خبير اقتصادي: العطل العالمي أربك أسواق الذهب.. وارتفاعات قوية بعد استئناف التداول

أكد نديم السبع، الخبير الاقتصادي، أن العطل الذي حدث مؤخراً في أنظمة التداول العالمية تسبب في "إرباك" واضح بالأسواق، خصوصاً في تحركات الذهب خلال جلسة الجمعة. 

وأوضح في مداخلة مع العربية Business، أن التداول على الذهب كان مسموحاً، إلا أن معظم المنصات حول العالم فضّلت إيقافه خشية تحركات غير محسوبة وعمليات "أربيتراج" قد تؤثر على استقرارها، مشيراً إلى أن جلسة الجمعة القصيرة حدّت من التأثيرات السلبية، مضيفا أن الأسواق عادت للعمل بشكل طبيعي بعد استقرار الأوضاع، وأن الذهب والفضة سجلا ارتفاعات قوية فور استئناف التداول.

وفي ما يتعلق بأداء المؤشرات الأميركية خلال نوفمبر، حيث شهد "الناسداك" تراجعاً بنحو 1.5% مقابل مكاسب طفيفة لـ"الداو جونز" و"S&P"، اعتبر السبع أن هذه المؤشرات لا تزال تتضمن "نوعاً من الفقاعة" بسبب اعتمادها على أداء عدد محدود من الشركات الكبرى. لكنه أكد في الوقت نفسه أن توجه الاحتياطي الفيدرالي لتقليص التشديد النقدي وخفض الفائدة يدعم استمرار ارتفاع الأسواق خلال ديسمبر، موضحاً أن "الفقاعات عادة تنفجر عند التشديد النقدي، وهذا غير موجود اليوم"، وتوقع استمرار الأداء الإيجابي على المدى المتوسط في ظل غياب أي معطيات تشير إلى تشديد وشيك.

وبالنسبة إلى توجهات الدولار، أوضح السبع أن مؤشره ظل خلال الأشهر الأخيرة محصوراً بين 98 و100، مرجحاً استمرار المسار الهابط مع عودة صدور البيانات الاقتصادية وتوجه الفيدرالي لخفض الفائدة، وتوقع ارتفاع العملات الرئيسية أمام الدولار باستثناء الين الياباني، حيث تدعم أساسيات الاقتصاد الياباني بقاء الدولار أقوى منه، متوقعاً هبوط مؤشر الدولار إلى مستويات 92–93.

وفي حديثه عن زوج الدولار/ين، أشار السبع إلى أن الحزمة الاقتصادية اليابانية الأخيرة البالغة 117 مليار دولار والممولة بالدرجة الأولى بالديون، تضاف إلى الضغوط الواقعة على الين، موضحا أن "لا يمكن أن نتحدث عن حزمة تمول من الدين ونتوقع في الوقت نفسه أن يقوى الين"، مؤكداً أن رفع الفائدة في اليابان كان محدوداً، وأن البنك المركزي الياباني ليس مستعجلاً للتشديد في ظل خفض الفيدرالي للفائدة، وتوقع استمرار ارتفاع الدولار/ين حتى الوصول إلى قمة تاريخية قد تدفع البنك المركزي للتدخل الفعلي، لكنه شدد على أن تأثير أي تدخل سيكون محدوداً وقصير المدى.

وفي ختام حديثه، قدّم السبع رؤيته لتوجهات الذهب والفضة، مؤكداً أن كل الأساسيات تدعم استمرار ارتفاعهما. ودعا المستثمرين إلى تجنب الدخول "الهجومي" في هذه المستويات القياسية، خصوصاً مع اقتراب الذهب من قمته التاريخية ووصول الفضة بالفعل إلى مستويات قياسية. 

ونصح باعتماد استراتيجية DCA (الشراء المتدرج) وعدم الدخول "All In"، تحسباً لأي تصحيح حاد مشابه لما حدث في البيتكوين، مؤكداً أن الشراء عند الانخفاضات يخفف المخاطر ويحمي المستثمر من أي هبوط مفاجئ.