قال عاصم جلال، استشاري العلوم الإدارية وتكنولوجيا المعلومات، إن الطفرة الحالية في الذكاء الاصطناعي تتضمن نوعين من الاستثمارات: الحقيقية والدائرية، مشيراً إلى أن بعض الاستثمارات الكبرى بين شركات مثل إنفيديا، OpenAI وأوراكل تعتبر استثمارات دائرية تعود أموالها إلى مصدرها الأصلي، بينما هناك استثمارات حقيقية في البنية التحتية والعتاد مثل الذاكرة العشوائية وGPU، وهو ما يعكس قوة شرائية فعلية ومستدامة.
وحول انتشار الذكاء الاصطناعي عالميًا، أوضح جلال في مداخلة مع قناة Business SNA أن الولايات المتحدة والصين هما المتصدران بلا منازع، فيما تظل جهود أوروبا محدودة بسبب التشريعات الصارمة وبعض القيود الاجتماعية، بينما تحاول دول مثل كوريا الجنوبية وكندا وبعض الدول الآسيوية اللحاق بالركب، إلا أن السباق حتى الآن يبدو محصوراً بين العملاقين الأمريكي والصيني.
وعن دور الدول النامية، أشار جلال إلى أن عدالة توزيع تقنيات الذكاء الاصطناعي أمر بالغ الأهمية، مستشهداً بمبادرة دولة الإمارات التي خصصت مليار دولار لدعم الذكاء الاصطناعي في الدول الأفريقية، مؤكداً أن الوصول إلى التكنولوجيا الحديثة يعد تحدياً رئيسياً بسبب القيود على التصدير المفروضة من بعض الدول.
أما بالنسبة للتحديات المستقبلية، فنوّه جلال إلى أن نقص الطاقة ومراكز البيانات يمكن أن يؤثر على قدرة الدول على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، معتبراً أن النماذج الصينية قد حققت تقدماً كبيراً في خفض استهلاك الطاقة والحوسبة، في حين أن اعتماد العالم على عدد محدود من مزوّدي المكونات، مثل إنفيديا، يمثل خطرًا محتملاً على استقرار القطاع.
وختم جلال بالتأكيد على أهمية النظر للمؤشرات بشكل متوازن قبل تقييم مدى تأثير طفرة الذكاء الاصطناعي على الأسواق العالمية، مع الإشارة إلى أن الاستثمار في البنية التحتية الرقمية يعتبر الأساس الحقيقي للاستفادة من هذه التقنية.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض