تحذيرات رسمية من خسائر كبيرة لمستثمري الفضة بعد الارتفاعات القياسية الغير مسبوقة

أطلقت مديرة صندوق الاستثمار الوحيد المتخصص في الفضة داخل السوق الصينية سلسلة جديدة من التحذيرات للمستثمرين، محذّرة من أن موجة الارتفاع القياسي لأسعار المعدن الأبيض قد تنقلب سريعاً وتؤدي إلى خسائر كبيرة، خصوصاً لأولئك الذين يندفعون للشراء عند ذروة الأسعار دون دراسة.

علاوات سعرية غير مسبوقة على وحدات صندوق الفضة

تداول صندوق UBS SDIC Silver Futures Fund LOF بنحو 12% فوق قيمة أصوله الحقيقية، وهو أعلى مستوى علاوة يسجله منذ تأسيسه، ما يعكس موجة قوية من الطلب المُوجّه للمضاربة لا للاستثمار طويل الأجل.

وتكشف هذه الفجوة بين سعر الوحدات وقيمة الأصول عن حالة فقاعة سعرية، دفعت شركة UBS SDIC Fund Management لإصدار التحذير الخامس خلال شهر واحد.

وحذّرت الشركة بوضوح من أن المستثمرين الذين يشترون وحدات الصندوق بعلاوات مرتفعة قد يتعرّضون لخسائر قاسية إذا شهدت الفضة أي تصحيح مفاجئ، خاصة أن الصندوق يُعد من الأدوات القليلة المتاحة لزيادة الانكشاف على الفضة في السوق الصينية.

ارتفاعات قياسية للفضة تدفع موجة المضاربة

وقفزت أسعار الفضة عالميًا إلى أكثر من الضعف منذ بداية العام، مسجّلة مستوى قياسيًا تجاوز 62 دولارًا للأونصة بعد قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بخفض الفائدة للمرة الثالثة على التوالي.

وشهدت السوق موجة تاريخية من تغطية المراكز المكشوفة خلال أكتوبر، الأمر الذي تسبب في شح الإمدادات وزيادة زخم الارتفاع.

كما صعدت أحجام تداول العقود الآجلة للفضة في بورصة شنغهاي إلى مستويات قاربت الأرقام المسجلة خلال أزمة السوق قبل شهرين، ما يؤكد تسارع نشاط المضاربة بشكل غير مسبوق.

قلة أدوات الاستثمار تعزز فقاعة السوق

قال الباحث سونغ جيانغتشن من أكاديمية سوق الذهب الجنوبية في قوانغدونغ، إن محدودية المنتجات الاستثمارية المرتبطة بالفضة داخل السوق الصينية دفعت المزيد من المستثمرين نحو الصندوق الوحيد المتاح، مما أدى إلى ارتفاع علاوته السعرية.

وأضاف أن هذا الوضع "محفوف بالمخاطر"، مشيرًا إلى أنه في حال تراجع أسعار الفضة عالميًا فإن الضرر على المستثمرين في الصندوق سيكون أكبر بسبب اتساع الفجوة بين السعر والقيمة الفعلية.

ورغم الطلب الإعلامي للتعليق، لم تصدر شركة UBS SDIC Fund Management أي توضيحات إضافية بشأن الأزمة المتنامية.

تحول في سلوك المستثمر الصيني تجاه الفضة

تُعد الصين أكبر مستهلك للفضة في العالم، وكان يُنظر إلى المعدن تقليديًا باعتباره مادة صناعية أكثر منه أصلًا استثماريًا.

لكن الارتفاع القياسي في أسعار الذهب خلال العام، إلى جانب القفزات الحادة في الفضة، دفع المستثمرين لإعادة تقييم المعدن الأبيض باعتباره فرصة استثمارية، ما فتح الباب أمام موجة مضاربة واسعة.

الجهات التنظيمية تتحرك لضبط الأسواق

أدى نشاط المضاربة المرتفع هذا العام، سواء في الفضة أو في سوق الأسهم، إلى لفت انتباه السلطات الصينية التي تفضّل المكاسب المستقرة وتتحاشى تكوين فقاعات سعرية.

وقالت جيني يان، كبيرة محللي الاقتصاد الصيني في بنك ICBC Standard Bank، إن الجهات التنظيمية تعمل على حماية المستثمرين الأفراد الذين يعتمدون على شعور "الثروة المالية" لتحفيز سلوكهم الاستهلاكي.

توقعات استمرار الزخم مع تصاعد المخاطر

زاد التوجه التيسيري للاحتياطي الفيدرالي توقعات استمرار الطلب على المعادن النفيسة خلال الأشهر المقبلة.

وأشار سونغ إلى أن الفضة قد تسجل مستويات أعلى خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر المقبلة، إلا أن المخاطر كبيرة، لأن قسماً كبيراً من التدفقات الحالية يتخذ طابعًا مضاربًا بحتًا.