خبيرة أسواق مالية: الذهب سيظل الملاذ الآمن في ظل تقلبات الأسواق


الجريدة العقارية الاحد 07 ديسمبر 2025 | 06:50 مساءً
سعر الذهب
سعر الذهب
محمد فهمي

قالت محللة أسواق المال العالمية، أسيل العرنكي، إن التحولات في سياسات الفيدرالي خلال عام 2025 انتقلت من التركيز على حماية التضخم إلى الاهتمام بسوق العمل، مشيرةً إلى تصريحات جيروم باول حول تخفيضات الفائدة المنتظرة في اجتماعات سبتمبر/أكتوبر والديسمبر. 

وأوضحت في مداخلة مع قناة  إكسترا نيوز، أن الأسواق شهدت تقلبات متعددة نتيجة التغيرات المتسارعة في التوقعات، إذ وصل احتمال خفض الفائدة في الاجتماع المرتقب إلى أكثر من 80% وفقًا لأداة "CME FedWatch Tool"، كما عدّلت بعض المؤسسات المالية مثل بنك مورغان توقعاتها من تثبيت الفائدة إلى خفض قدره 25 نقطة أساس، مما انعكس بشكل مباشر على أسعار الذهب والمعادن الأخرى.

وعن تصريحات باول في أكتوبر، التي أشارت إلى ضرورة خفض الفائدة مرتين على الأقل خلال العام، قالت العرنكي إن السوق استجاب لهذه التوقعات، لكنها لفتت إلى حالة الانقسام داخل الفيدرالي، وتغيّر القيادة المرتقب بعد نهاية فترة باول، ما يزيد من حالة عدم اليقين بالنسبة للأسواق الأمريكية والعالمية، ويجعل اجتماع ديسمبر حاسمًا في تحديد توجهات السياسة النقدية حتى عام 2026.

وحول بيانات طلبات إعانة البطالة، أشارت العرنكي إلى أن تسجيل 191 ألف طلب خلال الأسبوع المنتهي في 29 نوفمبر 2025 يمثل أدنى قراءة منذ سبتمبر 2022، مضيفةً أن هذه البيانات لا تعكس الصورة الكاملة للاقتصاد بسبب الإغلاق الحكومي وتأخر صدور بعض المؤشرات، مما يجعل التركيز على سياسة الفيدرالي أمرًا أكثر أهمية من البيانات الحالية.

وتطرقت العرنكي إلى القطاعات الأكثر استفادة من خفض الفائدة المتوقع، موضحةً أن الشركات الصغيرة والمتوسطة، أسواق الأسهم، قطاع العقارات والتمويل العقاري، بالإضافة إلى الاقتصادات الناشئة والشركات المعتمدة على التمويل والتوسع، ستستفيد بشكل مباشر من انخفاض تكلفة الاقتراض وتعزيز الاستثمار.

وعن تأثير قرارات الفيدرالي على البنوك المركزية الأخرى والأسواق الناشئة، أشارت العرنكي إلى أن السياسة الأمريكية ستؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، إذ يميل خفض الفائدة الأمريكي إلى تهدئة التوجهات التشددية للبنوك المركزية الأخرى، ومنحها وقتًا لمراقبة الاقتصاد قبل اتخاذ أي قرارات إضافية.

وأكدت العرنكي أن المعادن الثمينة، وخصوصًا الذهب والفضة، ستشهد تحركات مهمة نتيجة خفض الفائدة وضعف الدولار، ما يزيد الطلب على هذه الملاذات الآمنة، بينما قد تتعرض بعض قطاعات الأسهم، خصوصًا التكنولوجيا، لبعض التراجعات التصحيحية في حال استمرار حالة عدم اليقين.

وأوضحت أن الفضة، التي سجلت مكاسب كبيرة في عام 2025، قد تستمر في جذب المستثمرين أكثر من الذهب نظرًا لارتباطها بالطلب الصناعي والطاقة المتجددة، مشيرةً إلى أن الذهب سيظل يلعب دورًا مهمًا كملاذ آمن في ظل تقلبات الأسواق.

واختتمت العرنكي حديثها بالتأكيد على أن اجتماع الفيدرالي المقرر في التاسع أو العاشر من ديسمبر 2025 سيكون حاسمًا لتحديد التوجهات الاقتصادية والمالية حتى نهاية العام، مؤكدًة أن الأسواق العالمية تترقب النبرة التي سيتخذها البنك المركزي الأمريكي، والتي ستنعكس على جميع الأصول، بما فيها المعادن والأسهم والسندات.