لافروف يحذر من تغييرات خطيرة في موازين القوى بالبلقان.. ويؤكد: اتفاق دايتون هو الضامن الوحيد لاستقرار البوسنة والهرسك


الجريدة العقارية الاحد 14 ديسمبر 2025 | 08:41 مساءً
لافروف يحذر من تغييرات خطيرة في موازين القوى بالبلقان.. ويؤكد: اتفاق دايتون هو الضامن الوحيد لاستقرار البوسنة والهرسك
لافروف يحذر من تغييرات خطيرة في موازين القوى بالبلقان.. ويؤكد: اتفاق دايتون هو الضامن الوحيد لاستقرار البوسنة والهرسك
وكالات

حذّر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف من اتجاهات وصفها بـ«الخطيرة» تهدف إلى زيادة القدرات العسكرية في منطقة البلقان وإحداث تغييرات في موازين القوة، مشيراً إلى أن هذه السياسات تهدد الاستقرار الإقليمي وتتناقض مع قواعد القانون الدولي المعمول بها.

وأكد لافروف أن بعض الدول الغربية تسعى إلى فرض واقع جديد في المنطقة عبر تجاوز الأطر الدولية الشرعية، في مقدمتها قرارات مجلس الأمن الدولي، وهو ما يفتح الباب أمام تصعيد سياسي وأمني واسع النطاق.

اتهام الغرب بمحاولة «خصخصة» تسوية البوسنة والهرسك

جاءت تصريحات لافروف ضمن مقال نشرته صحيفة «بوليتيكا» الصربية بعنوان «نص وروح اتفاق دايتون.. مفتاح السلام والاستقرار في البوسنة والهرسك»، حيث اتهم الغرب بمحاولة خصخصة عملية التسوية في البلاد.

وأوضح الوزير الروسي أن هذه المحاولات تشمل العمل على إنشاء آليات رقابية بديلة خارج إطار الأمم المتحدة لمتابعة الوضع في البوسنة والهرسك، مع تجاهل الصيغة الدولية التي أُقرت بعد انتهاء الحرب.

تجاهل القانون الدولي نموذج متكرر

واعتبر لافروف أن ما يحدث في البوسنة والهرسك يمثل مثالاً واضحاً على تجاهل القانون الدولي، مشيراً إلى أن هذا النهج ليس استثناءً، بل يتكرر في أزمات أخرى.

ولفت إلى إخفاق السلطات الأوكرانية، بدعم من برلين وباريس، في تنفيذ حزمة إجراءات مينسك التي أقرها مجلس الأمن الدولي، مؤكداً أن هذا السلوك يعكس سياسة مزدوجة المعايير في التعامل مع النزاعات الدولية.

اتفاق دايتون الضامن الوحيد للاستقرار

وشدد وزير الخارجية الروسي على أن تحقيق مصالحة عرقية مستدامة في البوسنة والهرسك، وضمان الأمن في منطقة البلقان بشكل عام، لا يمكن أن يتم إلا من خلال الالتزام بالمنصة القانونية الدولية المتمثلة في اتفاق دايتون.

وأكد أن الاتفاق، الذي أنهى الحرب عام 1995، لا يزال يشكل الأساس الوحيد القادر على حفظ التوازن السياسي وضمان حقوق جميع المكونات داخل الدولة.

رفض أي تعديلات دون توافق داخلي

وأشار لافروف إلى أن أي تغييرات على اتفاق دايتون لا يمكن فرضها من الخارج، موضحاً أنها يجب أن تتم حصراً عبر قرارات توافقية تعتمدها جميع شعوب البوسنة والهرسك.

وأضاف أن هذا المسار ينبغي أن يتم من خلال حوار قائم على الاحترام المتبادل، دون تدخل خارجي، ووفقاً للإجراءات الدستورية المعمول بها داخل البلاد.

موقف روسي ثابت من تسوية البوسنة

وأكد لافروف أن روسيا، بصفتها عضواً دائماً في مجلس الأمن الدولي وشريكاً مسؤولاً في عملية تسوية النزاع، تدعم بشكل ثابت اتفاق دايتون ومبادئه الأساسية.

وأوضح أن هذه المبادئ تقوم على المساواة في الحقوق بين الشعوب الثلاثة المكونة للبوسنة والهرسك، إضافة إلى صلاحيات واسعة للكيانين السياسيين داخل الدولة.

دعوة للتنمية والاستقرار في البلقان

ودعا وزير الخارجية الروسي المجتمع الدولي والأطراف البوسنية إلى الالتزام بهذه الأسس من أجل تحقيق تنمية ناجحة ومستدامة للبوسنة والهرسك، وضمان ازدهار ورفاهية جميع المواطنين، إضافة إلى توفير أمن طويل الأمد في منطقة البلقان.

كوسوفو واتهام الغرب بتجاهل قرار مجلس الأمن

وفي ما يتعلق بإقليم كوسوفو، أكد لافروف أن الدول الغربية الداعمة للسلطات الانفصالية تتجاهل منذ سنوات طويلة قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1244.

وأشار إلى أن هذه الدول، بعد اعترافها باستقلال الإقليم من جانب واحد، تواصل تشجيع ما وصفه بالتجاوزات المعادية للصرب من قبل قيادة بريشتينا.

تحالفات عسكرية و«جيش غير شرعي»

وأضاف لافروف أن هذه التجاوزات تشمل خطوات تهدف إلى إنشاء جيش غير شرعي لألبان كوسوفو، إلى جانب إشراك بريشتينا في تحالفات عسكرية مع دول ذات سيادة.

واعتبر أن هذه التحركات تؤكد وجود مسار متعمد لزيادة القدرات العسكرية في البلقان، بما يؤدي إلى تغيير موازين القوة وتهديد الاستقرار الإقليمي.