لم تشهد أسعار النفط تغيرًا كبيرًا خلال تعاملات الثلاثاء 23 ديسمبر كانون الأول، في ظل حالة من الترقب التي تسيطر على الأسواق العالمية، مع تقييم المستثمرين لبيانات اقتصادية أمريكية جاءت أقوى من التوقعات، إلى جانب متابعة تطورات محتملة تتعلق بإمدادات النفط الفنزويلي.
وسجلت العقود الآجلة لخام برنت تراجعًا طفيفًا بلغ ثمانية سنتات لتستقر عند مستوى 61.99 دولار للبرميل، فيما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار سنتين ليصل إلى 57.99 دولار للبرميل.
مكاسب قوية في الجلسة السابقة تدعم الأسعار
وكان الخامان قد أنهيا تعاملات الجلسة السابقة على ارتفاع تجاوز 2 في المئة، حيث حقق خام برنت أفضل أداء يومي له خلال شهرين، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط أكبر مكسب يومي منذ منتصف نوفمبر تشرين الثاني، ما وفر دعمًا نسبيًا للأسعار رغم التراجع المحدود الحالي.
بيانات أمريكية أقوى من المتوقع تضع الأسواق أمام معادلة معقدة
وجاءت التحركات المحدودة للأسعار في وقت أعلن فيه مكتب التحليل الاقتصادي التابع لوزارة التجارة الأمريكية، في تقديراته الأولية، أن الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة خلال الربع الثالث من العام سجل نموًا يفوق التوقعات، مدعومًا بارتفاع إنفاق المستهلكين.
هذا الأداء القوي للاقتصاد الأمريكي أثار نقاشًا واسعًا داخل الأسواق حول تأثيره المحتمل على الطلب على الطاقة، في مقابل مخاوف متزايدة من تشديد السياسة النقدية.
وفي هذا السياق، قال فيل فلين، كبير المحللين لدى مجموعة برايس فيوتشرز، إن السوق تحاول الموازنة بين التفاؤل المرتبط بقوة الطلب الناتج عن النمو الاقتصادي، والقلق من احتمال لجوء مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى كبح هذا النمو للسيطرة على معدلات التضخم.
فنزويلا تعود إلى دائرة القلق بشأن الإمدادات
بالتوازي مع ذلك، يواصل المستثمرون تقييم المخاطر المرتبطة بإمدادات النفط من فنزويلا، بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة قد تحتفظ بشحنات النفط الفنزويلي التي تم احتجازها قبالة السواحل خلال الأسابيع الماضية، أو تتجه إلى بيعها.
ويأتي هذا التصريح في إطار سياسة الضغط التي تتبعها واشنطن تجاه كاراكاس، والتي تشمل منع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات من دخول البلاد أو مغادرتها، ما يثير مخاوف من اضطرابات محتملة في الإمدادات العالمية.
تصعيد عسكري في البحر الأسود يزيد الضغوط الجيوسياسية
على صعيد آخر، أسهمت التطورات الجيوسياسية في زيادة حالة الحذر داخل الأسواق، بعد تعرض ميناء أوديسا الأوكراني على البحر الأسود لقصف روسي ألحق أضرارًا بمرافق الميناء وإحدى السفن، في ثاني هجوم على المنطقة خلال أقل من 24 ساعة.
وفي المقابل، أعلنت السلطات الروسية أن هجومًا بطائرات مسيرة أوكرانية تسبب في إلحاق أضرار بسفينتين ورصيفين، إضافة إلى اندلاع حريق في بلدة بمنطقة كراسنودار، ما يعكس استمرار التصعيد العسكري بين الجانبين.
توقعات بتقلص فائض المعروض العالمي
ورغم استقرار الأسعار الحالي، تشير تقديرات بنك باركليز إلى أن فائض المعروض النفطي العالمي مرشح للتراجع إلى نحو 700 ألف برميل يوميًا فقط بحلول الربع الأخير من عام 2026.
وحذر البنك من أن أي اضطرابات ممتدة في الإمدادات قد تؤدي إلى تشديد السوق بشكل ملحوظ، بما قد يمحو الزيادات الأخيرة التي شهدتها المخزونات العالمية من النفط.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض