تراجع جماعي لأسواق الخليج بالتزامن مع انخفاض النفط وترقب بيانات الاقتصاد الأمريكي

سجلت معظم أسواق المال الخليجية تراجعات ملحوظة خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، متأثرة بانخفاض أسواق الأسهم العالمية، في وقت يترقب فيه المستثمرون صدور بيانات اقتصادية أمريكية مهمة في وقت لاحق من الأسبوع. وزادت الضغوط مع تراجع أسعار النفط، ما أثر سلبًا على شهية المخاطرة في المنطقة.

أسعار النفط تهبط لأدنى مستوى منذ مايو

انخفضت أسعار النفط، التي تعد المحرك الرئيسي للأسواق الخليجية، بأكثر من دولار للبرميل لتتراجع إلى ما دون مستوى 60 دولارًا، مسجلة أدنى مستوى لها منذ مايو الماضي. هذا التراجع الحاد ألقى بظلاله على أداء البورصات الخليجية، خاصة أسهم الطاقة والبنوك.

خسائر متواصلة في بورصة قطر

واصل المؤشر الرئيسي لبورصة قطر التراجع للجلسة الثالثة على التوالي، منخفضًا بنسبة 0.3 بالمئة، مع تسجيل جميع مكوناته خسائر. وتراجع سهم قطر لنقل الغاز «ناقلات» بنسبة 1.8 بالمئة، بينما هبط سهم بنك دخان بنسبة 1.3 بالمئة، في ظل ضغوط بيعية واسعة.

السوق السعودية عند أدنى مستوى في ثلاثة أشهر

في السعودية، انخفض المؤشر الرئيسي للسوق بنسبة 1.3 بالمئة ليغلق عند مستوى 10453 نقطة، وهو أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر، وسط تراجع جماعي لكافة القطاعات. وتراجع سهم مصرف الراجحي، أكبر بنك إسلامي في العالم، بنسبة 2.1 بالمئة، كما هبط سهم أرامكو السعودية بنسبة واحد بالمئة.

تراجع النفط وتلاشي المخاطر الجيوسياسية

وقال دانيال تقي الدين، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لمجموعة سكاي لينكس كابيتال، إن انخفاض أسعار النفط كان من أبرز العوامل التي ضغطت على الأسواق خلال جلسة اليوم. وأشار إلى أن هذا التراجع يعكس احتمالات استمرار الهبوط مع تلاشي علاوة المخاطر الجيوسياسية، في ظل تكهنات بقرب التوصل إلى حل للصراع الروسي الأوكراني.

سوق أبوظبي يواصل الهبوط

انخفض المؤشر الرئيسي لسوق أبوظبي للجلسة الثالثة على التوالي بنسبة 0.1 بالمئة، مع تسجيل معظم الأسهم خسائر، بقيادة قطاعي السلع الاستهلاكية الأساسية والطاقة. وتراجعت أسهم أدنوك للحفر وأدنوك للتوزيع بنسبة 1.3 بالمئة لكل منهما، فيما انخفض سهم أدنوك للغاز بنسبة 0.9 بالمئة.

استحواذ ضخم لأدنوك في أوروبا

في سياق منفصل، أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» أنها استحوذت على حصة مسيطرة تبلغ 95 بالمئة في شركة كوفيسترو الألمانية، في صفقة بلغت قيمتها 14.7 مليار يورو، لتعد من أكبر عمليات الاستحواذ التي تنفذها دولة خليجية على شركة أوروبية.

دبي تخالف الاتجاه وتغلق على ارتفاع

وعلى عكس الاتجاه العام، أنهى مؤشر بورصة دبي تعاملاته مرتفعًا بنسبة 0.3 بالمئة بعد خسائر استمرت جلستين، مدعومًا بصعود سهم إعمار العقارية بنسبة 1.4 بالمئة، وارتفاع سهم سالك للتعريفة المرورية بنسبة 1.3 بالمئة.

ترقب حذر لبيانات الاقتصاد الأمريكي

ينصب اهتمام المستثمرين حاليًا على تقارير الوظائف الأمريكية لشهري أكتوبر ونوفمبر، المقرر صدورها في وقت لاحق اليوم الثلاثاء، إلى جانب بيانات التضخم المنتظرة يوم الخميس. وتعد هذه البيانات مؤشرات رئيسية لرصد مسار السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الاتحادي خلال العام المقبل.

ارتباط العملات الخليجية بالدولار يزيد الحساسية

وتحظى السياسة النقدية الأمريكية بمتابعة دقيقة في دول الخليج، نظرًا لارتباط معظم عملات المنطقة بالدولار، ما يجعل الأسواق المحلية أكثر تأثرًا بأي تغيرات في توجهات الفائدة الأمريكية.

خسائر في السوق المصرية خارج الخليج

وخارج منطقة الخليج، تراجع مؤشر الأسهم القيادية في مصر بنسبة 0.7 بالمئة بعد مكاسب استمرت جلستين متتاليتين، مع انخفاض غالبية الأسهم. وهبط سهم المصرية للاتصالات بنسبة 3.2 بالمئة، بينما تراجع سهم إي فاينانس للمدفوعات الرقمية والاستثمار المالي بنسبة أربعة بالمئة.