عن مخاوف من وجود مخطط إسرائيلي لنقل سكان فلسطينيين قسراً من غزة إلى أراضي الصومال، وهو ما رفضته الدول الأربع جملة وتفصيلاً.

مواقف القوى الكبرى والجامعة العربية

تباينت ردود الأفعال داخل أروقة المجلس لتكشف عن انقسامات حادة:

المملكة المتحدة

أكد السفير البريطاني دعم بلاده الكامل لسيادة الصومال، مشدداً على أن لندن لا تعترف باستقلال "أرض الصومال".

جامعة الدول العربية

حذر مراقب الجامعة من سعي إسرائيل لإيجاد موطئ قدم غير شرعي في القرن الأفريقي لتنفيذ أجندات أمنية، منها إنشاء قواعد عسكرية وتسهيل التهجير القسري للفلسطينيين.

الولايات المتحدة

اتخذت المندوبة الأمريكية موقفاً مغايراً، واصفة الاجتماع بأنه "تشتيت للانتباه"، واتهمت المجلس بـ "ازدواجية المعايير" مقارنة بالاعترافات السابقة بدولة فلسطين، مؤكدة في الوقت ذاته أن سياسة واشنطن تجاه الصومال لم تتغير.

الرد الإسرائيلي: امتداد لاتفاقات إبراهيم

في المقابل، دافع المندوب الإسرائيلي عن القرار، زاعماً أنه ليس استفزازياً بل هو "اعتراف بوقائع قائمة" منذ زمن طويل.

وادعى أن هذه الخطوة تتماشى مع روح "اتفاقات إبراهيم" وتتطلع إلى مستقبل المنطقة، وهو ما قوبل برفض واسع من أعضاء المجلس الذين اعتبروا الخطوة سابقة خطيرة في العلاقات الدولية.

يضع هذا الاعتراف الإسرائيلي منطقة القرن الأفريقي أمام منعطف خطير، حيث يرى مراقبون أن الخطوة تتجاوز مجرد "الاعتراف الدبلوماسي" لتصل إلى محاولة إعادة رسم خرائط النفوذ والسيطرة على الموانئ الاستراتيجية، مما يضع وحدة الصومال في اختبار هو الأصعب منذ عقود.