يوسف الشمري: النفط يظل محركًا أساسيًا للاقتصاد السعودي في رؤية 2030


الجريدة العقارية الثلاثاء 02 ديسمبر 2025 | 09:25 مساءً
النفط السعودي
النفط السعودي
محمد فهمي

أكد الدكتور يوسف الشمري، رئيس كلية لندن لاقتصاديات الطاقة، في حديثه لقناة العربية، أن التصريحات الأخيرة من وزير المالية السعودي تؤكد التوجهات الاستراتيجية للمملكة نحو التنويع الاقتصادي وفق رؤية السعودية 2030. 

وأوضح أن هذه التصريحات تذكره بتصريح سابق لولي العهد الأمير محمد بن سلمان في عام 2016، حين أكد أن الهدف ليس الاستغناء عن النفط كمصدر للدخل، بل الاستغلال الأمثل لجميع موارد المملكة.

وأشار الشمري إلى أن النفط سيظل محركًا أساسيًا للاقتصاد العالمي خلال العقدين المقبلين على الأقل، وفقًا لتوقعات المنظمات الدولية مثل "أوبك" و"وكالة الطاقة الدولية".

 وأوضح أن المملكة تتمتع بأقل تكلفة إنتاج للنفط في العالم، مع بصمة كربونية منخفضة، مما يجعلها لاعبًا رئيسيًا في هذا القطاع، بالإضافة إلى كونها أكبر مصدر للنفط في العالم.

التوازن بين النفط وغير النفط

في حديثه عن الأداء المالي، أشار الدكتور يوسف الشمري إلى أن الإيرادات غير النفطية في المملكة شهدت ارتفاعًا كبيرًا، حيث وصلت إلى 501 مليار ريال في 2023 مقارنة بـ166 مليار ريال في 2015، هذا النمو يعكس التحول الكبير في الاقتصاد السعودي نحو التنويع، بحيث لم يعد الاعتماد على النفط هو المصدر الوحيد للإيرادات، بل باتت الإيرادات غير النفطية تشكل جزءًا متوازنًا من الاقتصاد.

ورغم ذلك، أكد الشمري أن النفط سيظل مهمًا جدًا في الاقتصاد السعودي في المرحلة المقبلة، مشيرًا إلى أن رؤية السعودية 2030 تتجه نحو موازنة بين النفط والقطاعات الأخرى، مع التركيز على الاستفادة من الطاقة المتجددة والتحول إلى مصادر دخل متنوعة.

الأسعار أم الإنتاج؟

وعن السؤال الهام الذي طرحته المذيعة حول أيهما أهم للإيرادات النفطية في السعودية: مستوى الأسعار أم مستوى الإنتاج، قال د. يوسف الشمري: "لا يمكن الجزم بأي منهما بشكل قاطع، لأن هناك علاقة تناسبية بين الإنتاج والأسعار".

 وأضاف أنه في حال زيادة الإنتاج مع انخفاض الأسعار، قد تؤثر هذه المعادلة على العوائد المالية في النهاية، حيث يجب الأخذ في الاعتبار تكاليف الإنتاج.

وفي ضوء قرار "أوبك بلس" بوقف زيادة مستويات الإنتاج في الربع الأول من العام المقبل، أشار الشمري إلى أن المملكة قد تتقبل أسعار النفط بين 60 و70 دولارًا للبرميل، وذلك بالنظر إلى الوضع الحالي للأسواق العالمية، والتضخم المرتفع والسياسات النقدية المشددة التي أثرت على الأسعار في السنوات الماضية.

استمرار النمو في إيرادات المملكة

ختامًا، أكد الشمري أن الاستراتيجية الحالية في المملكة تستهدف زيادة الإنتاج، مع التكيف مع الأسعار ضمن نطاق مقبول يعزز الإيرادات النفطية، وفي نفس الوقت يواصل التحول نحو قطاعات أخرى من الاقتصاد لتحقيق التوازن في الإيرادات العامة، استعدادًا للمستقبل بعد عام 2030.