مسؤولة بالفيدرالي الأمريكي ترجح تثبيت أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة


الجريدة العقارية الاحد 21 ديسمبر 2025 | 02:38 مساءً
الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي
الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي
محمد عاطف

رجحت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، بيث هاماك، بقاء السياسة النقدية الأميركية دون تغيير خلال الفترة المقبلة، في إشارة واضحة إلى تنامي توجه الحذر داخل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، بعد سلسلة من تخفيضات أسعار الفائدة التي أُقرت خلال الاجتماعات الأخيرة لدعم الاقتصاد الأميركي.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال، في تقرير لها يوم الأحد، عن هاماك قولها إنها لا ترى حاجة ملحّة لإجراء أي تعديل جديد على أسعار الفائدة خلال الأشهر القليلة المقبلة، وذلك عقب قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة في آخر ثلاثة اجتماعات متتالية. وهدفت تلك التخفيضات إلى تحفيز النشاط الاقتصادي، في ظل تراجع نسبي لمعدلات التضخم وظهور مؤشرات على اعتدال وتيرة النمو.

ويأتي هذا الموقف في توقيت حساس، يواصل فيه صناع السياسة النقدية تقييم آثار القرارات السابقة على الأسواق المالية والاقتصاد الحقيقي، وسط مخاوف متزايدة من أن أي تحرك سريع أو غير محسوب قد يؤدي إلى عودة الضغوط التضخمية من جديد، أو على العكس قد يضعف زخم النمو الاقتصادي إذا استمر التشديد النقدي لفترة أطول من اللازم.

مرحلة ترقب بعد دورة تخفيضات

وتعكس تصريحات هاماك اتجاهاً متزايداً داخل مجلس الاحتياطي الفيدرالي نحو التريث، بعد انتهاء دورة من التخفيضات المتتالية التي أنهت بدورها مرحلة طويلة من التشديد النقدي. وكانت تلك المرحلة قد استهدفت بالأساس السيطرة على موجة التضخم القوي التي شهدها الاقتصاد الأميركي خلال عامي 2022 و2023، حين سجلت الأسعار أعلى مستوياتها منذ عقود.

ويرى محللون أن الإبقاء على أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية حتى فصل الربيع المقبل يمنح الفيدرالي مساحة زمنية كافية لمراقبة البيانات الاقتصادية الجديدة، ولا سيما المؤشرات المرتبطة بسوق العمل، ومستويات الإنفاق الاستهلاكي، وتطورات التضخم الأساسي، قبل اتخاذ أي قرارات إضافية قد تؤثر في مسار الاقتصاد الأميركي.

تباين داخل الفيدرالي

وتُعد بيث هاماك من الأصوات المؤثرة داخل منظومة الاحتياطي الفيدرالي، وغالباً ما يُنظر إلى تصريحاتها باعتبارها مؤشراً على المزاج العام السائد داخل البنك المركزي الأميركي، خاصة في ظل وجود تباين نسبي في الآراء بين المسؤولين حول توقيت وحجم أي تخفيضات إضافية محتملة خلال العام الجاري.

وفي الوقت الذي حذّر فيه بعض صناع القرار من مخاطر خفض الفائدة مجدداً وما قد يحمله من تهديد بإعادة إشعال التضخم، يرى آخرون أن الفيدرالي لا يزال يمتلك هامشاً للتحرك إذا ما استدعت الظروف الاقتصادية ذلك.