خبير أسواق طاقة: الاتحاد الأوروبي يواجه تحديات كبرى في الاستغناء عن الغاز الروسي


الجريدة العقارية الاثنين 22 ديسمبر 2025 | 07:34 مساءً
الغاز الروسي
الغاز الروسي
محمد فهمي

قال الدكتور ممدوح سلامة، خبير أسواق الطاقة، إن الاتحاد الأوروبي يخطط تدريجيًا للتوقف عن استيراد الغاز الروسي بحلول مطلع عام 2027، إلا أن الأمر ليس بسيطًا، نظرًا لاعتماد أوروبا الحالي على الغاز السائل المستورد من الولايات المتحدة بأسعار تتراوح بين ضعف إلى أربعة أضعاف الغاز الروسي المرسل عبر الأنابيب.

وأوضح سلامة، خلال مداخلة مع قناة إكسترا نيوز، أن روسيا كانت تلبي في عام 2024 نحو 19% من احتياجات الاتحاد الأوروبي من الغاز، في حين بلغ هذا الرقم خلال العام الحالي حوالي 13% فقط، ومع سعي أوروبا للانسحاب التدريجي من الغاز الروسي، أشار إلى أن هناك احتمالية للتوجه مستقبلاً إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإعادة تصدير الغاز إلى أوروبا، خاصة بعد انتهاء النزاع في أوكرانيا.

وأضاف أن روسيا تركز حاليًا على تلبية احتياجات أكبر سوق للغاز في العالم، وهو الصين، من خلال مشروع "قوة سيبيريا 2" الذي سيمر عبر منغوليا، مكملاً مشروع "قوة سيبيريا 1" الذي يزود الصين بما يقارب 50 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا. واعتبر سلامة أن هذا التوجه سيحول الغاز الروسي بعيدًا عن أوروبا لصالح الأسواق الآسيوية.

وحول تكلفة بدائل الغاز الروسي، أشار سلامة إلى أن الاتحاد الأوروبي يعاني بالفعل من أسعار مرتفعة للغاز المستورد من الولايات المتحدة، وأن شعوب الدول الأوروبية ستواجه صعوبات اقتصادية إذا استمر الاتحاد في دعم أوكرانيا واستيراد الغاز السائل بأسعار باهظة. وأوضح أن هذه التحديات الاقتصادية بدأت بالفعل تؤثر على الشركات الأوروبية الكبرى، مثل فولكس فاجن الألمانية، التي نقلت مصانعها إلى الصين نتيجة ارتفاع تكاليف الطاقة، رغم أن قطاع السيارات يساهم بنحو 12% من الناتج الإجمالي لألمانيا.

وعن بدائل شمال أفريقيا، أوضح سلامة أن دول مثل الجزائر مستمرة في تصدير الغاز إلى أوروبا، سواء عبر خطوط الأنابيب تحت المياه أو الغاز المسال، إلا أن هذه الكميات تبقى محدودة مقارنة بإمكانات روسيا الكبيرة في مجال التصدير.

واختتم حديثه مؤكدًا أن الاتحاد الأوروبي يواجه تحديات اقتصادية كبيرة جراء الانسحاب من الغاز الروسي، وأن الاعتماد على مصادر بديلة لن يكون كافيًا لتغطية الفجوة الكبيرة التي كانت روسيا توفرها.