في مثل هذا اليوم من عام 2006، استيقظ العالم على خبر إعدام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، ليكون ذلك المشهد الختامي لواحد من أكثر فصول تاريخ العراق والشرق الأوسط إثارة للجدل.
صدام، الذي أحكم قبضته على السلطة لما يقرب من 25 عاما، لم يكن مجرد رئيس، بل كان فاعلا رئيسيا في صياغة المشهد السياسي والعسكري في المنطقة طوال النصف الثاني من القرن العشرين.
البدايات.. من حلم القومية إلى دهاليز السلطة
ولد صدام في بيئة ريفية قاسية بقرية العوجة عام 1937، ومنها انتقل إلى بغداد ليجد ضالته في حزب البعث العربي الاشتراكي.
انخرط صدام في النشاط السياسي مدفوعا بأفكار الوحدة والتحرر من النفوذ الأجنبي، وبدأ صعوده الفعلي بعد انقلاب عام 1968.
لم يكتف صدام حينها بمنصب نائب الرئيس، بل كان المهندس الحقيقي لأجهزة الدولة والملفات الأمنية، حتى تسلم زمام الرئاسة رسميا عام 1979 خلفا لأحمد حسن البكر.
سنوات الرخاء والقبضة المركزية في بداية حكمه
استغل صدام الطفرة النفطية في السبعينيات ليحدث نقلة في البنية التحتية والتعليم والصحة، معززا بذلك دور الدولة المركزية.
وبالتوازي مع هذا البناء، كان يعمل على توسيع نفوذ الأجهزة الأمنية، طارحا نفسه كرمز للقومية العربية وخليفة لجمال عبد الناصر في قيادة المنطقة.
الحروب.. حين تحول الطموح إلى استنزاف
لم تدم سنوات البناء طويلا، إذ دخلت البلاد في سلسلة من الصراعات العسكرية التي استنزفت الأخضر واليابس.
بدأت بـ الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت 8 سنوات دون حسم، مرورا بـ غزو الكويت عام 1990، وصولا إلى حرب الخليج الثانية التي وضعت العراق تحت مقصلة عقوبات اقتصادية دولية قاسية.
هذه الحروب والعقوبات لم تهز استقرار الدولة فحسب، بل أدت إلى تراجع حاد في مستوى المعيشة وعزلة دولية خانقة.
الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003
طويت صفحة النظام العراقي عقب الغزو الأمريكي، واختفى صدام لأشهر قبل أن يقبض عليه في ديسمبر من العام 2003.
خضع صدام لمحاكمة تاريخية أمام المحكمة الجنائية العراقية العليا في قضية "الدجيل"، وانتهت بإدانته والحكم عليه بـ الإعدام شنقا.
ومع تنفيذ الحكم فجر 30 ديسمبر 2006، رحل الرجل الذي شكل ملامح العراق لعقود، تاركا وراءه إرثا لا يزال مادة دسمة للتحليل والنقاش حول مستقبل العراق وما آلت إليه أوضاعه.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض