اتصال هاتفي بين مودي وترامب يعيد إحياء المفاوضات التجارية بين الهند والولايات المتحدة


الجريدة العقارية الخميس 11 ديسمبر 2025 | 07:28 مساءً
اتصال هاتفي بين مودي وترامب يعيد إحياء المفاوضات التجارية بين الهند والولايات المتحدة
اتصال هاتفي بين مودي وترامب يعيد إحياء المفاوضات التجارية بين الهند والولايات المتحدة
وكالات

شهدت العلاقات بين الهند والولايات المتحدة تطوراً جديداً بعد مكالمة هاتفية أجراها رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك في وقت تعكف فيه الوفود الفنية على استكمال مسار المفاوضات الرامية إلى الوصول لاتفاق تجاري شامل تأخر لسنوات.

تأتي المكالمة في توقيت حرج، بعد شهور من التوتر عقب قرار ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 50 بالمئة على معظم الواردات الهندية، على خلفية استمرار نيودلهي في شراء النفط الروسي بأسعار تفضيلية، وهو ما تعتبره واشنطن تمويلاً غير مباشر للحرب في أوكرانيا.

اتصال رفيع المستوى يعيد الزخم للعلاقات الثنائية

مودي وصف الاتصال بأنه كان "ودياً وبنّاءً"، مؤكداً بحث الطرفين التقدّم المحرز في ملفات التعاون والتطورات الإقليمية والدولية. وتزامنت المكالمة مع ختام زيارة استمرت يومين لنائب الممثل التجاري الأمريكي ريك سويتزر إلى نيودلهي، في مؤشر على تسارع وتيرة المفاوضات ومحاولة إحراز اختراق في الملفات العالقة.

وذكرت الحكومة الهندية أن الجانبين ناقشا توسيع نطاق التعاون في مجالات التكنولوجيا الحيوية والطاقة والدفاع والأمن، إلى جانب التركيز على زيادة الانفتاح التجاري بين البلدين. وأكدت أنّ الحفاظ على الزخم في الجهود المشتركة لتعزيز التجارة بات ضرورة ملحّة.

ضغط أمريكي متزايد ومطالب بفتح قطاعات حساسة

الولايات المتحدة تواصل الضغط على الهند من أجل تسهيل الوصول إلى قطاعات رئيسية، من بينها القطاع الزراعي الذي يُعد أحد أكثر الملفات الخلافية في المحادثات. وتصرّ واشنطن على أن الرسوم الأمريكية جاءت نتيجة اختلالات كبيرة في الميزان التجاري، وتحديداً مع اتساع العجز في تجارة السلع.

وسبق أن كانت الهند من أوائل الدول التي دخلت في حوار تجاري مع الولايات المتحدة عقب إعلان ترامب فرض رسوم جمركية واسعة على معظم شركائه التجاريين، إلا أنها تظل واحدة من القوى الاقتصادية الكبرى القليلة التي لم تتوصل لاتفاق نهائي، وهو ما يلقي بظلاله على الوظائف والأسواق والاستثمارات.

تجارة متنامية وعجز أمريكي متصاعد

يُصنّف الاقتصاد الهندي باعتباره الأسرع نمواً بين الاقتصادات الكبرى عالمياً، كما سجّلت البلاد عجزاً كبيراً في تجارة السلع مع الولايات المتحدة بلغ 45.8 مليار دولار في عام 2024. ورغم إعفاء صادرات استراتيجية مثل الهواتف الذكية والأدوية الجنيسة من الرسوم الأمريكية، فإن قطاعات صناعية أخرى تعتمد على كثافة العمالة لا تزال متضررة.

نيودلهي وموسكو… شراكة لا تخفي قلق واشنطن

تواصل الهند تعزيز علاقاتها التاريخية مع روسيا، أكبر مورّديها للسلاح، وهو ما يثير حساسية في واشنطن. وقد حظي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستقبال واسع خلال زيارته الأخيرة لنيودلهي، حيث اتفق الجانبان على تعزيز التعاون في ملفات حيوية، ما يضع الهند في موقع جيوسياسي معقد وسط اشتداد المنافسة الدولية.