سجل العجز التجاري في الولايات المتحدة هبوطًا ملحوظًا خلال سبتمبر/أيلول 2025، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ ذروة جائحة كورونا عام 2020، وذلك في وقت بدأت فيه الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب تأثيرها على حركة الواردات.
وانخفض العجز التجاري الإجمالي بنسبة 10.9% ليبلغ 52.8 مليار دولار، وفق بيانات وزارة التجارة الأمريكية، وهو أدنى مستوى يُسجَّل منذ منتصف عام 2020.
ارتفاع الصادرات وتباطؤ الواردات
أظهرت البيانات ارتفاعًا في الصادرات الأمريكية بنسبة 3% لتصل إلى 289.3 مليار دولار، في حين ارتفعت الواردات بشكل طفيف بلغ 0.6% لتسجل 342.1 مليار دولار.
ويأتي هذا التقرير ضمن سلسلة من المؤشرات الاقتصادية الرسمية التي تأخّر صدورها لأكثر من شهر بسبب الإغلاق الحكومي الذي امتد من أكتوبر حتى منتصف نوفمبر، وأربك دوائر صنع القرار والشركات بسبب غياب البيانات الدورية حول أداء أكبر اقتصاد عالمي.
تأثير الرسوم الجمركية الجديدة
تعكس الأرقام استمرار تأثير التعريفات الجمركية المشددة التي فرضتها إدارة ترامب هذا العام، والتي شملت عشرات الشركاء التجاريين، ما تسبب في اضطراب ملحوظ في واردات الولايات المتحدة منذ أغسطس.
وفي 7 أغسطس، دخلت رسوم جمركية عالمية أكثر صرامة حيز التنفيذ، استهدفت سلعًا من اقتصادات كبرى مثل الاتحاد الأوروبي واليابان. وتسببت التغييرات المتسارعة في الرسوم في دفع المستوردين إلى تخزين البضائع قبل الزيادات المرتقبة، وهو ما أثّر بشكل واضح على حركة التجارة.
وقدّر مختبر الميزانية في جامعة ييل أن المستهلكين يواجهون الآن أعلى معدل فعلي للرسوم الجمركية منذ ثلاثينيات القرن الماضي.
التوتر التجاري بين واشنطن وبكين
شهد العام تصعيدًا متبادلًا بين الولايات المتحدة والصين، حيث ارتفعت الرسوم الجمركية إلى مستويات تجاوزت 100% في بعض السلع، ما أدى إلى إبطاء كبير في التدفقات التجارية بين البلدين. ورغم توصل الجانبين إلى تهدئة نسبية مؤخرًا، فإن الاستقرار لا يزال هشًا.
كما اتخذ ترامب خطوات لإنهاء إعفاء الشحنات منخفضة القيمة التي كانت تدخل البلاد دون رسوم، ما أدى إلى زيادة التكاليف على المستهلكين والتجار.
توقعات الخبراء: الانخفاض قد لا يستمر
على الرغم من تراجع العجز التجاري بشكل مفاجئ، فقد حذّر أوليفر ألين، كبير الاقتصاديين في «بانثيون ماكرو إيكونوميكس»، من أن هذا الانخفاض "يعكس بشكل شبه كامل قفزة استثنائية في صادرات سبائك الذهب"، مشيرًا إلى أن هذا النمو لن يستمر في الربع الأخير من العام.
وأضاف ألين أن الرسوم الجمركية لم تحقق حتى الآن هدفها في تعزيز الإنتاج المحلي أو تقليل الاعتماد على الواردات بشكل ملحوظ.
وتُظهر البيانات أن واردات السلع الأمريكية ارتفعت إجمالًا في سبتمبر، بينما تراجعت واردات السلع الرأسمالية مثل الأجهزة الإلكترونية والحواسيب.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض