خبير: ارتفاع أسعار النفط مرتبط بالتصعيد الأمريكي تجاه فنزويلا وخيارات واشنطن محدودة


الجريدة العقارية الجمعة 12 ديسمبر 2025 | 09:22 مساءً
أسعار النفط
أسعار النفط
محمد فهمي

قال الخبير النفطي مصطفى البزركان إن القفزة الأخيرة في أسعار النفط جاءت بعد انخفاض بلغ 1.6% خلال اليومين الماضيين، معتبرًا أن الإجراءات الأمريكية الأخيرة تمثل عامل ضغط مباشر على الأسواق. 

وأوضح أن الحظر الذي فرضته واشنطن على ست ناقلات نفط، والسيطرة على ناقلة تحمل نحو 1.8 مليون برميل، يحمل رسالة تصعيد واضحة.

وأكد البزركان أن الولايات المتحدة "لا يمكنها تحمّل استمرار هذا الوضع"، نظرًا لاعتماد محطات التكرير الأمريكية على النفط الفنزويلي الثقيل، الذي لا يتوفر له بديل قريب جغرافيًا أو تقنيًا، مرجحًا أن يتصاعد الضغط الأمريكي لكنه سيقود في النهاية إلى حلول سياسية.

تأثير التصعيد العسكري المحتمل

وفي ردّه على سؤال بشأن احتمالات التصعيد العسكري، قال البزركان إن أي مواجهة أو ضغط عسكري مباشر على فنزويلا قد يرفع أسعار النفط ما بين 2% إلى 3%، مشيرًا إلى أن تأثيرات الأزمة لا تقتصر على فنزويلا وحدها، بل تمتد إلى روسيا وإيران باعتبارهما من حلفائها.

خصومات النفط الفنزويلي وتأثيرها على الأسعار

وتعليقًا على طلب المشترين الآسيويين خصومات أكبر على النفط الفنزويلي بسبب زيادة تدفق النفط الخاضع للعقوبات من روسيا وإيران، أشار البزركان إلى أن "أسعار الشحن ستكون عاملاً حاسمًا"، موضحًا أن تكاليف الشحن في جنوب آسيا قفزت بأكثر من 400%.

وأضاف أن هناك "ظاهرة جديدة" تتمثل في توجه ست ناقلات من آسيا إلى الشرق الأوسط فارغة لتحميل النفط الخام، ما يعكس ارتفاع الطلب المتوقع في الصين والهند. ورغم ذلك، يرى البزركان أن أسعار النفط لن تبقى منخفضة، مرجحًا بقاءها عند مستوى 65 دولارًا، في ظل تقديرات غير واقعية — بحسب وصفه — تتوقع هبوطها إلى 50 أو 55 دولارًا.

هل بدأت الأسواق تسعير احتمالية السلام بين روسيا وأوكرانيا؟

وحول تأثير احتمال تحقيق السلام بين روسيا وأوكرانيا، قال الخبير النفطي إن التأثير سيكون "إيجابيًا وسلبيًا في آن واحد". فرفع العقوبات قد يعيد النفط الروسي إلى الأسواق العالمية بأسعاره الطبيعية، بينما يؤدي توقف الخصومات الكبيرة إلى تغيرات في اتجاهات التوريد الحالية نحو الصين والهند.

أوبك ووكالة الطاقة: تباين في توقعات الطلب العالمي

وعن توقعات أوبك ووكالة الطاقة الدولية، أوضح البزركان أن هناك دائمًا "فارقًا جوهريًا" بين الجهتين، فوكالة الطاقة تمثل الدول المستهلكة وغالبًا ما تحمل تقاريرها أبعادًا سياسية، في حين أن تقارير أوبك وأوبك+ — وفق قوله — أقرب إلى الواقع.

وتوقع البزركان أن تتضح الصورة بشكل أكبر خلال الربع الأول من العام المقبل، خاصة مع استمرار الضبابية بشأن مستويات الطلب والمعروض، بالإضافة إلى عوامل إضافية مثل الوضع في فنزويلا ومستقبل العقوبات على النفط الروسي والإيراني.