"الذهب لم يعد ملاذا آمنا".. تحذير دولي عاجل من شراء الذهب خلال هذه الفترة


الجريدة العقارية الاحد 14 ديسمبر 2025 | 03:25 مساءً
تحذير دولي عاجل من شراء الذهب خلال هذه الفترة
تحذير دولي عاجل من شراء الذهب خلال هذه الفترة
محمد عاطف

 كشف بنك التسويات الدولية، في تقريره الفصلي الأخير حول تطورات الأسواق العالمية، أن الارتفاع الأخير في أسعار الذهب تقوده بشكل أساسي فئة المستثمرين الأفراد، وهو ما دفع المعدن النفيس إلى الابتعاد عن دوره التقليدي كملاذ آمن، ليقترب بصورة متزايدة من كونه أصلًا للمضاربة، بحسب ما نقلته وكالة “بلومبرج”.

تحذير دولي عاجل من شراء الذهب خلال هذه الفترة 

وأوضح التقرير، الصادر من مقر البنك في مدينة بازل السويسرية، أن موجة الصعود الحالية ربما بدأت بدخول مستثمرين مؤسسيين بحثًا عن أدوات تحوط في ظل تصاعد المخاوف من المبالغة في تقييمات أسواق الأسهم، إلا أن البيانات تشير إلى أن المستثمرين الأفراد لعبوا دورًا محوريًا في تضخيم هذا الاتجاه، سعيًا للاستفادة من الزخم السعري والاهتمام الإعلامي المتزايد بالذهب.

تحركات غير معتادة في أسعار الذهب 

وقال هيون سونج شين، رئيس قسم النقد والاقتصاد في بنك التسويات الدولية، إن الذهب سجل تحركات غير معتادة خلال الفترة الأخيرة، موضحًا أن المعدن الأصفر ارتفع بالتزامن مع أصول عالية المخاطر، وهو ما يخالف نمطه التاريخي. وأضاف: “الذهب ابتعد عن سلوكه التقليدي كملاذ آمن، وأصبح أقرب بكثير إلى أصل مضاربي”.

وبحسب بيانات البنك، ارتفعت أسعار الذهب بنحو 20% منذ بداية شهر سبتمبر الماضي، وهو التوقيت الذي بدأت فيه فترة مراجعة التقرير، حيث أظهرت تدفقات المحافظ الاستثمارية أن جزءًا كبيرًا من هذا الارتفاع جاء مدفوعًا بما وصفه البنك بـ”المستثمرين الساعين وراء الاتجاهات”، الذين تحركوا استجابة لحالة الزخم والضجة الإعلامية المحيطة بالذهب.

وأشار التقرير إلى أن هذه القفزة السعرية تزامنت مع توقعات واسعة بخفض أسعار الفائدة عالميًا، ما عزز شهية المخاطرة لدى المستثمرين وقلّص المخاوف المرتبطة بتباطؤ اقتصادي محتمل، الأمر الذي دعم الإقبال على الذهب وغيره من الأصول.

وفي سياق متصل، لفت بنك التسويات الدولية إلى أن أسواق الأسهم، خاصة أسهم التكنولوجيا المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، واصلت الصعود بعد التراجع الذي أعقب الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أبريل الماضي، إلا أن القلق من التقييمات المبالغ فيها ما زال قائمًا.

وأكد البنك أن الفترة الأخيرة تمثل حالة نادرة، إذ تعد من المرات القليلة خلال الخمسين عامًا الماضية التي يدخل فيها كل من الذهب والأسهم معًا ما وصفه بـ”المنطقة الانفجارية”، في إشارة إلى مخاطر الفقاعات السعرية المحتملة.