حاورت "الجريدة العقارية" الدكتورة سهر الدماطي، الخبيرة المصرفية ونائب محافظ البنك المركزي الأسبق، للحديث عن توقعاتها لاجتماع البنك المركزي الخميس المقبل، بالإضافة إلى وضع الاقتصاد الكلي بشكل عام، والمستهدفات التي يطمح البنك المركزي للوصول إليها في المستقبل، والتحركات الأمريكية الأخيرة بشأن فنزويلا، وتأثيرها على أسعار الطاقة، وأيضا ملف الذهب والدولار.
وإلى نص الحوار...
ما توقعاتكِ لنتيجة اجتماع البنك المركزي المقرر له الخميس المقبل 25 ديسمبر 2025؟
- توقعاتي أن البنك المركزي سيتجه نحو تخفيض أسعار الفائدة؛ وذلك لأن أرقام التضخم انخفضت لمستويات جيدة جدا، كما أن قرار تأجيل زيادة أسعار الكهرباء والغاز أزال تخوفا كبيرا، حيث كانت تلك الزيادة ستتسبب في موجة تضخمية ترفع أسعار كل شيء، وبما أنها تأجلت، فإن الاتجاه العام سيكون للتخفيض.
وماذا عن وضع الاقتصاد الكلي بشكل عام؟ هل يدعم هذا التوجه؟
- بكل تأكيد، فمؤشرات الاقتصاد الكلي تشهد تحسنا تاما، ونسبة النمو وصلت إلى 5.3%. ولكي نستطيع مجاراة هذا النمو والتقدم، لا بد من البدء بتحريك وتخفيض التكاليف المالية العالية جدا المتمثلة في سعر الفائدة.
وما هي المستهدفات التي يطمح البنك المركزي للوصول إليها في المستقبل؟
- المستهدف المتوقع بنهاية عام 2026 هو الوصول بمعدل التضخم إلى 7%، وأن تنخفض أسعار الفائدة لتصل إلى حدود 14%،. أما بالنسبة للاجتماع القادم تحديدا، فأنا أتوقع خفضا بنحو 150 نقطة أساس أي بنسبة 1.5%.
- هل هناك أي مخاوف من حدوث قفزات سعرية مفاجئة كما شهدنا في بدايات عام 2024؟
- إذا استمرت الأمور بوتيرتها الطبيعية، فلا أتوقع زيادات كبيرة، الحذر الوحيد يكمن في التوترات الجيوسياسية؛ فالمشاكل في البحر الأحمر، والأوضاع في السودان، وكل ما يحيط بالحدود المصرية، هي العوامل الوحيدة التي قد تؤثر على هذا المسار الاقتصادي وتغير الحسابات.
- ننتقل لملف الذهب والدولار، كيف ترين مستقبلهما في ظل الاضطرابات العالمية؟
- الذهب والدولار بينهما علاقة عكسية؛ فكلما انخفض الدولار ارتفع الذهب، وحاليا، الدولار يعاني من حالة عدم استقرار عالمية، حيث وصل الدين الأمريكي إلى 37 تريليون دولار، وهو ما يتجاوز ناتجهم القومي 35 تريليون، هذا الوضع دفع البنوك المركزية حول العالم لزيادة احتياطياتها من الذهب لتأمين نفسها ضد المخاطر الاقتصادية العالمية.
- وماذا عن التحركات الأمريكية الأخيرة وتأثيرها على أسعار الطاقة؟
- هناك استراتيجية سياسية تتبلور الآن، وهي محاولة أمريكا استقطاب أمريكا اللاتينية، خاصة فنزويلا التي تملك أكبر مخزون نفط في العالم، فأمريكا تريد تقليل الاعتماد على نفط الشرق الأوسط وتجنب تكاليف الحروب. إذا زاد التوتر العالمي، فمن المتوقع أن يواصل الدولار تراجعه، بينما يكمل الذهب مساره الصعودي.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض