2900 شخص يمتلكون 15.8 تريليون دولار.. طفرة غير مسبوقة في ثروات الأثرياء عام 2025 وانتقال تاريخي للأموال عبر الأجيال


الجريدة العقارية الاحد 14 ديسمبر 2025 | 10:39 مساءً
2900 شخص يمتلكون 15.8 تريليون دولار.. طفرة غير مسبوقة في ثروات الأثرياء عام 2025 وانتقال تاريخي للأموال عبر الأجيال
2900 شخص يمتلكون 15.8 تريليون دولار.. طفرة غير مسبوقة في ثروات الأثرياء عام 2025 وانتقال تاريخي للأموال عبر الأجيال
وكالات

يشهد العالم في عام 2025 توسعاً غير مسبوق في نادي المليارديرات، مع انضمام عدد جديد من أصحاب الثروات الضخمة، في ظاهرة تعكس التحولات العميقة التي يشهدها الاقتصاد العالمي، لا سيما في قطاع التكنولوجيا وأسواق المال.

ووفقاً لدراسة حديثة صادرة عن مجموعة «يو بي إس» السويسرية العملاقة للخدمات المصرفية، ارتفع عدد المليارديرات عالمياً إلى نحو 2900 شخص، يسيطرون مجتمعين على ثروة تقدر بـ15.8 تريليون دولار، مقارنة بنحو 2700 ملياردير بثروة إجمالية قاربت 14 تريليون دولار فقط قبل عام واحد.

اتساع فجوة الثروة يقودها صعود التكنولوجيا والأسهم

الدراسة التي استعرضتها صحيفة «وول ستريت جورنال» تكشف أن هذا النمو اللافت جاء مدفوعاً بطفرة تقييمات شركات التكنولوجيا وارتفاع أسعار الأسهم، ما ساهم في تعميق الفجوة عند قمة هرم الثروة العالمية.

وبحسب «يو بي إس»، فإن مكاسب الاستثمارات خلال الاثني عشر شهراً المنتهية في أبريل 2025 لعبت دوراً رئيسياً في تضخيم ثروات الأثرياء، رغم الاضطرابات المؤقتة التي شهدتها الأسواق عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب ما يعرف بـ«تعريفات يوم التحرير»، قبل أن تستعيد الأسواق اتجاهها الصعودي لاحقاً.

2025 عام قياسي لثروات الميراث بين المليارديرات

أحد أبرز ملامح التقرير يتمثل في الارتفاع غير المسبوق لثروات الميراث، إذ أشار «يو بي إس» إلى أن أزواج وأبناء المليارديرات ورثوا خلال 2025 ثروات تفوق أي عام سابق منذ بدء رصد البيانات عام 2015.

وخلال عام واحد فقط، أصبح 91 شخصاً من أصحاب المليارات عبر الميراث، بإجمالي ثروات بلغت نحو 298 مليار دولار، بزيادة تجاوزت الثلث مقارنة بعام 2024، في مؤشر واضح على تسارع انتقال الثروات بين الأجيال.

5.9 تريليونات دولار تنتظر الانتقال خلال 15 عاماً

ويقدّر البنك السويسري أن ما لا يقل عن 5.9 تريليونات دولار من ثروات المليارديرات ستنتقل إلى الأبناء خلال الخمسة عشر عاماً المقبلة، مع توقع أن تتركز النسبة الأكبر من هذا التحول في الولايات المتحدة، تليها الهند، ثم فرنسا وألمانيا وسويسرا.

ويقول جون ماثيوز، رئيس إدارة الثروات الخاصة في «يو بي إس» بالولايات المتحدة، إن العالم يشهد تسارعاً واضحاً في نمو عدد المليارديرات، موضحاً أن هذا التسارع يأتي من مصادر متعددة، سواء عبر رواد الأعمال الجدد أو من خلال الثروات الموروثة.

مليارديرات جدد من قطاعات متنوعة خارج التكنولوجيا

ورغم هيمنة مليارديرات التكنولوجيا على المشهد الاقتصادي العالمي بثروات تضاهي موازنات دول، إلا أن التقرير يلفت إلى أن المليارديرات الجدد في 2025 ينتمون إلى طيف واسع من القطاعات.

ومن بينهم بن لام، مؤسس شركة «كولوسال بايوساينسز» العاملة في التقنيات الحيوية المتقدمة، وميشيل دوريل الشريك المؤسس لشركة «ستون بيك بارتنرز» للاستثمار في البنية التحتية، إضافة إلى الأخوين تشانغ مالكي سلسلة «ميشو آيس كريم آند تي» في الصين، إلى جانب ملياردير العملات المشفرة جاستن سون.

في المقابل، ورث 91 مليارديراً جديداً ثرواتهم، من بينهم 15 فرداً من عائلتين تنشطان في قطاع الصناعات الدوائية في ألمانيا.

«التحول الكبير في الثروة» بدأ فعلياً

يرى ماثيوز أن ما يُعرف بـ«التحول الكبير في الثروة»، الذي تحدث عنه الخبراء منذ أكثر من عقد، بدأ يتجسد على أرض الواقع، مشبهاً المرحلة الحالية بالشوط الثاني من مباراة بيسبول من تسعة أشواط، في إشارة إلى أن الجزء الأكبر من انتقال الثروات لم يحدث بعد.

ويوضح أن قسماً كبيراً من هذه الثروات ينتقل أولاً إلى الشركاء الباقين على قيد الحياة، وغالباً الزوجات، قبل أن يصل لاحقاً إلى الجيل التالي، ما يعيد رسم خريطة ملكية الأصول الكبرى عالمياً.

أرقام موازية: 3508 مليارديرات بثروة 13.4 تريليون دولار

وفي تحليل منفصل أجرته شركة «ألتراتـا» المتخصصة في بيانات الثروة، قُدّر عدد المليارديرات في العالم بنحو 3508 أفراد، يمتلكون مجتمعين حوالي 13.4 تريليون دولار.

وتشير هذه البيانات، التي نشرتها «وول ستريت جورنال»، إلى أن نحو ثلث المليارديرات يتمركزون في الولايات المتحدة، بينما تحتل الصين المرتبة الثانية بـ321 مليارديراً يملكون قرابة 10% من الثروة العالمية.

تغير خريطة الاستثمارات العالمية للأثرياء

التقرير يرصد أيضاً تحولات واضحة في وجهات استثمار المليارديرات الجدد، إذ تراجعت جاذبية أميركا الشمالية كأفضل وجهة للاستثمار على المدى القصير إلى 63%، مقارنة بـ81% قبل عام واحد.

في المقابل، ازدادت جاذبية مناطق مثل أوروبا الغربية والصين وآسيا والمحيط الهادئ، في انعكاس لرغبة متزايدة لدى الأثرياء في تنويع استثماراتهم خارج السوق الأميركية.

مخاوف مختلفة حسب الجغرافيا

وتعكس هذه التحولات مخاوف متباينة بين المليارديرات حول العالم، حيث يضع الأثرياء في آسيا الرسوم الجمركية في مقدمة التحديات المتوقعة خلال العام المقبل، في ظل تصاعد حروب التجارة واضطراب سلاسل الإمداد.

أما في الولايات المتحدة، فيركز المليارديرات بشكل أكبر على مخاطر التضخم والتوترات الجيوسياسية، باعتبارها التهديد الأبرز لاستقرار ثرواتهم واستثماراتهم، وسط استمرار السياسات النقدية المتشددة وتداخل الملفات الدولية في رسم ملامح الاقتصاد العالمي.