الذهب في مصر يدفع فاتورة الصعود العالمي.. انخفاض الطلب إلى 10% وتحول 50% من القوة الشرائية إلى السبائك الادخارية

نفى أمير رزق، عضو شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية، بشكل قاطع ما يتردد في سوق الذهب المصري حول أن القوة الشرائية المحلية هي السبب الرئيسي وراء القفزات المتتالية في أسعار الذهب، مؤكدًا أن هذه الأقاويل غير صحيحة تماما ولا تعكس الواقع الفعلي للسوق.

تأثير القوة الشرائية على أسعار الذهب في مصر

أوضح عضو شعبة الذهب في تصريح لـ «العقارية»، أن الارتفاعات المتواصلة في أسعار الذهب داخل مصر لا ترتبط بحركة البيع والشراء محليًا، حتى مع وجود إقبال نسبي على البيع في بعض الفترات، مشددًا على أن المحرك الأول والأساسي لسعر الذهب في السوق المصري هو الارتفاع العالمي للأسعار في البورصات الدولية.

وأشار إلى أن السوق المصري يعمل وفق معادلة واضحة وثابتة منذ سنوات، تقوم على الارتباط المباشر بين السعر المحلي وسعر الأوقية عالميًا، بحيث يترجم أي صعود عالمي فورًا إلى زيادات داخلية دون تدخل فعلي من حجم الطلب المحلي.

وكشف عضو شعبة الذهب عن تفاوت واضح في حجم القوة الشرائية بين المشغولات والسبائك الذهبية خلال عام 2025، موضحًا أن القوة الشرائية على المشغولات الذهبية منذ يناير وحتى نهاية نوفمبر لم تتجاوز 10% فقط، وهو معدل يعكس ضعف الإقبال الاستهلاكي الحقيقي.

حجم الطلب على السبائك الذهبية

في المقابل، سجلت السبائك الذهبية طفرة غير مسبوقة في الطلب، حيث ارتفعت القوة الشرائية عليها إلى نحو 50% خلال نفس الفترة، في مؤشر واضح على تحول شريحة واسعة من المواطنين إلى الذهب باعتباره وعاء ادخاريًا واستثماريًا وليس سلعة للزينة.

وأكد رزق أن هذا التحول يعكس حالة الحذر التي تسيطر على المستثمرين والأفراد، في ظل تقلبات أسعار الصرف والتضخم العالمي، ما دفع شريحة واسعة إلى تكديس السبائك كملاذ آمن بعيدًا عن المشغولات مرتفعة التكلفة المصنعية.

وشدد على أن القفزات السعرية التي يشهدها الذهب محليًا لا تعني بالضرورة انتعاشا في الطلب الاستهلاكي، بل تعكس في الأساس حركة الأسواق العالمية التي تفرض نفسها على السوق المصري بشكل لحظي.

أسعار الذهب في مصر وعالميًا

جدير بالذكر أن أسعار الذهب في مصر تقفز قفزات يومية لافتة، ووصل سعر جرام 21 - الأكثر مبيعًا- إلى 5620 جنيهًا.

ووصل سعر الذهب عالميًا إلى 4226 دولار، وكان «بنك جي بي مورجان»، قد توقع،  في وقت سابق من العام 2025، أن يصل سعر الذهب عالميا لـ 3000 دولار «سعر الأونصة»، ولكن خالف سعر الذهب ذلك وكسر حاجز الـ 3000 دولار، بعد تذبذبات لافتة في الأسعار في منتصف عام 2025 بسبب بعض التغيرات الجيوسياسية التي كانت تؤثر في حركة الأسعار بالارتفاع تارة، وبالانخفاض تارة أخرى.

ومن المتوقع أن ينتهي تعاملات الذهب في البورصات العالمية للذهب على قيمة تقترب من 4300 دولار.