الذهب عند 4224 دولارًا والفضة تتفوق.. توقعات بموجة ارتفاعات جديدة في 2026


الجريدة العقارية الاحد 07 ديسمبر 2025 | 06:42 مساءً
الذهب والفضة - أرشيفية
الذهب والفضة - أرشيفية
محمد فهمي

أكد شريف نبوي، محلل أسواق المال العالمية، أن الفضة سجلت هذا العام مكاسب قياسية بلغت نحو 100% قبل ثلاثة أسابيع تقريبًا من نهاية 2025، مشيرًا إلى أن هذا الأداء الاستثنائي يعود إلى مزيج من عوامل الطلب الصناعي والسياسة النقدية الأمريكية.

وقال نبوي في مداخلة مع قناة إكسترا نيوز: "الأسواق اليوم تنظر إلى المعادن ليس كملاذ آمن فقط، بل كأداة لقراءة اتجاه السياسة النقدية"، لافتا إلى أن صعود الفضة والذهب جاء انعكاسًا لتغير توقعات الفائدة الأمريكية، حيث بدأ الفيدرالي الأمريكي برئاسة جيروم باول اتباع سياسة أكثر مرونة تجاه أسعار الفائدة بسبب تباطؤ النمو وزيادة الطلب الصناعي، لا سيما على الفضة.

وأوضح أن الفضة تمر بدورة مختلفة عن الذهب، مشيرًا إلى الطلب الصناعي الضخم من قطاع الطاقة الشمسية والإلكترونيات، ما زاد من الطلب الحقيقي على المعدن، كما أشار إلى أن المضاربين والمستثمرين يتوقعون خفض الفائدة في الاجتماع القادم للفيدرالي، مما يقلل تكلفة الاحتفاظ بالأصول غير المدرة للعائد ويحفز موجة جديدة من المضاربة على الذهب والفضة.

وبشأن الذهب، قال نبوي إن وصول سعره عالمياً إلى 4224 دولارًا يعكس توقعات الأسواق بأن خفض الفائدة سيكون أسرع من التصريحات الرسمية، مؤكدًا أن المستثمرين يعتمدون على الذهب كتحوط ضد أي تباطؤ اقتصادي أو تغيرات محتملة في السياسات النقدية الأمريكية، وأضاف: "أي تثبيت أو توقف عن خفض الفائدة قد يؤدي إلى هزة في الأسواق، لكن توقعات السوق الحالية ما زالت تميل للتيسير النقدي وقطع الفائدة".

وعن توقعات الأسعار المستقبلية، أوضح نبوي أن الذهب والفضة معرضان للزيادة نتيجة تباطؤ النمو وضعف الدولار الأمريكي إذا استمرت سياسات التيسير النقدي، مع احتمال حدوث موجات تصحيحية صحية للسوق دون تأثير كبير على الاتجاه العام للأسعار.

وأشار أيضًا إلى أن العلاقة التقليدية بين الدولار والمعادن النفيسة لا تزال موجودة، لكنها أصبحت أقل حدية نتيجة الطلب الصناعي والتدفقات المالية وصعود المضاربات والعوامل الجيوسياسية، مما يجعل المعادن أكثر حساسية للتغيرات الاقتصادية والسياسية.

وحول توقعاته لعام 2026، أكد نبوي أن الفضة قد تحقق طفرة أخرى أعلى من الذهب بسبب الطلب الصناعي المتسارع، خاصة في مجالات التكنولوجيا والطاقة النظيفة، رغم أن مخاطرها أكبر وتقلباتها أعلى من الذهب.

وأضاف أن المحفظة الاستثمارية المتوازنة يجب أن تحتوي على 20% ذهب و10% فضة من حجم المعادن في المحفظة الكلية، موضحًا أن الذهب يعمل كتحوط للمخاطر مقارنة بالفضة الأكثر تقلبًا.

وأوضح نبوي أن الأسعار الحالية للمعادن النفيسة مدعومة بأساسيات قوية، لكنها شهدت زيادات سريعة نتيجة التدفقات الكبيرة والمضاربات، مؤكدًا أن أي تغير في توقعات الفيدرالي أو صعود الدولار قد يؤدي إلى جني أرباح سريع للمستثمرين، خاصة في الفضة.

وعن تأثير التغيرات المحتملة داخل الفيدرالي الأمريكي على 2026 و2027، قال نبوي إن حالة الانقسام وعدم الوضوح ستزيد من توجه المستثمرين نحو المعادن كتحوط، مع احتمال انتقال بعض الاستثمارات من الأسهم إلى المعادن في حالة تباطؤ الاقتصاد الأمريكي.

وختم شريف نبوي حديثه بالقول: "إذا استمرت التوترات الجيوسياسية واتباع الفيدرالي سياسة التيسير النقدي مع ارتفاع الطلب الصناعي، فإن أسعار الذهب والفضة والمعادن النفيسة الأخرى قد تشهد ارتفاعات تاريخية تصل إلى مستويات غير مسبوقة في الأعوام القادمة".