أكد نور الدين محمد الخبير الاقتصادي، أن هناك تشابهًا كبيرًا بين الارتفاعات الحالية للمعادن الثمينة وأسواق الذهب في الماضي، إلا أن الأسباب هذه المرة مختلفة، موضحا أن الأسواق تتحرك بنفس الاتجاه وبنفس القوة في التصاعد في الأسعار الموجودة، مشيرًا إلى أن عام 1979 شهد أسبابًا مختلفة بسبب التغيرات الجيوسياسية والسياسية ومرحلة "السوبر سايكل".
وأشار في مداخلة مع قناة العربية بيزنيس إلى أن عام 2025 يشهد تغيرًا كاملًا في النظام العالمي، بدأ منذ 2022 بعد فقدان الثقة في الدولار والسندات الأمريكية، خاصة بعد ما حصل مع روسيا والتحفظ على بعض أموالها في إنجلترا وأمريكا، وحاليًا في الاتحاد الأوروبي، مما دفع المستثمرين إلى التوجه نحو الأدوات الآمنة مثل الذهب والفضة والبلاديوم والبلاتينوم، حيث تشهد هذه المعادن أسعارًا جديدة في السوق.
وأوضح محمد أن خفض أسعار الفائدة ساهم في انخفاض تكلفة حمل الذهب، وهو ما يدفع الذهب والفضة للصعود إلى مستويات جديدة. كما لفت إلى أن ارتفاع الأسعار في السوق الآسيوية منذ بداية اليوم مرتبط بقرب إجازات الكريسماس ونهاية العام، حيث تحاول البنوك المركزية وصناديق الـ ETFs تعزيز مراكزها في المعادن الآمنة وتقليل المخاطر قبل الإجازات.
وأكد أن التوترات الجيوسياسية في فنزويلا وأمريكا، وإيران وإسرائيل، والأحداث في غزة والسودان واليمن والسعودية، كلها عوامل دفعت الذهب للارتفاع، وهو ما أدى إلى تسجيل مستويات وأسعار لم تعتد الأسواق رؤيتها في نهاية العام سواء في الذهب أو الفضة أو المعادن الثمينة الأخرى.
وعن الفضة، أوضح محمد أن الزخم القوي جاء بنهاية أغسطس، حيث ارتفعت من مستويات أقل من 40 دولارًا إلى مستويات تقترب من 70 دولارًا، فيما شهد البلاتينوم والبلاديوم مكاسب بلغت 127% و93% منذ مطلع العام.
وأضاف محمد أن الذهب بدأ سلسلة الصعود، وتوقع أن تلحق الفضة به وتتجاوز الذهب لتصبح من أقوى المعادن، بينما يظل البلاتينوم والبلاديوم نادرين عالميًا مقارنة بالذهب والفضة، ما يجعل الطلب عليهما أقوى مع تراجع المخزونات. لكنه حذر من أن الأرقام الاقتصادية الضعيفة للنمو العالمي قد تؤدي إلى تراجع بعض هذه المعادن، بينما يستمر الذهب في الصعود إلى مستويات قياسية، وربما تنخفض المعادن الأخرى، وليس فقط الذهب يرتفع.
تابعوا آخر أخبار العقارية على Google News
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض
