الأسهم الأوروبية تنتعش بقيادة البنوك وشركات الطاقة

سجلت الأسهم الأوروبية ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الاثنين، مع عودة شهية المستثمرين نحو الأصول التي تنطوي على قدر أكبر من المخاطر، وهو ما انعكس على أداء معظم القطاعات التي تحركت داخل المنطقة الخضراء منذ بداية الجلسة.

وجاء هذا التحسن بعد موجة من الحذر سيطرت على الأسواق في نهاية الأسبوع الماضي، متأثرة بتقلبات وول ستريت ومخاوف مرتبطة بقطاع التكنولوجيا.

«ستوكس 600» يواصل التماسك قرب قمته التاريخية

وصعد المؤشر الأوروبي العريض «ستوكس 600» بنسبة 0.4% ليصل إلى 580.35 نقطة بحلول الساعة 08:08 بتوقيت جرينتش، محافظًا على تداوله بالقرب من أعلى مستوى له على الإطلاق خلال يوم تداول، في إشارة إلى قوة الزخم الإيجابي الذي يدعم الأسواق الأوروبية.

كما حققت البورصات المحلية الرئيسية مكاسب واضحة، إذ ارتفع مؤشر إسبانيا بنسبة 0.8%، بينما زاد مؤشر لندن بنحو 0.4%، وسط أداء متماسك لغالبية الأسهم القيادية.

تعافٍ بعد خسائر نهاية الأسبوع الماضي

وكان «ستوكس 600» قد أنهى تعاملات يوم الجمعة على انخفاض أسبوعي طفيف في اللحظات الأخيرة، متأثرًا بخسائر الأسواق الأمريكية، عقب تحذير صادر عن شركة «برودكوم» الأمريكية لصناعة الرقائق بشأن ضغوط محتملة على هوامش الربح.

وأعاد هذا التحذير إلى الواجهة المخاوف المتعلقة بوجود فقاعة محتملة في قطاع الذكاء الاصطناعي، ما دفع المستثمرين إلى تقليص مراكزهم مؤقتًا قبل أن تعود الأسواق الأوروبية للتعافي مع بداية الأسبوع الجديد.

صعود واسع للقطاعات بقيادة البنوك والطاقة

شهدت جلسة اليوم انتعاشًا قويًا على مستوى القطاعات، حيث ارتفع 19 قطاعًا من أصل 20 قطاعًا رئيسيًا ضمن المؤشر الأوروبي، في دلالة واضحة على تحسن معنويات المستثمرين.

وتصدر قطاعا البنوك والطاقة قائمة الرابحين، مسجلين مكاسب تجاوزت 1% لكل منهما، بدعم من توقعات إيجابية للأرباح واستفادة أسهم البنوك من بيئة أسعار الفائدة، إلى جانب تحسن أسعار الطاقة عالميًا.

الرعاية الصحية الاستثناء الوحيد في جلسة إيجابية

في المقابل، كان قطاع الرعاية الصحية هو الوحيد الذي سجل خسائر، متأثرًا بهبوط سهم شركة الأدوية الفرنسية «سانوفي» بنحو 5%.

وجاء هذا التراجع بعد تصاعد التوقعات بأن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية قد تؤجل قرارها بشأن دواء الشركة لعلاج التصلب المتعدد «توليبروتينيب»، ما ضغط على السهم وألقى بظلاله على أداء القطاع ككل.

تطورات جيوسياسية تضغط على أسهم الدفاع

على الصعيد الجيوسياسي، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مطلع الأسبوع استعداده للتخلي عن تطلعات بلاده للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، عقب محادثات أجراها مع الولايات المتحدة في برلين، والتي من المقرر أن تستمر اليوم.

وأثرت هذه التطورات على أسهم شركات التصنيع الدفاعي الأوروبية، حيث تراجع سهم «راينميتال» بنسبة 1.6%، بينما انخفض سهم «رينك» بنحو 2%، مع انحسار التوقعات بشأن تصاعد الطلب الدفاعي على المدى القريب.