حازم بركات: مصر تشهد انتعاشة استثمارية.. وقطاعات الصحة والتعليم والتجزئة تقود النمو

قال حازم بركات، رئيس مجلس إدارة شركة "بي إنفستمنتس"، إن أرضية الاستثمار في مصر تشهد حالياً حالة من التحسن الملحوظ، مع ارتفاع حماس المستثمرين المحليين والأجانب لدخول السوق، وهو ما ينعكس على أداء البورصة المصرية.

 وأوضح بركات خلال لقائه مع برنامج "ويك اند القاهرة" أن شركته تعتزم استثمار ما بين 2 إلى 3 مليار جنيه في الفترة القادمة، بعد التركيز خلال السنتين الماضيتين على دعم الشركات القائمة لضمان تحقيق استقرار نتائج أعمالها.

وأشار إلى أن المستثمرين المصريين لهم دور حاسم في جذب الاستثمارات الأجنبية، حيث إن غيابهم يقلق المستثمرين الأجانب، مؤكداً أن نموذج عمل الشركة قائم منذ 18 إلى 20 سنة على الشراكة بين المستثمرين المحليين والأجانب بما يتناسب مع توجهات كل طرف.

وحول أهم الإشارات التي ينتظرها المستثمرون الأجانب لتعزيز تواجدهم في السوق المصري، ذكر بركات أن من أبرزها ثبات العملة وتحسن الاقتصاد، بالإضافة إلى الفرص الاستثمارية التي تتيحها الشركات القائمة والتي تسعى لتوسيع أعمالها. وأكد أن شركته ترى أن الأسوأ في السنوات الماضية قد مضى، وأن السوق اليوم يعكس فرصة حقيقية للنمو.

القطاعات المستهدفة للنمو

وأوضح بركات أن التركيز الحالي لشركة "بي إنفستمنتس" ينصب على القطاع الصحي، قطاع التعليم، قطاع التجزئة، والصناعات الغذائية القابلة للتصدير، مشيراً إلى أن قطاع الأغذية والمشروبات جاء نتيجة تجربة ناجحة مع سلسلة "جورميه"، حيث تم توسيع المساحات المخصصة للبيع وحققت نتائج إيجابية خلال 2024. وأضاف أن الشركة ما زالت تدرس فرص الطرح في البورصة كخيار بديل لتخارجها من الشركات بعد النتائج المميزة للسنة الماضية.

فيما يخص القطاع الصحي، أشار بركات إلى أن الشركة قامت بشراء ودمج مراكز الخصوبة IVF لتحقيق كفاءة أعلى، مع وجود خطة للتوسع بمراكز جديدة، مؤكداً أن الشركة تركز على مصر بشكل أساسي، لكنها تشجع شركاتها على التوسع خارجياً، مشيراً إلى تجارب ناجحة في السعودية والأردن والمغرب والإمارات.

أما فيما يتعلق بالقطاع التعليمي، فلفت بركات إلى اهتمام الشركة بالتعليم العالي، وتحديداً بفروع الجامعات الأجنبية، دون الدخول في شراكات مع القطاع العام في الوقت الحالي، لكن مع تعاون واضح مع الصندوق السيادي وبعض البنوك وشركات التأمين.

آفاق التخارج والاستثمار المباشر

أوضح بركات أن الشركة تعمل وفق نموذج فريد يجمع بين كونها مدرجة في البورصة وممارسة الاستثمار المباشر، ما يسمح للمساهمين الذين يريدون التخارج بالحصول على عوائد من خلال توزيعات أرباح خاصة، بينما يحتفظ رأس المال طويل الأمد بالقدرة على الاستثمار المباشر لتحقيق عوائد أعلى من العوائد التقليدية.

وحول مستقبل الاستثمارات، أكد بركات أن وتيرة التخارج ستصبح أسرع مع تحسن السوق، وأن الشركة مستمرة في متابعة فرص جديدة ضمن القطاعات الصحية والتعليمية والتجزئة، مع النظر في التوسع الدولي غير المباشر من خلال شركاتها، مع التركيز على الأسواق السعودية، الأردنية، المغربية، والإماراتية.

واختتم بركات بالتأكيد على أن الاقتصاد المصري قد تجاوز فترات صعبة كثيرة على مدار عشرين عاماً، وأن ما يشهده السوق اليوم يمثل رسالة اطمئنان للمستثمرين المحليين والأجانب على حد سواء.