مصر تقود الطريق في الشرق الأوسط بأول مرفق لوقود الطيران المستدام


الجريدة العقارية الاحد 14 ديسمبر 2025 | 05:44 مساءً
وقود الطيران المستدام
وقود الطيران المستدام
محمد فهمي

أكد علي شيخ، الخبير الاقتصادي، أن مشروع وقود الطيران المستدام في مصر سيكون الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، موضحًا أن الوقود المستدام للطيران قادر على خفض انبعاثات الكربون في واحدة من أكثر القطاعات انبعاثًا للغازات الدفيئة في العالم.

وقال شيخ خلال مداخلة مع قناة الشرق بلومبرج، إن وقود الطيران المستدام يوفر نحو 500 ألف طن سنويًا من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، مشيرًا إلى أن التكنولوجيا المستخدمة تعتمد على المخلفات المحلية في مصر، مثل الدهون الحيوانية وبعض المخلفات الأخرى، وتعتبر هذه التكنولوجيا "Drop-in fuel"، أي يمكن استخدامها في محركات الطائرات الحالية دون أي تعديل.

وأوضح أن اختيار مصر كموقع لأول مشروع للمرفق يعود إلى القيادة الرشيدة في البلاد، إضافة إلى توافر المواد الأولية والمخلفات بكميات كبيرة تتيح توفير ميزة تنافسية على مدى العشرين سنة القادمة. 

وأكد أن المشروع لا يهدف فقط لإنتاج الوقود، بل لبناء منظومة كاملة تشمل تجميع المواد الأولية وتشجيع الأطراف الثالثة المحلية على المشاركة، مع شراء المواد الأولية منهم بجانب ما سيتم جمعه داخليًا.

وحول الإطار الزمني للمشروع، أفاد شيخ بأن عملية البناء ستبدأ في يناير المقبل، وستستغرق سنتين، ليكون المرفق جاهزًا لإنتاج أول دفعة من الوقود المستدام في أفريقيا والشرق الأوسط، بكمية أولية تصل إلى 200 ألف طن متري، 100% منها للتصدير.

 وأوضح أن المشروع يستهدف خلال عشر سنوات تحقيق صادرات بقيمة تتراوح بين 5 و6 مليارات دولار.

وأشار إلى أن المرحلة الأولى من الاستثمار ستكون بقيمة 200 مليون دولار في شكل استثمارات أجنبية مباشرة، مؤكداً أن شركة "جرين سكاي كابيتال" تتمتع بخبرة تتجاوز 30 عامًا في تقديم التمويل، وتعكس ثقة دول مجلس التعاون الخليجي في القيادة المصرية.

ولفت شيخ إلى أهمية توقيع الاتفاق مع شركة "شل"، مؤكداً أن دعمها يعكس التزامًا بالمشروع ويساهم في خفض الانبعاثات الكربونية عالميًا، مؤكدًا أن المشروع بدون دعم مثل هذا لن يكون ممكنًا في مصر.

وعن حجم السوق العالمي لوقود الطيران المستدام، أوضح شيخ أن السوق يتوقع أن يصل حجمه خلال السنوات العشرين القادمة بين 50 و100 مليار دولار، مشيرًا إلى أن هناك نحو 9 إلى 10 مرافق حول العالم، وأن مشروع مصر سيكون الأول في أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وسيتيح توفير 500 ألف طن من انبعاثات الكربون، أي ما يعادل إزالة 250 ألف سيارة من الطرق سنويًا.

وقال شيخ إن المشروع يمثل خطوة مهمة لمصر في قطاع الطاقة المستدامة، ويعزز موقعها الإقليمي في مجال التحول للطاقة النظيفة، مع إمكانية توسيع نطاق إنتاج وقود الطيران المستدام مستقبلاً لتلبية احتياجات السوق المحلي والدولي.