خبير اقتصادي: السياسة التجارية الأمريكية قلبت أسواق العالم وطلبات التخزين بلغت سقفها

حلّ محمد أنيس، الخبير الاقتصادي، ضيفًا عبر تطبيق زووم على قناة إكسترا نيوز، للحديث عن الانحسار الأخير في الطلبات المعجلة وأسواق السلع العالمية، موضحًا أن السياسة التجارية عادت إلى صلب الاهتمام الاقتصادي العالمي بعد سنوات طويلة من التركيز على السياسات المالية والنقدية فقط.

وأشار أنيس إلى أن التحول بدأ مع وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إذ تحولت السياسة التجارية الأمريكية من الانفتاح إلى الحمائية والانغلاق، ما دفع الشركات الأمريكية إلى استخدام كافة الموارد المالية والقدرات التخزينية لتأمين مدخلات الإنتاج وتجنب تأثير الرسوم الجمركية الجديدة.

وأوضح أن الطلبات المعجلة وصلت إلى سقفها خلال الأشهر الستة الماضية، ما أدى إلى تراجعها وتأثر أرباح الشركات المستوردة، مشيرًا إلى أن جميع القطاعات الأمريكية تأثرت من منافذ البيع الكبرى مثل وول مارت وحتى قطاع السيارات والإلكترونيات بسبب ارتفاع التكاليف أو تراجع هوامش الربحية.

وحول تأثير الصين، قال أنيس إن الشركات الصينية تعمل على إنتاج بضائعها في دول طرف ثالث لتصديرها إلى أمريكا، بما فيها دول نامية مثل مصر، كما تستغل بلدانًا مثل فيتنام وماليزيا وتايلاند والمكسيك لإعادة تصدير المنتجات الصينية إلى السوق الأمريكي، وهو ما قد يتطلب ردًا أمريكيًا مستقبليًا بعد الاتفاقيات التجارية المحتملة.

وعن بيانات التوظيف والتضخم الأمريكية لشهر ديسمبر، أشار أنيس إلى أن الإغلاق الحكومي الطويل أثر على إحصاءات سبتمبر، وأن البيانات الحالية لشهري أكتوبر ونوفمبر ستكون المؤثرة في قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي القادم بشأن الفائدة، متوقعًا تخفيضًا طفيفًا بمقدار ربع نقطة مئوية، مع استمرار معدل التضخم فوق الهدف المستهدف بنسبة 2%.

وأكد أنيس أن الأسواق الأمريكية لا تزال في مرحلة تيسير من السياسة النقدية، لكنها بعيدة عن مستويات ما قبل كورونا، وأن التغيرات في السياسة التجارية العالمية مع ارتفاع سقف ديون الدول المتقدمة ستظل تؤثر على الأسواق والنمو الاقتصادي العالمي في الفترة المقبلة.