مخاوف أمنية إسرائيلية من لقاء نتنياهو وترامب.. ماذا يحدث؟


الجريدة العقارية الاحد 28 ديسمبر 2025 | 08:53 صباحاً
نتنياهو وترامب
نتنياهو وترامب
وكالات

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن تصاعد المخاوف داخل المنظومة الأمنية في إسرائيل بشأن التداعيات المحتملة للقاء المرتقب بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتأثيره المباشر على الوضع الأمني، خاصة في قطاع غزة، في ظل مرحلة حساسة من اتفاق وقف إطلاق النار.

وبحسب ما أوردته الصحيفة، أوصت الجهات الأمنية الإسرائيلية بضرورة الإبقاء على انتشار القوات الإسرائيلية فيما يُعرف بـ«الخط الأصفر» داخل قطاع غزة، محذرة من أن أي انسحاب في الوقت الحالي قد ينطوي على مخاطر أمنية كبيرة. وأكدت التوصيات أن هذا الانتشار يجب أن يستمر طالما لم تُقدم حركة حماس على التخلي عن سلاحها، مشيرة إلى تقديرات أمنية ترى أن أي فراغ ميداني قد يُستغل لإعادة بناء القدرات العسكرية داخل القطاع.

وذكرت صحف عبرية، اليوم الأحد، أن إسرائيل تسعى إلى منع ما وصفته بـ«إراحة الفلسطينيين»، معتبرة أن اللقاء المرتقب بين ترامب ونتنياهو في ولاية فلوريدا سيتناول هذه المسألة بشكل مباشر، ضمن مناقشات أوسع تتعلق بمستقبل قطاع غزة.

ومن المقرر أن يتوجه بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة اليوم الأحد، على أن يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فلوريدا غدًا، في خامس زيارة له إلى واشنطن للقاء ترامب خلال العام الجاري، ما يعكس أهمية التنسيق السياسي والأمني بين الجانبين في هذه المرحلة.

وتأتي الزيارة في وقت تحاول فيه إدارة ترامب، بالتعاون مع وسطاء إقليميين، الدفع نحو الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس. وأفادت القناة 14 الإسرائيلية بأن مستقبل اتفاق غزة سيتصدر جدول أعمال اللقاء، في ظل تباين واضح في المواقف.

وأشارت القناة إلى أن إسرائيل تعارض الضغوط الدولية الرامية إلى تسريع إعادة إعمار قطاع غزة، مؤكدة تمسكها بشرط نزع سلاح حركة حماس بالكامل قبل أي خطوات عملية في هذا الاتجاه.

من جانبها، أوضحت «يديعوت أحرونوت» أن المباحثات بين نتنياهو وترامب ستشمل ملفات إقليمية أخرى، أبرزها الملف الإيراني، والمحادثات بشأن اتفاق أمني محتمل بين إسرائيل وسوريا، إضافة إلى تثبيت وقف إطلاق النار مع حزب الله في لبنان، والمراحل المقبلة من اتفاق غزة.

ويرى مراقبون أن توقيت اللقاء بالغ الحساسية، خاصة أن المرحلة الأولى من الاتفاق انتهت فعليًا، ولم يتبق سوى رهينة إسرائيلي واحد متوفى، في وقت تواجه فيه حماس صعوبات في العثور عليه. كما لا يزال وقف إطلاق النار هشًا، وسط تبادل الاتهامات بين الطرفين بخرقه، بينما يخشى الوسطاء من تعثر تنفيذ الاتفاق.

وتنص المرحلة الثانية من الاتفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية من مواقعها الحالية داخل غزة، وتسليم إدارة القطاع إلى سلطة فلسطينية مؤقتة، مع نشر قوة استقرار دولية. وفي هذا السياق، أفاد موقع «أكسيوس» الأمريكي بأن لقاء ترامب ونتنياهو سيكون حاسمًا لتحديد مصير هذه المرحلة، مشيرًا إلى أن واشنطن ترغب في الإسراع بإعلان إدارة تكنوقراطية فلسطينية مؤقتة وقوة دولية، رغم ما وصفه بـ«إحباط متزايد» داخل إدارة ترامب من مواقف نتنياهو التي قد تعرقل مسار التهدئة.