تسبب وباء كورونا المستجد، الذي أرعب العالم طيلة العام 2020، بتحول كبير وملموس في العديد من الظواهر والعادات والتقاليد وطرق الحياة في مختلف أنحاء العالم، لكن من بين المظاهر التي تم رصدها في بريطانيا انتشار المنازل التي تصلح للجمع بين السكن والعمل، وارتفاع الطلب عليها بصورة حادة خلال الشهور الماضية.
ومن المعروف أن ملايين الموظفين في العالم اضطروا خلال الشهور الماضية إلى مزاولة أعمالهم من داخل منازلهم والاستغناء عن المكاتب وأماكن العمل العامة، وذلك في ظل الإغلاقات الحكومية للحد من انتشار المرض، أو بدافع شخصي لتحقيق التباعد الاجتماعي، خاصة من قبل أولئك الذين تتيح لهم طبيعة أعمالهم متابعة الوظيفة من المنزل.
وبحسب بيانات نشرتها شركة "رايت موف" البريطانية، فقد سجل الطلب على العقارات التي تصلح للاستخدام من أجل السكن والعمل معًا قفزة كبيرة جدًا، حيث تم تسجيل ارتفاع في الطلب عليها داخل بريطانيا بنسبة 326% خلال العام الحالي 2020، مقارنة بما كانت عليه قبل بدء جائحة فيروس كورونا المستجد.
وتتضمن هذه العقارات مصطلحات، مثل "المكتب" و"مساحة العمل" و"العمل من المنزل"، حيث تشير الشركة إلى أن هناك اهتمامًا واسعًا من قبل المشترين في الآونة الأخيرة بالحصول على منزل يحتوي على مكتب أو مساحة إضافية، يمكن استخدامها كمكتب أو في العمل من المنزل على اختلاف أشكاله.
وقال مدير بيانات الممتلكات في شركة "رايت موف" تيم بانيستر: "مع متطلبات العديد من الأشخاص للعمل من المنزل، رأينا مساحات عمل تتطور من أجهزة كمبيوتر محمولة متوازنة في نهاية السرير إلى مكاتب منزلية مجهزة بالكامل في حديقة المنزل، وكل شيء بينهما، إلى جانب مساحات المكاتب المنزلية التقليدية".
وتقول شركة "رايت موف" العقارية إنها رصدت أيضًا زيادة كبيرة في الطلب على المباني الخارجية والملحقات المنزلية، والتي يُفترض أنها تستخدم كمكاتب منزلية تقع بعيدًا عن مساحة المعيشة الرئيسية داخل المنزل.
وتقول "رايت موف" إن عمليات البحث باستخدام أداة الكلمات الرئيسية للموقع للبحث عن المباني الخارجية زادت بنسبة 90% مقارنة بالعام الماضي، كما زادت عمليات البحث عن الملحقات بنسبة 89%.
وتقول الشركة إنه "ظهرت منازل أكبر من أربع وخمس غرف نوم باعتبارها أكبر "الفائزين" في سوق العقارات، في إشارة أخرى إلى أن المشترين يبحثون عن مساحات أوسع من أجل استخدام العقار في نهاية المطاف في السكن والعمل بآن واحد.