تشهد دولة الإمارات العربية المتحدة طفرة استثنائية في قطاع السياحة، حيث نجحت في تعزيز جاذبيتها كوجهة سياحية واستثمارية عالمية، من خلال تقديم تسهيلات تنافسية وعوائد مجزية.
السياحة في الإمارات.. استراتيجية وطنية متكاملة
وتستند هذه الريادة إلى استراتيجية وطنية متكاملة تهدف إلى وضع الدولة ضمن أفضل الوجهات السياحية في العالم، مستفيدة من مقوماتها الطبيعية، والاجتماعية، والقانونية الفريدة.
ويمكن تلخيص المشهد السياحي والاستثماري في الدولة كالتالي:
أولا: المقومات التنافسية والبيئة الاستثمارية
تتمتع الإمارات بموقع استراتيجي يربط الشرق بالغرب، وتنوع بيئي يجمع بين الصحاري، والجبال، والشواطئ، إلى جانب استقرار سياسي واقتصادي وثقافة قائمة على التسامح. ولتعزيز جذب المستثمرين ورواد الأعمال، قدمت الدولة محفزات غير مسبوقة تشمل:
• الإعفاءات الضريبية وإتاحة التملك الأجنبي بنسبة 100% دون الحاجة لوكيل مواطن.
• توفير أكثر من 40 منطقة حرة تمنح مرونة عالية في تأسيس الشركات وتحويل الأرباح بالكامل.
• إصدار تأشيرات إقامة طويلة الأمد (من 5 إلى 10 سنوات) وتسهيل استقطاب العمالة الماهرة والكفاءات العالمية.
• إجراء أضخم تعديلات تشريعية في تاريخ الدولة منذ عام 2021 لمواكبة التحولات المستقبلية.
ثانيا: الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2031
تضع دولة الإمارات العربية المتحدة أهدافا طموحة لترسيخ هويتها السياحية الموحدة عبر الإمارات السبع، ومن أبرز مستهدفات هذه الاستراتيجية بحلول عام 2031:
• رفع مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 450 مليار درهم.
• جذب استثمارات سياحية جديدة بقيمة 100 مليار درهم.
• استقطاب 40 مليون نزيل في المنشآت الفندقية.
• التركيز على التحول الرقمي، وتوطين الاستدامة في الأنشطة السياحية كافة، وتطوير منتجات سياحية مبتكرة بحلول عام 2026.
ثالثا: الأداء القياسي والمؤشرات العالمية
ترجمت هذه الجهود إلى أرقام تعكس ريادة الدولة عالميا، حيث صنفت الإمارات ضمن أعلى 7 وجهات عالمية في الإنفاق الدولي للسياح. وتشمل الإنجازات الأخرى:
• البنية التحتية: تصدرت الدولة عالميا في مؤشر جودة البنية التحتية للنقل الجوي وتوفير بيانات السفر.
• النمو الفندقي: استقبلت المنشآت الفندقية أكثر من 16 مليون نزيل في النصف الأول من عام 2024، مع دخول 16 فندقا جديدا للخدمة في العام نفسه.
• حركة المسافرين: استقبلت المطارات نحو 102.9 مليون مسافر في أول ثمانية أشهر من عام 2025، بنمو قدره 5.3% عن العام السابق.
• الإنفاق السياحي: بلغ إجمالي إنفاق الزوار الدوليين 217.3 مليار درهم في عام 2024.
رابعا: المبادرات والحملات الوطنية
تعد حملة "أجمل شتاء في العالم"، التي تنطلق بشعار "شتاؤنا ريادة"، من أبرز المبادرات التي تسلط الضوء على الحوافز الاستثمارية والوجهات الجديدة في الدولة. كما أطلقت وزارة الاقتصاد والسياحة مشاريع رقمية للربط الإلكتروني لبيانات الفنادق، ومبادرات مثل "الميثاق الوطني للسياحة" و"المخيم الصيفي لقطاع الضيافة" لدعم السياحة الداخلية والكوادر الوطنية.
خلاصة القول، يمكن تشبيه قطاع السياحة في الإمارات بـ"الواحة الذكية" في قلب الصحراء؛ فهي ليست مجرد مكان للراحة والجمال الطبيعي، بل هي منظومة تقنية وتشريعية متطورة توفر التربة الخصبة لنمو الاستثمارات، وتفتح أبوابها للعالم ببنية تحتية تربط القارات، تماما كما تربط هذه الواحة بين أصالة التراث وتطلعات المستقبل.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض